طالب السيناتور الأمريكى جون كيرى الحكومة المصرية بالتحقيق فى أحداث العباسية ومحاسبة مرتكبيها، لأن المحاسبة هى جوهر الديمقراطية الجديدة. وقال "كيرى" خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده اليوم قبل مغادرة القاهرة، إن الكونجرس والرئيس باراك أوباما اتفقا على رفضهم لأحداث العنف الأخيرة التى وقعت فى مصر، خاصة وأن التجمع السلمى للتظاهر من ضمن حقوق المواطنين. وأكد كيرى أن تسليم السلطة لقوة مدنية هام من أجل تحقيق التقدم لمصر، مضيفا أنه على الحكومة الجديدة أن تحافظ على مسيرتها للأمام وتجنب النظر للخلف أو الرغبة فى الانتقام، موضحا أن هناك اهتماما من الولاياتالمتحدة بالانتخابات الرئاسية القادمة، مشددا على أن بلاده لا تدعم مرشحا بعينه، ولكنها تدعم العملية الانتخابية وشرعيتها وأهمية وجود محاسبية وشفافية. وأشار كيرى إلى أن وضع الاقتصاد المصرى هو أكبر تحدى يواجه البلاد حاليا، داعيا الفائز فى الانتخابات الرئاسية القادمة والحكومة الجديدة إلى إرسال رسائل ثقة إلى السوق العالمى، ولمن يرغبون فى ممارسة أعمال فى مصر، لأن تلك الاستثمارات والأعمال ستساعد على خلق فرص عمل جديدة. وقال كيرى "ما يشجعنى كثيرا هو أن المجلس العسكرى مُصر على إقامة الانتخابات فى 23 مايو"، موضحا أنه أراد أن يقابل كافة مرشحى الرئاسة ولكن لم يفلح الأمر مع الجميع. وأشار "كيرى" إلى أن محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة والمرشح الرئاسى كان من المقرر لقاءه، لكن مرسى اعتذر عن اللقاء، وتابع قائلا: "إنه خاطب أحد المرشحين الرئاسيين الآخرين تليفونيا، والأمر ليس نقصا فى المحاولات من جانبى ولكن المرشحين هم الذين يختارون". وقال كيرى إنه من الواضح أن مصر تواجه تحديات صعبة جدا، والأيام القادمة ستكون أصعب، وأضاف كيرى أن المشير حسين طنطاوى كان واضحا فى حديثه معه بشأن عزم المجلس العسكرى بالكامل على تسليم السلطة، "وأعتقد أنهم متحمسون لذلك لأن هذا ليس ما يفضلون عمله، وأعتقد أنهم يفهمون أن أفضل شىء يمكن عمله لمصر هو إحضار حكومة منتخبة ورئيس منتخب". وأشار كيرى إلى أنه بالرغم من كون الولاياتالمتحدة مازالت قلقة بشأن بعض الحريات مثل حق الاجتماع، ولكنها تؤمن أنه على المدى الطويل فإن انهيار مصر اقتصاديا سيمثل خطرا كبيرا، مضيفا أن الرئيس أوباما اتخذ قرارا صحيحا باستكمال المساعدات لمصر. وقال إن المساعدات يمكن أن تساعد فى العديد من الأمور مثل وقف تهريب الأسلحة، والتعليم، والزراعة، والصحة، مضيفا أنه سيفعل كل ما يستطيع لدعم حزمة صندوق النقد الدولى لمساعدة مصر إذا كانت هذه رغبة الشعب واختيار الحكومة. وأكد أن حزمة مساعدات صندوق النقد الدولى محددة، "لكن المهم التوصل لاتفاق بين الجميع للتقدم للأمام"، وقال إن هناك من يتخوفون داخل السياسيين المصريين الآن من تحويل تلك الحزمة للحكومة الانتقالية، وأن تنفقها ثم تأتى الحكومة الجديدة فلا تعرف الأوجه التى تم إنفاقها فيها أو أن تكون غير راضية عنها. كما وجه كيرى خلال المؤتمر رسالة من أب أمريكى متزوج من مصرية يطلب فيها مساعدة السلطات المصرية والالتزام بالقيم المصرية العائلية فى الحفاظ على الروابط الأسرية، حيث قامت الزوجة بأخذ الطفلة إلى مصر ولم يعد فى إمكان الأب رؤيتها. وقال كيرى إنه على المصريين أن يسألوا أنفسهم عن الوضع الاقتصادى للبلاد، ففى الخمسينيات كان الدخل القومى لمصر وإسرائيل وتركيا متشابها إلى حد كبير، لكن حاليا تغير ذلك وأصبح الدخل القومى لتركيا وإسرائيل أعلى مما كان عليه فيما ظل الدخل القومى لمصر تقريبا كما هو عليه الآن.