وأعلن داود أوغلو في مستهل المؤتمر الصحفي عن التوصل إلي اتفاق بين مصر وتركيا بشأن اقامة مجلس أعلي للتعاون الاستراتيجي بين البلدين سيتم توقيع الاتفاقية الخاصة به خلال زيارة سيقوم بها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لمصر خلال الأشهر القليلة المقبلة. وقال أوغلو ان العلاقات بين مصر وتركيا هي واحدة من أوثق العلاقات في العالم وبين دولتين جارتين. وان البلدين يملكان ماضيا طويلا ومواقف مشتركة ووجهات نظر متطابقة في العديد من القضايا الاقليمية والدولية. فضلا عن عمق العلاقات بينهما في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية في اطار القرار الاستراتيجي لقيادتي البلدين بشأن الحوار والتشاور المنتظم والمكثف بينهما. وشدد علي أن مصر من أهم الدول بالنسبة لاستقرار منطقة الشرق الأوسط مشيراً إلي ان مصر وتركيا وقعتا مذكرة تفاهم بشأن الحوار الاستراتيجي في 3 نوفمبر من عام 2007 وأمس عقدت جولة المشاورات الثالثة بين البلدين في اطار هذه المذكرة كما تناول في مباحثاته مع وزير الخارجية أحمد أبوالغيط التي بدأت علي عشاء أول أمس واستكملت أمس مختلف القضايا والموضوعات الثنائية والاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اننا اتخذنا خلال المباحثات القرار النهائي بشأن تأسيس المجلس الأعلي للتعاون الاستراتيجي بين البلدين وسيتم توقيع الاتفاقية الخاصة به خلال زيارة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لمصر في الأشهر القليلة المقبلة. وأضاف ان التشاور السياسي بين البلدين لا ينقطع وهناك تبادل مستمر للزيارات علي أعلي المستويات. حيث قام الرئيس حسني مبارك بزيارة لتركيا في فبراير الماضي ثم قام الرئيس عبدالله جول بزيارة لمصر في شهر يوليو الماضي. تابع ان هناك تشاورا مستمرا بين مصر وتركيا بشأن القضايا الاقليمية والوضع في الشرق الأوسط والقضايا الدولية. وهناك تطابق في وجهات النظر بين البلدين في مختلف القضايا. أشار أوغلو الي ان العلاقات الاقتصادية بين البلدين تشهد تطورا مستمرا حيث وصل حجم التبادل التجاري في نهاية العام الماضي إلي أكثر من 3.5 مليار دولار. فضلا عن التنامي الكبير للاستثمارات التركية في مصر. وقال "اننا عازمون علي المضي قدما في تعزيز هذه العلاقات". وعلي الصعيد الثقافي أشار الوزير التركي إلي عمق العلاقات الثقافية بين مصر وتركيا. لافتا إلي افتتاح مركز "يونس امره" الثقافي التركي في القاهرة مؤخرا. وحول مباحثاته مع وزير الخارجية أحمد أبوالغيط قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو انها تناولت مختلف قضايا المنطقة. ولاسيما القضية الفلسطينية باعتبارها محور مشكلة الشرق الأوسط فضلا عن الأوضاع في العراق ولبنان والسودان وقضايا شرق البحر المتوسط وشمال افريقيا. والتعاون المصري التركي في افريقيا لأن مصر دولة محورية ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب ولكن في افريقيا أيضا. أضاف ان حضور الرئيس عبدالله جول إلي الكلية الحربية ورؤية العلمين المصري والتركي جنبا إلي جنب يهبطان من أعلي ليتلقاهما جنود مصر. هو مشهد لا يمكن ان ينسي ولا يجب ان يغيب عن الأذهان لأنه يعطي صورة حقيقية عن العلاقات بين البلدين الكبيرين. وأشار أبوالغيط إلي انه تم الاتفاق خلال مباحثاته مع أوغلو علي انشاء مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين وعلي جميع البنود المتعلقة بهذا الموضوع بشكل نهائي قائلا اننا نأمل في ان يتم توقيع اتفاقية انشاء المجلس خلال زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان القادمة لمصر. ولفت إلي ان التشاور بين مصر وتركيا هو عملية مستمرة ولا تتوقف وانه لا يمضي شهر دون تحقيق لقاء بين المسئولين في البلدين. ومشيرا الي انه التقي نظيره التركي خلال مشاركتهما في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي. ثم التقيا في كابول وسيلتقيان مرة أخري قريبا في أستانا. وأكد وزير الخارجية أحمد أبوالغيط وجود تطابق في وجهات النظر بين مصر وتركيا في جميع القضايا الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط. وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وكذلك بالنسبة للأوضاع في العراق ولبنان. وشدد علي ترحيب مصر بالدور التركي في المنطقة خلافا لما يدعيه البعض عن وجود منافسة أو صراع أدوار بينهما في المنطقة. قائلا اننا نشكر تركيا علي مساهماتها من أجل حل قضايا ومشاكل منطقة الشرق الأوسط. وردا علي سؤال لوزير الخارجية التركي بشأن الاتصالين اللذين أجراهما مساء أمس الأول مع وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي وكبير المفاوضين بشأن الملف النووي الايراني سعيد جليلي وما اذا كان تم الاتفاق علي موعد ومكان عقد الجولة الجديدة من المفاوضات بين ايران والغرب وما اذا كانت تركيا ستستضيفها. وعما اذا كان تناول هذا الموضوع خلال المباحثات مع أبوالغيط. قال داود أوغلو ان الرسائل والتصريحات الواردة من ايران ايجابية بشأن المفاوضات. وأضاف ان الاتصالين تما خلال العشاء الذي اقامه لوزير الخارجية أحمد أبوالغيط واطلع علي ما دار خلالهما. وهناك اتفاق علي اجراء المفاوضات وسيتم قريبا تحديد موعدها. أما بالنسبة للمكان فلم يتم الاتفاق عليه بعد مؤكدا ان المهم هو البدء في المفاوضات.