لم تكن تريد أن تصدق حينها أن تلك اللحظات لن تدوم كانا يسرقان سوياً من الزمن ثوانى معدودات يعلم القدر أنها لن تدوم، وكأنه يترك لهما ذكرى أبدية عن الحب لا يفرقها الموت، كان لها دنيا تمنتها لسنوات طوال. كان لها دواءً للألم والجراح والمعاناة، كانت له حلما طويلا تمنى أن لا يستيقظ منه، أن يعيش فيه حتى تنتهى الحياة، ويحلم به بعد الممات. كان يعلم أن نهايته محتومة أنه يسير فى طريق لامفر منه فأى مفر من الموت؟! ولكنها لا تريد أن تصدق أن الموت نهاية للحب ولكنه فقط وداعا مؤقتاً حتى يحين اللقاء. حتى بعد أن فارقها لا تصدق، مازالت تجلس هناك فى مكانهما المعهود، حيث قطعا عهود الحب الأبدية وكأنها تنتظر أن يعود، ولكن هيهات هل يعيد الموت ما أخذه، ولكنها تقف هناك كل يوم عند المغيب تنتظر على أملٍ غريب وإيمان عجيب. علها تتمنى أن ترحمها الحياة ويضمهما قبرا واحدا أو علها تجد فى ذلك المكان نهرا،ً لا ينتهى من الذكريات تنهل منه بعض قطرات من الصبر حتى يحين اللقاء. فالجسد ربما رقد تحت الثرى ولكن روحه تحيا فى أنفاسها بلا كلل، وتجد فى مكانهما لقاءا لأرواحٍ فرقها القدر وحتى تنتهى النجوم وينطفئ نور القمر ستنتظر بعيدا، عنها قريب وحتى تذبل الشمس وتعانق الغيوم لن يغيب عنها الأمل فى لقاء قريب ستنتظر هناك فى نفس المكان حتى يأتى الأجل ويحين لقاء الحبيب فى مكان غير المكان وزمان غير الزمان فى عالماً لا يعرف فراقاً أو حرمان ولا لوعة الشوق ودموع الأحزان عالما، سيمضيان فيه أيامهما معاً حيث لا مكان للموت ولا وقت للزمن، حيث تتوقف كل دقات الساعات فقط هى وهو معا للأبد.