أكد الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، أن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، تمر باختبار "صعب جدا"، خاصة أنه لم يعد هناك حاكم فرد يستطيع أن يتحكم فى كل الأمور، وحل محله الشعب الذى لا يستطيع رئيس قادم أو برلمان أن يسير عكس إرادته، لافتا إلى أنه إذا لم يتم إقامة الدولة الفلسطينية حتى حدود 1967 وحل كافة المشاكل المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطينى، مثل المياه والحدود واللاجئين، ستصبح الاتفاقية فى اختبار صعب جدا. وأضاف خلال لقائه بآن باترسون السفيرة الأمريكية، اليوم الأحد، بمقر الحزب وبحضور عدد من قياداته، أن الوفد يختلف حاليا مع بعض السياسات الأمريكية، خاصة المتعلقة بتمويل منظمات المجتمع المدنى فى مصر، والتى تعمل فى المجال السياسى تحت شعار دعم الديمقراطية، وهو دعم يساء استخدامه، مشيرا إلى أنه من الأفضل أن يتم توجيه هذا الدعم إلى المجال الاجتماعى والإنسانى مثل مكافحة الفقر والتعليم ودعم الفلاح المصرى وغيرها من الخدمات الاجتماعية. كما انتقد البدوى التصريحات التى صدرت عن مسئولين أمريكيين خلال العام الأخير فيها تدخل كبير فى الشئون الداخلية المصرية، خاصة دعم المنظمات التى تعمل فى المجال السياسى والتى تتبنى نظرية المحافظون الجدد "الفوضى البناءة" وهى لا يمكن أن تكون بناءة ولكنها ستكون هدامة لأن هذه الأمور تؤثر على نظرة المواطن المصرى، بالإضافة إلى عدم عدالة السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، التى ينظر إليها الشعب المصرى باعتبارها قضية مصرية، لأن عدم عدالة أمريكا فى هذه القضية تؤثر سلبا، كما أن المواطن العربى عامة والمصرى خاصة لديه حساسية شديدة من التدخل الأجنبى فى الشئون الداخلية. ومن جانبها أكدت باترسون اعتزازها بزيارة حزب الوفد أقدم الأحزاب فى مصر، والذى له تاريخ كبير وعريق، مشيرة إلى اهتمام أمريكا بالبرلمان الجديد ودوره فى المرحلة القادمة، وبالنسبة لمنظمات المجتمع المدنى قالت إن أمريكا لم تقدم دعما ً لأى مظاهرات، موضحة أن كل ما تم تقديمه كان من أجل التدريب فقط، قائلة يمكن أن أقدم لكم ما يؤكد شفافية الدعم الذى قدمناه، حيث إن أموال الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تكون من أجل تمويل مظاهرات سياسية. وبالنسبة للمعهدين الجمهورى والديمقراطى، أوضحت أنهما يتبعان أحزابا أمريكية ونشاطهما فى مجال التدريب فقط، لافتة إلى أنه سيتم البدء فى تقديم الدعم للنشاط الزراعى فى مصر. وشددت السفيرة على أن من أولويات ومصلحة أمريكا أن تظل مصر دولة قوية وموحدة وأن تكون دولة مستقرة، وتعقيبا على ذلك أكد الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، أن قوة مصر الإقليمية تصب فى مصلحة الولاياتالمتحدةالأمريكية كشريك يهمه استقرار الشرق الأوسط والحفاظ على السلام وبخصوص نشاط المعهدين الديمقراطى والجمهورى أكد البدوى أنه فى ظل النظام السابق لم تكن هناك حرية تكوين أحزاب أما الآن فهناك حرية مطلقة لتكوين أحزاب، ولذلك فليس هناك حاجة لدعم بعض المنظمات فى المجال السياسى لأنه يتم إساءة استخدام هذا الدعم ونحن كمصريين نريد علاقات بين مصر وأمريكا قائمة على الصداقة والمصالح المشتركة والندية واحترام السيادة الوطنية.