كشف الإضراب الأخير لسائقى القطارات بهيئة السكة الحديد عن عيوب خطيرة فى القطارت، والتى كانت سببا فى وقوع العديد من الحوادث فى الفترة السابقة وتنذر بحدوث كوارث فى الأيام القادمة, فالهيئة تفتقد وسائل الأمان فيما يتعلق بعمليات نظم سلامة وأمن القطارات، التى تكفل سلامة حركتها، حتى من الأخطاء البشرية، سواء كانت من عامل البلوك “التحويلة”، أو سائق القطار. خرج السائقون عن صمتهم، وقالوا إن جميع الجرارات ليس بها وسائل أمان فهى معطلة منذ فترة، فجهاز (atc) أو التحكم الآلى فى القطار, معطل ولا يعطى أى تنبيه للسائق عند الخطر وليس قادر على القيام بمهامه المتمثلة فى إيقاف القطار آليا عند الخطر. وأكد السائقون أن أجهزة اللاسلكى الخاصة بالجرارات والتى تربط بين السائق والمراقب معطلة أيضا، وهو ما يعطل الاتصال والإبلاغ عن الخطر الموجود بالقطار, أما الإشارات فأصبحت فى حالة سيئة فمعظمها معطل خاصة فى طريق دمنهور – الإسكندرية فى الذهاب والعودة. كما أكد السائقون أنهم لو التزموا بتنفيذ التعليمات "السيمافور" المعطلة سوف يتأخر القطار ساعتين على الأقل من مصر الإسكندرية, وفى خط قبلى مصر – أسيوط معظم السيمافور لا تعمل.. وبالتالى سيتم تنفيذ التعليمات عليها وسيتأخر القطار حوالى 4 ساعات, فضلا عن حدوث الكوارث المتوقعة لتعطل الإشارات التى تنبه السائق بوجود قطار أمامه، وعليه يهدأ السرعة حتى لا يحدث الصدام. وأضاف السائقون أنهم يتحملوا المسئولية كاملة فى حالة حدوث أى كارثة، فالإدارة تجبرهم على توقيع إقرارا على أنفسهم بأن الجرارات سليمة وليس بها عيوب عند فحصها فى الورش قبل استلامها لعدم تعطيل العمل تحت بند " تسهيلا لسير العمل". ويعانى مرفق السكك الحديدية، والذى يمتد على مسافة تصل إلى خمسة آلاف كيلومتر بطول البلاد وعرضها، من الإهمال الشديد لهذا المرفق الحيوى، فلا تزال هيئة السكك الحديدية تعتمد إلى حد كبير على النظام اليدوى فيما يتعلق بعمليات صيانة الخطوط، لندرة العمالة المدربة، ووصل العجز فى هذه العمالة حسبما تشير دراسات المجالس القومية المتخصصة، من نحو 30% إلى 60% بالنسبة لمهندسى السكك الحديدية. وتعد صيانة القاطرات من أهم المشاكل التى تعانى منها هيئة السكك الحديدية، فقد فشلت الهيئة فى تطوير ورش الصيانة بها، والتى يرجع تاريخ إنشاء بعضها إلى نحو مائة عام. وأخيراً تأتى مزلقانات السكك الحديدية التى لم تقدم لها الهيئة أية حلول، رغم أنها فى مقدمة أسباب ارتفاع معدلات حوادث القطارات بنسبة 40%، حتى أنه يطلق على معظمها مزلقانات الموت، ويبلغ عددها حوالى 1264 مزلقانا فى مصر. فكيف سيتحقق وعد وزير النقل محمد منصور بتحسين الخدمة فى هيئة السكة الحديد أوائل مارس المقبل, ومازالت المشاكل القائمة تهدد أرواح ملايين المواطنين بعدما بلغ عددهم مليون ونصف راكب يوميا, فكل ما يفعله الوزير هو تصريحات تليفزيونية, فقال الوزير فى أحد تصريحاته إنه تم وضع خطة لتطوير 300 محطة سكة حديد، وتم التعاقد على تطوير 350 مزلقانا فى السكة الحديد، وعمل دورات تدريبية للعاملين، وإنشاء 7 شركات مملوكة لهيئة السكة الحديد لتحسين خدمات القطارات وهو ما لم يحدث على أرض الواقع، وحتى القاطرات الجديدة والتى تعاقدت عليها وزارة النقل لتصنيع80 جرار قطار جديدا بمنحة من قطر وليبيا يصل قيمتها إلى 1635 مليون جنيه بالولايات المتحدةالأمريكية. الأخطر من ذلك أن الشركة المصنعة لم تراع فى التصميمات الوزن المسموح به وهو 120 طنا, فقد بلغ وزن الجرار الجديد 140 طنا أى بزيادة 20 طنا عن المسموح به, مما سيؤثر على القضبان الحديدية للسكة الحديد ولن تتحمل الوزن الزائد ويحذر خبراء من حدوث هبوط أرضى بالسكة الحديد بسبب الوزن الزائد للجرار. لمعلوماتك.. ◄ 350 راكبا، احترقوا داخل قطار الصعيد فى فبراير 2002 فى مأساة مروعة اعتبرت الأسوأ فى تاريخ السكك الحديدية، الذى يزيد على مائة وخمسين عاما. ◄ 1300 رحلة تقوم بها هيئة السكة الحديد يوميا.