موعد إعلان نتيجة تنسيق المرحلة الأولي 2025 لطلاب الثانوية العامة (رابط وقواعد القبول الجغرافي)    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 للقطاعين الحكومي والخاص    سعر سبيكه الذهب اليوم الأربعاء 30-7-2025 وال 50 جرامًا تتخطى ربع مليون جنيه    موعد مرتبات شهر أغسطس وسبتمبر.. جدول زيادة الحد الأدني لأجور المعلمين بعد زيادة يوليو    بعد هبوطه في 7 بنوك.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري الأربعاء 30-7-2025    "البترول" تتلقى إخطارًا باندلاع حريق في غرفة ماكينات مركب الحاويات PUMBA    «ساري المفعول».. أول تعليق من ترامب على موجات تسونامي اليوم    إعلام كندي: الحكومة تدرس الاعتراف بدولة فلسطين    ترامب: لن نسمح لحماس بالاستيلاء على المساعدات الغذائية المخصصة لغزة    ملك المغرب: الشعب الجزائري شقيق.. وتربطنا به علاقة إنسانية وتاريخية    «يو جيه»: الصين قوة اقتصادية عظمى لكن أنانية ومترددة إلى حد كبير    القنوات الناقلة مباشر لمباراة النصر وتولوز اليوم.. والموعد والمعلق    جدول مباريات بيراميدز في الدوري المصري الممتاز الموسم الجديد 2025-2026    «مألفناش اللائحة».. رد ناري من رابطة الأندية على تصريحات عضو مجلس الزمالك    توقعات الأبراج وحظك اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025.. انفراجة مالية قوية تنتظر هذا البرج    السيد أمين شلبي يقدم «كبسولة فكرية» في الأدب والسياسة    ليلى علوي تسترجع ذكريات «حب البنات» بصور من الكواليس: «كل الحب»    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 1447-2026    لا تتبع الوزارة.. البترول: السيطرة على حريق سفينة حاويات قرب منصة جنوب شرق الحمد    وزير الثقافة: جوائز الدولة هذا العام ضمت نخبة عظيمة.. ونقدم برنامجا متكاملا بمهرجان العلمين    4 أرغفة ب دينار.. تسعيرة الخبز الجديدة تغضب أصحاب المخابز في ليبيا    محافظة الوادي الجديد تدفع بوحدة توليد جديدة لدعم كهرباء الفرافرة وتخفيف الأحمال    تنسيق الثانوية 2025.. ماذا تعرف عن دراسة "الأوتوترونكس" بجامعة حلوان التكنولوجية؟    تنسيق الجامعات 2025| كل ما تريد معرفته عن بكالوريوس إدارة وتشغيل الفنادق "ماريوت"    إبراهيم ربيع: «مرتزقة الإخوان» يفبركون الفيديوهات لنشر الفوضى    وفاة طالب أثناء أداء امتحانات الدور الثاني بكلية التجارة بجامعة الفيوم    القانون يحدد شروط لوضع الإعلانات.. تعرف عليها    متابعة تطورات حركة جماعة الإخوان الإرهابية مع الإعلامية آلاء شتا.. فيديو    الإعلامى حسام الغمرى: جماعة الإخوان تحاول تشويه موقف مصر الشريف تجاه فلسطين.. فيديو    مدير أمن سوهاج يتفقد الشوارع الرئيسية لمتابعة الحالة الأمنية والمرورية    الدقيقة بتفرق في إنقاذ حياة .. أعراض السكتة الدماغية    إخماد حريق في محول كهرباء في «أبو النمرس» بالجيزة    منافسة غنائية مثيرة في استاد الإسكندرية بين ريهام عبد الحكيم ونجوم الموسيقى العربية.. صور    تنسيق الجامعات 2025 .. تفاصيل برامج كلية التجارة جامعة عين شمس (مصروفات)    يسمح ب«تقسيط المصروفات».. حكاية معهد السياحة والفنادق بعد قضية تزوير رمضان صبحي    إنجاز غير مسبوق.. إجراء 52 عملية جراحية في يوم واحد بمستشفى نجع حمادي    مطران دشنا يترأس صلوات رفع بخور عشية بكنيسة الشهيد العظيم أبو سيفين (صور)    الجنايني يتحدث عن مفاوضات عبد القادر.. وعرض نيوم "الكوبري" وصدمة الجفالي    مصرع عامل اختل توازنه وسقط من أعلى سطح المنزل في شبين القناطر    رئيس مدينة الحسنة يعقد اجتماعا تنسيقيا تمهيدا للاستعداد لانتخابات الشيوخ 2025    أحمد فؤاد سليم: عشت مواجهة الخطر في الاستنزاف وأكتوبر.. وفخور بتجربتي ب "المستقبل المشرق"    وزير الخارجية يتوجه إلى واشنطن في زيارة ثنائية    ناشط فلسطيني: دور مصر مشرف وإسرائيل تتحمل انتشار المجاعة في غزة.. فيديو    أسامة نبيه يضم 33 لاعبا فى معسكر منتخب الشباب تحت 20 سنة    ترامب: الهند ستواجه تعريفة جمركية تتراوح بين 20% و25% على الأرجح    جدول امتحانات الثانوية العامة دور ثاني 2025 (اعرف التفاصيل)    «الجو هيقلب» .. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم : أمطار وانخفاض «مفاجئ»    عاصم الجزار: لا مكان للمال السياسي في اختيار مرشحينا    الجنايني عن شروط عبدالله السعيد للتجديد مع الزمالك: "سيب اللي يفتي يفتي"    سبب غياب كريم فؤاد عن ودية الأهلي وإنبي وموعد عودته    عمرو الجناينى: تفاجأت باعتزال شيكابالا.. ولم أتفاوض مع أحمد عبد القادر    معلقة داخل الشقة.. جثة لمسن مشنوق تثير الذعر بين الجيران ببورسعيد    بدأت بصداع وتحولت إلى شلل كامل.. سكتة دماغية تصيب رجلًا ب«متلازمة الحبس»    طريقة عمل سلطة الطحينة للمشاوي، وصفة سريعة ولذيذة في دقائق    هل يُحاسب الطفل على الحسنات والسيئات قبل البلوغ؟.. واعظة تجيب    أمين الفتوى: الشبكة جزء من المهر يرد في هذه الحالة    ما الذي يُفِيدُه حديث النبي: (أفضل الأعمال الصلاة على وقتها)؟.. الإفتاء توضح    أمين الفتوى: مخالفات المرور الجسيمة إثم شرعي وليست مجرد تجاوز قانوني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من كوريا الجنوبية: كنت أول امرأة عربية تبيت فى معبد بوذى
نشر في اليوم السابع يوم 03 - 01 - 2009

◄رأيت شعبا لا يعرف البدانة والسبب أنواع الأطعمة التى يتناولها
◄رغم تقدمهم المذهل حافظوا على ثقافتهم وتقاليدهم وابتعدوا عن الثقافة الغربية
هل استمعت إلى الغناء الكورى أو الفيتنامى من قبل؟ وهل رأيت أحداً من منغوليا أو بوتان أو كمبوديا يشدو بأغنيات بلغة بلده؟ ... ولأن الإجابة فى الأغلب هى لا، فدعنى أخبرك بأنى حظيت بالإنصات إلى إيقاعات موسيقية تمثل أكثر من 18 دولة شرق آسيوية فى ليلة واحدة ... صحيح أنى لم أفهم كلمة مما ترنم بها هذا الصحفى أو ذاك؟ .. إلا أنى، لا أخفى عليك، قد استمتعت كثيراً بما أسمع وانفعلت طويلا بتلك الإيقاعات .. أما كيف تم ذلك وأين، فتعال أقص عليك نبأ هذه الليلة الفريدة ضمن ما تيسر لى من رحلتى إلى كوريا الجنوبية.
جئت إلى سيول – العاصمة الكورية – بدعوة من جمعية الصحفيين الآسيويين ( AJA) ذلك الكيان الذى تشكل فى القارة الآسيوية عام 2003 ، وتبلور بشكل رسمى عام 2005، ويرأس مجلس إدارتها سنج كى لى، بينما يتولى روى أوه منصب سكرتير عام الجمعية، والذى تواصل معنا عبر الإميل فى التفاصيل الخاصة بالرحلة والبرنامج حتى وصلنا إلى كوريا.
وجمعية الصحفيين الآسيويين (AJA) هى جمعية للصحفيين فى شرق آسيا، وهى مستقلة ومحايدة لا تستند إلى فكر محدد أو عقيدة معينة ولا تسعى للربح، وأما شعارها فهو "للحقيقة خط واحد يؤكده العرق والدم"، وقد نجحت هذه الجمعية فى تبنى ودفع الاهتمام بكثير من القضايا التى تهم أى بلد من بلدان العالم، مثل حرية الصحافة فى شرق آسيا وسيادة الديمقراطية والسلام العالمى.
ولأن قضايا البيئة والتغيرات المناخية من القضايا التى شكلت اهتماماً عالياً لدى كثير من الدول فى شرق آسيا، لما تعرضت له هذه المنطقة من كوارث طبيعية أدت إلى وفاة الآلاف من الأشخاص ودمار مئات المنازل وندرة الأمطار فى بعض المناطق وغيرها من الكوراث الإنسانية .
وفى إطار اهتمام الجمعية برفع كفاءة الصحفيين المهنية ولفت انتباههم إلى القضايا الحقيقية التى تهدد مستقبل العالم، تم اختيار وتحديد موضوع الملتقى الثالث عن التغيرات المناخية والاحتباس الحرارى لما يمثله هذا الموضوع من إلحاح كبير على الساحة الدولية، وما يمكن أن تؤثر به البيئة ومشكلاتها على الوضع الاقتصادى والسياسى والاجتماعى لأى دولة.
وقد رحبت الجمعية فى هذه السنة بالصحفيين والباحثين العاملين فى هذا المجال من الدول المختلفة، بعد أن كان مقصوراً فى السنتين الماضيتين على الصحفيين من دول شرق آسيا فقط، وذلك رغبة فى إتاحة الفرصة لتبادل الخبرات، ومحاولة للتعرف أو وضع تصور ورؤية متكاملة للدور الذى يمكن أن يقوم به الإعلام والصحافة فى رفع الوعى لدى البشر للتعامل مع مشكلات البيئة، وقد كان لى شرف تلبية هذه الدعوة الكريمة، وتقديم تصور مقترح عن دور قطاعى التعليم والإعلام فى رفع الوعى البيئى لدى الأفراد فى المجتمعات، والتحدث عن بعض التجارب المصرية فى مجال البيئة والتى شاركت فى العمل بها فى مصر.
بداية الرحلة :
وصلنا إلى مطار أنشون الدولى الذى يبعد عن العاصمة سيئول نحو 90 كم، لم أستطع أن أخفى اندهاشى من ضخامة وفخامة المكان ... ركبنا قطاراً داخل المطار وانتقلنا من مكان إلى آخر ومن مبنى لآخر حتى وجدنا أنفسنا أخيراً خارج المطار، وبعد الانتظار لمدة لم تزد عن عشر دقائق جاء الأتوبيس المنتظر 6006، والذى يأتى كل 30 دقيقة بالثانية، ركبنا وبعد نحو ساعة ونصف وصلنا إلى فندق أوليمبك باركتل فى قلب مدينة الجمال سيئول.
كوريا الجنوبية فردوس آسيا :
يعود تاريخ سيئول إلى أكثر من 600 عام، وتتمتع بشهرة واسعة، حيث تعتبر المركز التعليمى والثقافى والسياسى والاقتصادى، وتمزج بين التقليدية والحداثة إذ تحتضن الكثير من القصور التاريخية القديمة جنباً إلى جنب مع الأبراج الشاهقة .
يبلغ عدد سكان كوريا نحو 47 مليون نسمة، وتتكون من 6 أقاليم أساسية وتضم 77 مدينة و88 مقاطعة، وتعتبر أكثر المناطق الجبلية فى العالم، حيث تغطى الجبال الخضراء 70% من مساحة الأراضى، وهى من أكثر المناطق الآسيوية إشراقاً بسبب مقوماتها الطبيعية التى قلما تجدها فى مكان، حيث الجزر الطبيعية والبحيرات والأنهار التى تحيط بها من كل مكان، مما يجعلها توفر للزوار عالماً فريداً من الخيال والاستمتاع والمرح.أضف إلى ذلك الجو المعتدل الذى تتمتع به كوريا أغلب فصول السنة، لذا فإن موسم السياحة مستمر طوال العام حتى أطلق عليها "كوريا الجنوبية – سياحة الفصول الربعة".
الشعب الكورى:
الاحترام والأدب الشديد من أهم صفات الشعب الكورى، حتى أنه لا يمكن لأى فرد يذكر اسم شخص أكبر منه سناً بشكل مجرد .. بل يجب أن تضاف إليه كلمة يونغ فى نهاية الاسم وتعنى الأخ الأكبر، أو نونا وتعنى الأخت الكبرى.
هو شعب مبتسم محب ومقبل على الحياة، يهتم بالجمال وكيفية تحويل كل ما حوله إلى أشكال وألوان بديعة تنبض بالرقة والعذوبة وتعلن عن رغبة فى الاستمتاع بكل شىء، ولا يقتصر ذلك فى القدرة المدهشة على تصفيف النباتات وتنسيق الزهور فى أشكال مبهرة تسحر الألباب فحسب، بل يتجلى بوضوح فى اختيارهم لألوان ملابسهم، والرسومات والألوان الجميلة للواجهات الخارجية للمحلات والبيوت.
الرشاقة والشعر الأسود الكثيف هى الصفة المشتركة بين الرجال والنساء الكوريين، فمن النادر أن تجد رجلاً أو امرأة بدينة أو يكسو شعرهما أى شعيرات بيضاء، فضلاً عن النشاط الدائم حيث يبدأ يوم العمل من الساعة الثامنة والنصف وحتى الساعة السادسة والنصف بعد الظهر، أى يستمر العمل لأكثر من 9 ساعات يومياً، ومع ذلك تجدهم يتحركون بهمة ونشاط. وقد يرجع ذلك إلى نوعية الطعام الذى يتناولونه والذى يعتمد غالبيته على أنواع متباينة من النباتات، وأنواع مختلفة وغريبة من الأسماك والأرز، ونادراً ما يستخدمون الزيت أو السمن!
كوريا صعبة المراس :
من الواضح أن الثقافة الكورية لم تتأثر بثقافات البلاد الأوربية أو الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إن علاقة غالبية الشعب الكورى باللغة الإنجليزية ضعيفة أو منعدمة، فهناك صعوبة شديدة وشديدة جداً فى التفاهم مع الآخرين أو الاستفسار عن مكان تود الذهاب إليه، ولأن خطأ واحدا يعنى الذهاب إلى المجهول، لذا لابد من معرفة المناطق وأسماء الشوارع وأرقامها جيداً حتى لا تضيع وسط شوارع كوريا الفاتنة!
بين نهر الهان ومقابلة الدكتور هان :
ولأننا مازلنا بانتظار باقى الوفود من البلاد الأخرى ولأن المنتدى لم يبدأ بعد، لذا فقد قام العاملون على إتمام هذا المنتدى بتنظيم جولة سياحية فى قلب مدينة سيئول، بدأت بالسير على الأقدام بمحاذاة أحد فروع نهر الهان، والاستماع من مرشد الجولة إلى الأساطير والحكايات الكثيرة والغريبة التى تحكى قصة كفاح وانتصارات الشعب الكورى منذ أكثر من 600 سنة، وإذا لم تستطع أن تلاحق المرشد فى اللغة وتفهم بشكل كامل، فإنى أخبرك بأن الرسومات البديعة والموجودة على الجدار بطول النهر تقريباً كافية لأن تحكى وتفسر لك المعارك والحروب، كما تتجلى فيها بوضوح الدقة والحس الفنى والجمالى لدى هذا الشعب منذ قديم الأزل.
بعد ذلك انتقلنا إلى سوق إن – سا – دونج، والذى يشتهر ببيع المشغولات اليدوية، التحف التذكارية، الهدايا التقليدية الكورية، سرنا فى الشوارع القديمة واستمتعنا برؤية المحلات الجميلة، وبالرغم من بساطتها، إلا أنها تنبئ بحس جمالى رفيع المستوى، لا أخفى عليك المرارة التى شعرت بها عندما تذكرت سوق العتبة بمصر مع الفارق طبعاً!
كان من المفترض أن ننتقل بعد هذه الجولة لتناول العشاء على مركب جميل، لكن ما إن وصلنا وقابلنا الأستاذ مصطفى عبد الله وزوجته منة الله سامى من مصر، والأستاذ أشرف أبو اليزيد، حتى فوجئنا بدعوة من الدكتور هان رئيس المركز الكورى للثقافة العربية والإسلامية بمدينة أنشون للمشاركة فى الملتقى الأول للشعر الكورى المعاصر، وبالفعل بعد فترة قصيرة من الوقت وقبل بداية العشاء، حضر إلينا الدكتور تشوى سكرتير عام المركز، وأخذنا على الفور لحضور هذا الملتقى الذى سعدنا فيه بالتعرف على شاعرين من أهم شعراء كوريا الجنوبية هما: دونج -جين لى سفير كوريا السابق فى مملكة البحرين ومؤسس دار نشر صنى ورلد، والمستعرب يونج تاى لى نائب رئيس جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية إحدى أكبر الجامعات الكورية، وعدد من المبدعين والإعلاميين من النقاد العرب والكوريين من بينهم الشاعرة والكاتبة الإيرانية بونية ندائى والدكتور يوسف عبد الفتاح أستاذ اللغويات بجامعة هانكوك، وناصر عراق مدير تحرير مجلة دبى الثقافية. وما أن اختتم ملتقى الشعر الكورى المعاصر حتى كان بانتظارنا فى اليوم التالى بداية المنتدى الثالث لجمعية الصحفيين الآسيويين.
منتدى البيئة والإعلام :
فى يوم الثلاثاء السابع من أكتوبر وفى الطابق الحادى والخمسين من برج التجارة العالمى الكائن فى قلب العاصمة سيئول، افتتح سنج كى لى رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين جلسات المنتدى وسط اهتمام عالى على المستوى الإعلامى والدبلوماسى، حيث حضر المنتدى العديد من الشخصيات البارزة من كوريا ومن الدول الأخرى المشاركة، منها جو كن رئيس مركز التغيرات المناخية بكوريا، وتشارلز موريسون رئيس مركز شرق غرب، وجيم بواميلا رئيس الاتحاد العالمى للصحفيين(IFJ) .
وتناولت الجلسات موضوعات مهمة وذات علاقة بمشكلة تغيرات المناخ والاحتباس الحرارى وتأثيرها على المجتمعات، وخاصة فى الدول الآسيوية، وتقدم العديد من المشاركين ببعض التصورات والأفكار عن الدور الذى يمكن أن يلعبه الإعلام فى مثل هذه القضايا، فتقدم كل من برامودماثور(الهند)، ودونالد جاسبر (هونج كونج ) وأشرف أبو اليزيد سكرتير تحرير مجلة العربى الكويتية بعرض خطط عمل مختلفة وموسعة لكيفية تناول الإعلام لقضايا البيئة، بشكل يمكن أن يحدث رد فعل إيجابى لدى الأفراد فى المجتمعات، ومن ثم التعامل بوعى مع هذه المشكلات .
وكان لى شرف تقديم تصور عن دور الإعلام فى تنمية الوعى البيئى لدى الأفراد فى المجتمع وعرض بعض التجارب المصرية فى هذا المجال. كما قدمت سوزان ريتشارد رئيس منظمة الخطوة الأولى (كندا) تقريراً عن المشكلات البيئية فى كوريا الشمالية والأمراض الناتجة عن سوء التغذية التى يعانى منها أطفال هذه المنطقة .
وبعد عدد من الجلسات المتتالية والإرهاق الذى ما لبث أن ظهر على أغلب الحاضرين، كانت جلسة الختام، كما نقول فى مجتمعاتنا العربية، وختامه مسك، فقد أحسن العاملون على تنظيم هذا المؤتمر باختيار موعد عرض جون رى ذى السبعة والسبعين عاماً والشخصية الأكثر حضوراً وتفاعلاً فى هذا المنتدى، والذى قدم عرضاً أدهش الحاضرين وأمتعهم وأجبرهم على الانتباه، ويعرف جون رى فى كوريا الجنوبية بأبو التايكوندو الأمريكى وصديق محمد على كلاى، وعرض رى مفهوماً جديداً عن فن الحياة السعيدة، وأطلق عليه التروتوبيا أى اليوتويا التى يمكن أن نشيدها على أرض الواقع، وتعتمد نظريته على ثلاثة مفاهيم أساسية هى الحقيقة والجمال والحب.
انتهى هذا اليوم الحافل بحفل عشاء فاخر تحت عنوان (الحب والصداقة والسلام فى آسيا)، وتم افتتاح هذا العشاء ببعض العروض الموسيقية والراقصة لمجموعة من الشباب الكورى، واختتم بتكريم وتوزيع جوائز الجمعية للصحفيين المتميزين من دول شرق آسيا لعام 2008، والتى كانت من نصيب يانج منج سن من الصين، دامدنشين بولدخويانج من منغوليا وأخيراً براجيش بهليتا من الهند .
على الحدود بين الكوريتين :
فى اليوم التالى أعلنت الإذاعة والأخبار عن قيام العاملين بإحدى المحطات التلفزيونية بإضراب نتيجة لتعيين مدير جديد بالقناة، وقيام هذا الأخير بإنهاء عمل عدد من الصحفيين من القناة، فتحمس عدد من الصحفيين المشاركين فى المنتدى لزيارة المكان وإعلان تضامنهم معهم، وبالفعل انتقلنا إلى المحطة التلفزيونية لنعلن مشاركتنا الوجدانية معهم.
بعد ذلك ركبنا الباص وذهبنا لزيارة Demilitarized (DMZ) وهى المنطقة الواقعة على الحدود بين الكوريتين الشمالية والجنوبية، وقد دخل هذا الجزء تحت سيطرة الأخيرة وتحديداً ضمن إقليم تشين وون، وهى منطقة عسكرية لا يسكنها أحد غير المساحات العظيمة من الغابات الجبلية.
وفى مبنى مرصد السلام التابع لإقليم تشين وون تم إطلاق مظاهرة دولية ضد غزو ثانى أكسيد الكربون لرئة العالم، تبعها توقيع الوفود على بيان جمعية الصحفيين الآسيويين لبدء الثورة الخضراء فى أنقى مكان فى كوريا الخضراء. انتقلنا بعد ذلك إلى فندق كوندومنيوم الواقع فى مقاطعة جانج –وان – دو والتى تقع فى منطقة الحدود فى الجزء الشرقى من شبه الجزيرة الكورية، وتكسو الخضرة والغابات معظم أراضى هذه المقاطعة، حيث توفر بيئة ومكان للاسترخاء ومحبب للسائحين فى أغلب شهور السنة، كما تحتضن بين أراضيها مدن ساحلية خلابة وجبال شاهقة، فتوفر لمحبى التزحلق على الجليد الفرصة لممارسة هذه الرياضة المثيرة، ويزور هذه المنطقة ما يزيد على المليون زائر سنوياً .
الطريق إلى المعبد :
فى صباح التاسع من أكتوبر، كانت الجلسة الأخيرة من منتدى جمعية الصحفيين، وفيها تم عرض التجارب والخبرات المختلفة للصحفيين فى التعامل مع مشكلات البيئة فى بلادهم، ثم تناولنا غذاء لذيذاً فى أحد المطاعم الشعبية، بعد ذلك انطلقنا إلى معبد باك – دم - سا والموجود بين أحضان جبال سوراك العالية فى مقاطعة جانغ – وان - دو . يعتبر هذا المعبد من أهم وأقدم المعابد البوذية فى كوريا، فقد بنى منذ أكثر من 1400 سنة، وتحديداً فى سنة 647، وقد قامت الحكومة الكورية بصيانته وتجديده عدة مرات آخرها عام 1998 .
وفى قديم الزمان وبسبب موقع هذا المعبد المنعزل، كان الوصول له يعد مشقة كبيرة، لذا كان يعتبر أكثر المعابد مناسبة لملاذ الرهبان البوذيين المرتحلين القادمين من كل بقاع العالم ناشدين الخلوة والسكون لممارسة عقائدهم وطقوسهم الدينية . لا أخفى عليك الرعب الذى شعرنا به ونحن فى طريقنا لهذا المعبد، فالطريق شديد الضيق يحاصرنا من جهة اليمين الجبال الصخرية، ومن اليسار هوة سحيقة، مما يعنى لو أن السائق تحرك بالسيارة ل15 سم فقط لليسار لأصبحنا فى خبر كان .
بعد نحو ساعة تقريباً وصلنا إلى المعبد، قابلنا الراهب البوذى بلباسه الرمادى وابتسامة عريضة على وجهه، وبالرغم من عدم معرفته باللغة الإنجليزية إلا أن ملامح وجهه تعبر عن ترحابه الشديد بنا، ثم بدأ يحدثنا عن الديانة البوذية، ويقودنا من مكان لآخر داخل أروقة المعبد شارحاً وموضحاً تاريخ هذا الصرح الدينى العريق.
أضأنا الشموع وسرنا فى حلقة دائرية حول تمثال بوذا الموجود بالساحة الخارجية للمعبد متمنين أمنيات جميلة للأشخاص الذى نحبهم. ثم انتقلنا إلى الساحة الداخلية للمعبد، حيث يوجد تمثال بوذا فى الوسط بلونه الذهبى والتنين المزدان بألوان جميلة مثل الأحمر والأصفر والأزرق، كما تزين جدران المعبد لوحات زيتيه تصور مشاهد من حياة بوذا، وبجانب المعبد يوجد كوخ صغير، وقد بنى هذا الكوخ خصيصاً للأشباح التى تهيم حول المعبد لحراسته وحمايته من الأرواح الشريرة.
أما الخبرة الأكثر استمتاعاً ولن تمحى من الذاكرة، فهى جلسة التأمل التى مارسنها. فقد جلسنا متقابلين نساء ورجال أمام طاولة كبيرة، وأمام كل واحد منا "صحن" مقعر على شكل نصف كرة وفنجان صغير به بضع حبات من الشاى الأخضر، وترمس به ماء ساخن جداً .
بناء على تعليمات الراهب البوذى وضعنا حبات الشاى فى أيدينا ثم ألقيناها فى الصحن المقعر بطريقة تجعلها تصدر صوتاً أثناء ارتطام حبات الشاى بقاع الصحن، ويعد سماع هذا الصوت شرطاً ضرورياً، ثم قمنا بسكب الماء الساخن فى الصحن المقعر ونحن نستمع فى انتباه شديد للصوت الذى يصدره الماء فى الصحن، بعد ذلك وضعنا وجهنا على حافة سطح الصحن، بحيث أصبح الوجه كاملاً يغطى صفحة الصحن، مع مراعاة أن يكون موازياً لمكان القلب، ثم وضعنا فوطة بيضاء لتغطى رؤوسنا بشكل كامل، وظل البخار يتصاعد على وجهنا مباشرة، بقينا فى هذا الوضع لمدة 15 دقيقة.
طلب منا الراهب ونحن فى هذا الوضع المسالم ورائحة الشاى اللذيذة، أن نحاول استدعاء ذكرى أمهاتنا، وأن نتلمس السكينة لبضع دقائق، بعد انتهاء هذه الجلسة البخارية، طلب منا الراهب أن نرفع رؤوسنا وأن نمد أيدينا أمام صدورنا ثم نقبضها ونبسها مائة مرة وبسرعة شديدة، وأخيرا طلب منا أن نستنشق نفساً عميقاً ونخرجه بهدوء، دامت هذه العملية نحو 15 دقيقة، سألنا الراهب عن شعورنا، لا أخفى عليك شعرت براحة كبيرة بعد تلك الليلة التى قضيتها فى المعبد، وخاصة أننى كنت أول امرأة عربية تبيت فى معبد بوذى.
فى اليوم التالى انطلقنا إلى مدينة أنشون وهى مدينة صغيرة، تم التخطيط لها لكى تكون من أكبر المدن الصناعية فى العالم، وتعرفنا على أهم الإنجازات التى تمت بها والمشاريع التى بصدد الانتهاء منها باليوم والشهر والسنة، الأمر الذى يؤكد الدقة والدأب والتفانى فى التخطيط والعمل، وتجولنا فى أكبر مدرسة عالمية فيها وكوريا الجنوبية والمتوقع افتتاحها فى شهر ستنمبر 2009، وتعرفنا على الإمكانيات الرهيبة التى ستوفرها هذه المدرسة لطلابها من مناهج مصممة خصيصاً لإعداد القادة فى المجتمع، والملاعب والمسرح والفصول المجهزة بأحدث الأدوات والإمكانيات، والأجهزة الإلكترونية التى لم نرها بعد فى دولنا العربية، لا أستطيع أن أوصف لك الحسرة والألم الذى شعرت بهما فى قلبى لما وصل إليه حال التعليم البائس عندنا.
فى مساء هذه اليوم أقيم حفل الختام فى فندق جراند حياة فى مدينة سيئول، الذى افتتح بعرض موسيقى وغنائى لفريق من الأطفال الكوريين من ذوى الاحتياجات الخاصة، ثم ألقى سانج كى لى كلمته وعبر عن سعادته بنجاح هذا المنتدى، شكره لكل من حضر وشارك فى فعالياته. كما ألقى بعض من الأعضاء الرئيسيين فى الجمعية كلماتهم، ثم تقدم كل واحد من المشاركين من باب تدعيم التواصل الإنسانى والاجتماعى الجميل، بإلقاء أغنية أو شعر بلغة بلده، فكانت لى هذه الليلة هى الأكثر إمتاعاً، حيث استمعنا إلى إيقاعات موسيقية وأغنيات من فيتنام وكوريا ومنغوليا وبوتان وكمبوديا وغيرها، شدا بها الصحفيون والباحثون المشاركون فى المنتدى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.