ب100 ألف طالب وطالبة.. انطلاق امتحانات «صفوف النقل» بالإسكندرية غداً    رئيس خطة النواب: الحرب الروسية الأوكرانية والتغيرات الجيوسياسية تؤثر على الاقتصاد المصري    رئيس جامعة بنها يترأس لجنة اختيار عميد كلية التجارة    تعرف على أسعار عملات دول البريكس اليوم الثلاثاء 7-5-2024    بدء تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء بمدينة نصر: تسهيلات كبيرة للمواطنين    رئيس البورصة: إطلاق مؤشر الشريعة الإسلامية خلال الربع الثاني من 2024    «تصديري الصناعات الغذائية»: نمو صادرات القطاع بنسبة 31% بقيمة 1.6 مليار دولار في 4 شهور    تصل إلى 571 مليار جنيه.. النواب يطالب الحكومة بتحصيل الديون المستحقة لها    تخفيض الحد الأدنى لقيمة الفاتورة الإلكترونية اللازم لإدارج بيانات الرقم القومي 1 أغسطس    ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و789 شهيدا    إعلام أمريكي: إدارة بايدن أجلت مبيعات الآلاف من الأسلحة الدقيقة إلى إسرائيل    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدًا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    اعتقال 125 طالبا.. الشرطة الهولندية تفض مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة أمستردام    موعد مباراة الأهلي والاتحاد السكندري والقنوات الناقلة.. رحلة استعادة الصدارة    تين هاج: هزيمة مانشستر يونايتد مستحقة.. ونشكر الجماهير على الدعم    بحوزته مخدرات.. القبض على مؤدي المهرجانات مجدي شطة في المرج    منخفض خماسيني.. الأرصاد تحذر من موجة حارة تضرب البلاد (فيديو)    اليوم.. بدء محاكمة المتهم بقتل «طفلة مدينة نصر» (تفاصيل)    محافظ بني سويف يراجع مع مسؤولي التعليم الاستعداد لامتحانات نهاية العام غدا    الداخلية تشن حملات على المخابز وتضبط 18 طن دقيق مدعم    ياسمين عبد العزيز باكية: أنا مش بحب العوضي.. وتكشف عن سبب الطلاق الحقيقي    المتحف القومي للحضارة يحتفل بعيد شم النسيم ضمن مبادرة «طبلية مصر»    في اليوم العالمي للربو.. تعرف على أسبابه وكيفية علاجه وطرق الوقاية منه    أسعار الأسماك اليوم الثلاثاء 7 مايو 2024    العد التنازلي.. كم متبقي على ميعاد عيد الأضحى 2024؟    إصابة 3 اشخاص في حادث تصادم سياره ملاكي وموتوسيكل بالدقهلية    مدير حدائق الحيوان ب«الزراعة»: استقبلنا 35 ألف زائر في المحافظات احتفالا بشم النسيم    وزير الخارجية الإسرائيلي: دخول الجيش إلى رفح يعزز الهدفين الرئيسيين للحرب وهما إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس    "أمور خفية والنفوس شايلة".. كريم شحاتة يكشف عن أزمة البنك الأهلي في الدوري    رئيس جامعة حلوان يشهد احتفالية أعياد شم النسيم بكلية السياحة والفنادق    دويدار: معلول سيجدد تعاقده مع الأهلي    لقاح سحري يقاوم 8 فيروسات تاجية خطيرة.. وإجراء التجارب السريرية بحلول 2025    لا تأكل هذه الأطعمة في اليوم التالي.. الصحة تقدم نصائح قبل وبعد تناول الفسيخ    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    زعيم المعارضة الإسرائيلي: على نتنياهو إنجاز صفقة التبادل.. وسأضمن له منع انهيار حكومته    كيفية صلاة الصبح لمن فاته الفجر وحكم أدائها بعد شروق الشمس    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 7-5-2024    إصابة الملك تشارلز بالسرطان تخيم على الذكرى الأولى لتوليه عرش بريطانيا| صور    أسعار الأسمنت اليوم الثلاثاء 7 - 5 - 2024 في الأسواق    لاعب نهضة بركان السابق: نريد تعويض خسارة لقب الكونفدرالية أمام الزمالك    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    ياسمين عبدالعزيز: «بنتي كيوت ورقيقة.. ومش عايزة أولادي يطلعوا زيي»    صدقي صخر: تعرضت لصدمات في حياتي خلتني أروح لدكتور نفسي    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه: نفسي يبقى عندي عيلة    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    أمين البحوث الإسلامية: أهل الإيمان محصنون ضد أى دعوة    عملت عملية عشان أخلف من العوضي| ياسمين عبد العزيز تفجر مفاجأة.. شاهد    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    شكر خاص.. حسين لبيب يوجه رسالة للاعبات الطائرة بعد حصد بطولة أفريقيا    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكاية ديك (غزة)
نشر في اليوم السابع يوم 04 - 01 - 2009

بعيداً عن المماحكات السياسية والحملات الإعلامية والسياسية الموجهة، وبعيداً عن ظهور محمد دحلان على شاشة "البيت بيتك" ليدافع عن (عروبة مصر) أو إشادة مقدم أحد البرامج التليفزيونية بكاتب كويتى معروف بفساده وسمعته الطين، لأنه كتب مقال يشيد بدور مصر، وبعيداً عن الظهور الإعلامى المتكرر للسيد وزير الخارجية أبو الغيط للدفاع عن عروبة مصر. تعال عزيزى القارئ لأقدم لك حكاية حقيقية تعبر عن الطريقة التى تفكر بها الشعوب العربية للتعامل مع الكارثة الراهنة، وهى بالطبع طريقة فى الاتجاه المعاكس للسياسة والسياسيين!
هذه حكاية سيدة مجتمع كويتية قررت أن تفعل شيئا من أجل غزة بدلا من أن تلعن الظلام والحكام العرب واليهود والمؤامرة الدولية، وبدلا من تسمرها أمام شاشة التليفزيون لتتابع، كما نفعل نحن، وضعت السيدة المحترمة (س) خطة للاتصال بكل من تعرف لا لتشتم أو تسب أو حتى تبكى أو تنوح، واقتصر اتصالها على عبارات بسيطة، وهى: ما الذى تستطيعين أن تتبرعى به لغزة؟
توالت التبرعات على السيدة وهى تبرعات محترمة وقيمة تتناسب مع الوضع الاقتصادى الكويتى، ومع طبيعة الشعب الكويتى فى التعاطف مع القضايا العربية والإسلامية، لكن سيدة من (البدو) غير محددى الجنسية من المقيمين فى الكويت منذ فترة طويلة، لم تجد ما تتبرع به فعلا إلا ديكا (نعم ديك) تربيه فى حظيرة بيتها المتواضع فى إحدى المناطق الخارجية (البدو).
احتارت السيدة الفاضلة (س)؟ ماذا تفعل بهذا الديك؟ وهل لا يزال فى الكويت بكل ثرائها من يتبرع بديك؟
حاولت السيدة الكويتية (س) إثناء المتبرعة عن تبرعها، لعدم جدوى التبرع وإقناعها بأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولكن ذهبت محاولات (س) أدراج الرياح؟
فكرت السيدة (س) وهداها تفكيرها إلى أن تذهب بالديك إلى مجموعة من سيدات المجتمع الثريات لتستخدمه فى إقناعهن بالتبرع، وما إن وصلت بيت المجتمعات حتى تساءلن عن سر (الديك) فهدأت من روعهن وأخبرت صاحبة المنزل (الفيللا) بأنها قد أخذت احتياطاتها الكافية لمنع تلوث المنزل من جراء وجود (ديك) غير مأمون الحركات!!!
وبدأت السيدة (س) حوارها مع المجتمعات بسؤالهن عما يمكنهن فعله من أجل غزة؟ ولا مجال للكلمات بل للأفعال!
وبينما كانت السيدات يتناولن الشاى قررت السيدة (س) مساعدتهن فى التفكير، وقررت فتح المزاد على الديك الذى بدا مستكينا وهادئا فى قفصه.
بدأت المزاد وهى مترددة، لأنها لا تعرف من أين تبدأ وما الرقم المناسب، لكنها ولأنها وسط مجموعة من النساء الثريات، فقررت أن تبالغ فى الرقم وقالت لهن نبدأ المزاد بمائتى دينار (أربعة آلاف جنيه).
تصورت (س) أن الرقم مفاجأة، لكن المفاجأة الحقيقية كانت فى أن النسوة بدأن رفع المزاد حتى وصل 1600 دينار كويتى أى 32 ألف جنيه مصرى، هنا وكما تحكى السيدة (س) مباشرة: خرج الديك عن صمته وبدأ ينتفش ثم صاح الديك!
هنا أخذت الحماسة النسوة وبدأن فى زيادة الرقم كلما زاد سعر المزاد ارتفع صياح الديك أكثر وأكثر حتى وصل سعره إلى 3200 دينار كويتى (أى 64 ألف جنيه مصرى) ديك بأربعة وستين ألف جنيه من أجل غزة!
رغم أننى لا أنكر دور المظاهرات، ولا تأثير المقالات، ولا قيمة التحركات السياسية، لكن فى زحمة الجدل السياسى قد يسقط الضحايا فى غزة مرتين مرة بفعل القذائف والصواريخ والقنابل الصهيونية، ومرة أخرى بفعل صمتنا وعجزنا عن تقديم فعل حقيقى يدعم هؤلاء المحاصرين والمشردين.
هل شاهدتم إخوتنا فى غزة وهم يقفون طوابير من أجل أن يتسلموا وجبة طعام من (الأنروا)!
هل شاهدتم إصرارهم على الحياة والعيش على أرضهم بدلا من فرارهم كما توقع الصهاينة وبعض المراقبين العرب!
هؤلاء المرابطون على أرض فلسطين يستحقون منا أن نتحرك وبسرعة، ليس فقط عبر بوابة الجامعة العربية أو مجلس الأمن.
لعل صيحة الديك الكويتى توقظنا من سباتنا قبل أن نصبح ولا نجد فى الأفق غزة!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.