ينطلق غداً، الخميس، فى العاصمة الجابونية ليبرافيل، أعمال المؤتمر التاسع لوزراء إعلام منظمة التعاون الإسلامى، والذى سيناقش عدداً من الموضوعات الهامة التى تم التوافق عليها خلال اليومين الماضيين فى اجتماعات كبار المسئولين، من بينها وضع استراتيجية إعلامية موحدة بين الدول الإسلامية، وإنشاء قناة فضائية خاصة بالمنظمة، واتحاد للصحفيين والإعلاميين المسلمين. ورغم الطابع الهادئ لمثل هذه الاجتماعات، إلا أن مصادر أشارت إلى إمكانية أن يشهد اجتماع الغد أزمة بين الوفدين السعودى والإيرانى، بعد الأنباء التى ترددت عن اتجاه طهران إلى إنشاء اتحاد للإذاعات يكون موازياً لاتحاد الإذاعات الإسلامية، التابع لمنظمة التعاون الإسلامى، وهو ما تعترض عليه السعودية التى ترى، وفقاً للمصادر، أن إيران تسعى من خلال الاتحاد الجديد ضم جميع الإذاعات الشيعية فى الدول العربية والإسلامية، وهو ما قد يتسبب فى صراع جديد بين الإذاعات والفضائيات السنية والشيعية، سيؤجج الخلاف المذهبى. وكان من المفترض أن يظهر هذا الخلاف فى الاجتماعات التحضيرية لاجتماع وزراء الإعلام، إلا أن تأخر حضور الوفد الإيرانى عن هذه الاجتماعات أجل الصدام المحتمل بين طهران من جهة وعدد كبير من دول المنظمة، وعلى رأسها السعودية، من جهة أخرى. من جهة أخرى، وافق كبار المسئولين، من حيث المبدأ، على المقترح المصرى بإطلاق قناة تليفزيونية إسلامية على الأقمار الصناعية باسم " OIC"، وتم إحالة المقترح إلى لجنة معنية ستجتمع فى يونيو المقبل بجدة، مع وضع مصر ضمن خمس دول المرشحة لاستضافة القناة إذا ما تم الموافقة عليها نهائياً. وقال عبد الرحمن رشاد، رئيس وفد مصر، إن النقاش بين كبار المسئولين أظهر خلافاً فى الرؤى بين الدول الأعضاء حول أهمية هذه القناة والرسالة التى ستقدمها، خاصة فى ظل وجود خلافات لغوية وسياسية ومذهبية بين دول المنظمة ال57، إلا أن الرأى النهائى انتهى إلى أن هذه القناة سيكون هدفها تعريف العالم بالإسلام ومواجهة الهجمة الإعلامية الدولية ضد الإسلام، على أن تتولى لجنة خاصة وضع استراتيجية القناة حال الموافقة عليها على أن تبتعد هذه الاستراتيجية عن العاملين الدينى والسياسى، منعاً لحدوث خلاف بين الدول الأعضاء. وقال الدكتور عصام سليم الشنطى، مدير إدارة الإعلام فى المنظمة، إن القناة سيكون لها من إسهام فى تبادل المعلومات والأخبار حول العالم الإسلامى والخارجى ودعم جهود تجلية صورة الإسلام الناصعة، لافتا إلى أن "الإعلام المناوئ للعالم الإسلامى الذى تتوفر له كل الإمكانات اللازمة، خصوصاً المادية منها، يقوم باستغلال كل ما تتيحه وسائل الاتصال الحديثة المؤثرة والمتطورة، فى حين أننا نلحظ أن العمل الإسلامى المشترك فى مجال الإعلام بقى عاجزاً عن القيام بمجهود فعّال لصد الحملات الجائرة لظاهرة عداء الإسلام فى الغرب أو ما يُعرف ب"الإسلاموفوبيا"، والتى تتفاقم يوماً بعد يوم". من جهة أخرى، اقترح الوفد التركى عمل آلية لتنظيم البث بين الدول الإسلامية، واقترح مندوب السعودية استضافة هذا المنتدى فى جدة فى يونيو المقبل لبحث هذا الأمر.