«هشام عمار» إمام وخطيب أزهرى وصف الخطاب الدينى فى الفترة الأخيرة، بأن الأمن مسيطر عليه، فعلى مدار 7 سنوات قضاها إماما وخطيبا لاحظ أن الأمن يرصد جميع الخطب والمواضيع التى يتناولها، الشيخ عمار أكد أن الأوضاع المادية السيئة لرجال الدين كانت السبب وراء تقصيرهم فى متابعة الأبحاث العلمية وشراء الكتب الدينية المختلفة ولا تحفظ لهم حياة كريمة. كيف تختار عنوان خطبة الجمعة؟ الخطب مواسم، فرمضان والحج وعرفة والمولد النبوى وتغيير القبلة والهجرة كلها مواسم خصبة، وتشغل عددا كبيرا من خطب الجمعة، أما باقى أيام العام فيتم اختيار خطب ترتبط بالأحداث الجارية والسلوكيات والمظاهر الاجتماعية المختلفة وكيفية معالجتها دينيا. ما الأسلوب الذى تتبعه فى توصيل خطبة الجمعة للمصلين؟ المصلون فئات اجتماعية وتعليمية وعمرية مختلفة، لذا وجب التنويع فى الخطبة واستخدام أدوات كثيرة لتوصيل محتوى الخطبة إلى المصلى، فبداية الخطبة تكون بالآيات القرانية التى تتعلق بموضوع الخطبة وأسباب نزولها، ثم ذكر الأحاديث الشريفة وبعض السير والقصص لتوصيل محتوى الخطبة إلى المصلين بالإضافة إلى التنويع فى طريقة الحديث المستخدمة بين العامية والفصحى. هل هناك اختلافات بين رجال الدين على المنابر؟ نعم فلكل خطيب اتجاه، وبالتالى رأى معين يوصله إلى المستمعين له، فالأئمة ثلاثة أصناف الأول هم الأئمة السلفيون وأنصار السنة المحمدية وهم يركزون فى خطبهم على الآخرة وعذاب القبر والنار ويهتمون فى المقام الاول بالمسائل الفقهية وتخريج الأحاديث والحكم عليها، والنوع الثانى هم أئمة الإخوان وهم أصحاب تركيز الخطاب الدينى على حصار غزة ومساندة إخواننا الفلسطينيين، بالإضافة إلى الحديث عن الدولة الإسلامية التى يحلمون بالوصول إليها، أما الصنف الثالث من الأئمة فهو أئمة الأوقاف وهم ليس لهم خطاب دينى موحد، فهم تابعون لتوجيهات الأوقاف وإرشاداتهم المختلفة. ما الخطوط الحمراء التى يفرضها الأمن عليكم فى خطبة الجمعة؟ أنا على مدار عملى لسنوات 7، اتضح لى أن الأمن يرصد خطب جميع الأئمة، خاصة الأئمة الإخوانيين، فالأمن يتابع كل خطبهم وعباراتهم وتحركاتهم المختلفة، ومن حين لآخر يستدعيهم الأمن ليحدد لهم بعض المحاذير التى لا يجب الاقتراب منها، والإرشادات الأمنية للخطباء تكون بالبعد عن كل ما يتعلق بالخلافة الإسلامية أو علاقة الحاكم برعيته والتركيز فقط على الأمور الدينية. ما المشاكل التى تؤثر على عمل وكفاءة الخطيب؟ الخطيب يعيش فى مستوى اجتماعى أقل من الطبقات المحيطة به، فالراتب هزيل ولا يكفل عيشة كريمة للخطيب، مما يدفعه للبحث عن عمل مجاور. وما مدى تأثير ذلك على كفاءة عمل الخطيب؟ راتب الأوقاف الضعيف للخطباء والأئمة، جعل العديد منهم يتجه للبحث عن أعمال مجاورة، فبعض الخطباء يعملون سائقى سيارات نصف نقل، وهو ما انعكس فى عدم قدرتهم على شراء الكتب العلمية ومتابعة الأبحاث الدينية، مما يجعل إعدادهم لخطب الجمعة لا يتناسب مع قيمة الخطاب الدينى المفروض توصيله إلى المصلين بصورة صحيحة.
