أعلن السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشئون فلسطين والأراضى العربية المحتلة، أن وزراء الخارجية العرب سوف يعقدون اجتماعا خلال الفترة القادمة بعد العودة من نيويورك، لتقييم مهمة وفد اللجنة الوزارية العربية التى شكلت بقرار من الاجتماع الطارئ لهم يوم الأربعاء الماضى، لبحث سبل وقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة. وقال السفير صبيح فى تصريح للصحفيين اليوم، الثلاثاء، إن هناك جهدا كبيرا ومضنيا من قبل الوفد الوزارى العربى الموجود حاليا فى نيويورك، برئاسة الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى والرئيس الفلسطينى محمود عباس وعدد من وزراء الخارجية العرب. وأضاف أن هذا التحرك الذى يتم فى نيويورك، يساند تحركات أخرى تقوم بها عواصم عربية كثيرة، وخاصة مع الدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن وبشكل أدق الولاياتالمتحدةالأمريكية. واعترف السفير صبيح بوجود عقبات كثيرة، يحاول الوفد العربى تجاوزها، مشيرا فى هذا الصدد إلى استعمال حق النقض "الفيتو"، وقال "لا ننسى هذا الحق الذى استعملته الإدارة الأمريكية 36 مرة فى 41 عاما". وأضاف "التحرك العربى الآن يمر بلحظات فارقة فى مجلس الأمن، وسنرى خلال الساعات القليلة القادمة كيف ستتصرف الولاياتالمتحدةالأمريكية". وحول وجود مؤشرات على صعوبة مهمة الوفد العربى فى ظل فيتو أمريكى متوقع، وما الذى سيفعله الجانب العربى إذا ما قوبل تحركه بهذا الفيتو، قال السفير محمد صبيح إن الولاياتالمتحدة ترتكب خطأ جسيما، حيث أعطت الضوء الأخضر للعدوان الإسرائيلى بل وتحميه، معربا عن اعتقاده بأن هذا سيكون سببا فى مزيد من الكراهية لسياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية فى المنطقة ومزيد من سفك الدماء، وكل هذا مسئولة عنه سياسة الريئيس بوش. وأضاف السفير صبيح أن الولاياتالمتحدة، كما حدث فى حرب يوليو، تحاول كسب الوقت للمعتدى، لكننا نقول إنها ستكون مسئولة عن قراراتها وعن هذا الغضب الذى يحدث فى العالم العربى وسيزداد هذا الغضب إذا ما بقى الوقف الأمريكى على حاله. لكنه استطرد قائلا "سننتظر كيف ستتصرف الولاياتالمتحدةالأمريكية، والجامعة العربية ستحدد تحركها فى ضوء ذلك"، مشيرا إلى أن هناك اجتماعا فوريا سينعقد لوزراء الخارجية العرب لبلورة الخطوات التى سيرونها مناسبة إزاء هذا الوضع. وردا على سؤال حول جدوى التحركات من قبل أطراف إقليمية عديدة، منها تحرك الترويكا الأوروبية وزيارة الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى إلى المنطقة، قال السفير محمد صبيح إن كل تحرك مبنى على القواعد الدولية وحقوق الإنسان والوقف الفورى لمسلسل القتل والإجرام ورفع الحصار وفتح المعابر، أعتقد أنه يلقى ترحيبا كبيرا من الأمة العربية، لكن من يساند العدوان بشكل غير مقبول فى جمهورية التشيك أو فى ألمانيا؟ فإننا نؤكد أنه أمر يرفضه العرب تماما، وسيسجل فى تاريخ الدول التى تساند هذه المجزرة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى. وحول ما تردد عن مبادرات لنشر قوات دولية فى قطاع غزة، قال السفير صبيح "الآن الجهد لابد وأن ينصب على وقف القتال والمجازر الإسرائيلية وهذه المهمة الأولى التى لابد أن تتم بأسرع طريقة ممكنة لحماية المدنيين فى قطاع غزة، بعد ذلك أرى أن هذه قضية خاضعة للمفاوضات وهى أمور تحتاج إلى وقت طويل، لذلك لا نريد أن ندخل فى تفاصيل تؤخر عملية وقف إطلاق النار". وحذر السفير صبيح من خطورة ما يجرى فى الأراضى الفلسطينية من نشر الموت والخراب والدمار، وقال إنها محرقة بكل المقاييس على شعب محاصر، مشيرا إلى سقوط عدد كبير من الأطفال والنساء وأسر بكاملها شهداء، نتيجة العدوان الإسرائيلى الغاشم، بالإضافة إلى الجوع ونقص الأدوية وعدم القدرة على التحرك، فضلا عن الخوف والرعب فى عيون أطفال غزة والذى سيبقى لأجيال طويلة ويؤسس لكراهية ممتدة لهؤلاء القتلة من قيادات الجيش الإسرائيلى.