نفى أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، وجود وساطة تقوم بها تركيا لتنقية الأجواء بين مصر وسوريا. وقال أبو الغيط، فى مؤتمر صحفى عقده اليوم الخميس، ردا على سؤال عما إذا كانت هناك وساطة يقوم بها رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان بين البلدين : "لا صحة لما يتردد عن هذه الوساطة التركية". وأشار أبو الغيط أنه تم تكليف السفير ماجد عبد الفتاح مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة باعتباره رئيس المجموعة العربية، بالتحرك الفورى لتنفيذ قرار وزراء الخارجية العرب الهادف إلى إنهاء العدوان على غزة وتقديمه إلى مجلس الأمن. وقال : إن المجموعة العربية تداولت وتم الاتفاق بين مصر وليبيا وممثل الجامعة العربية على التحرك الفورى، وتم تقديم مشروع القرار إلى مجلس الأمن. ولفت أبو الغيط إلى أن مشاورات جرت بين أعضاء مجلس الأمن، الذى عقد جلسة رسمية للنظر فى المقترح العربى، ولكن مجلس الأمن لم يحسم أمره من هذا القرار. وقال أبو الغيط : كنا نتوقع هذا الأمر، ولا يجب أن نصاب بخيبة الأمل جراء هذا. كما شدد أبو الغيط على أن هذا الأمر يمثل الخطوة الأولى فى معركة دبلوماسية سوف تستغرق عدة أيام، موضحا أن مصر سوف تسعى من جانبها باعتبارها عضوا فى لجنة المتابعة العربية، وعلى اعتبار المسئولية التاريخية لمصر تجاه القضية الفلسطينية، فإن مصر سوف تجرى أكبر قدر من المشاورات مع أعضاء مجلس الأمن . وأضاف: سنجرى اتصالات مع الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن، خاصة الولاياتالمتحدة، مشيرا إلى أنه أجرى أمس الأول اتصالا هاتفيا مع وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس، كما أجرى مباحثات أمس مع السفيرة الأمريكيةبالقاهرة. وأكد أبو الغيط أن الجهود المصرية ستركز على حتمية وقف إطلاق النار. وقال إن الوضع لا يحتمل حيث إن فى كل لحظة يسقط ضحايا، ولا يجب الانتظار على هذا الوضع. وقال إن مصر أوضحت خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب موقفها من مسألة فتح معبر رفح، وأضاف : قلنا للوزراء العرب إن هناك محاولة إسرائيلية غير خافية على مصر منذ عام 1981، للسعى لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وتقوم الرؤية الإسرائيلية على أن تصبح غزة تحت السيطرة المصرية والضفة الغربية تصبح تحت السيطرة الأردنية.. موضحا أن بذلك تنتهى القضية الفلسطينية وتصفى. وأكد أبو الغيط أن القاهرة رفضت هذا الطرح الإسرائيلى وقتها، والذى كان يطلق عليه "الخيار الأردنى"، موضحا أن هذه الفكرة الإسرائيلية أعيد طرحها من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق شارون . وأن مصر والأردن رفضتا هذا الطرح من جديد. وأضاف : مايحدث حاليا هى المرة الثالثة لتنفيذ الطرح الإسرائيلى لمحاولة الفصل بين القطاع والضفة الغربية . وتابع: أن تل أبيب تريد تنفيذ طرحها على عدة خطوات، ودرجات متتالية، حتى نصل إلى النتيجة التى ترغب إسرائيل فى الوصول إليها. وكشف أبو الغيط أن المؤامرة الإسرائيلية بدأت بتسهيل الصدام بين الفلسطينيين بعضهم البعض، وهو ما حدث بالفعل، وأصبح هناك سلطة شرعية فى الضفة الغربية، ومجموعة مسيطرة على قطاع غزة، كانت قد أنتخبت شرعيا ولكنها انقلبت على شرعيتها. وفيما يخص خطاب نصر الله الذى أدان الموقف المصرى، قال أبو الغيط إن ما تضمنه الخطاب يعنى استدراج مصر إلى صدام مسلح ومشاكل لا داعى لأن تكون مصر طرفا فيها، طالما أن الأمن القومى المصرى والمصالح والحدود المصرية لم تتعرض لخطر. وقال : إن الأجيال الحالية لا تعى معنى الحرب، ومن يعرف معناها الأجيال السابقة التى تدرك ماذا يعنى وضع مليون شخص تحت السلاح دفاعا عن العلم المصرى.