(عينى عالحشيش والحشيشة لو كان سجاير أو شيشة الكل يضرب ويقول لك زهقان وقرفان م العيشة كفاية شرب بقى كفاية ونشوف لتواهانكو نهاية ملعون أبو الإدمان ملعون لو كان حشيش أو كان أفيون ده كله بيسد الشرايين ويبوظ الرئة والقولون) تلك هى كلمات أغنية "المزاج" لصاحبها المؤدى الملقب بالشعبى شعبان عبد الرحيم، والتى يبدو أنه كان فى حالة "توهان" حين غناها، ثم نسى الأمر. فمناسبة الأغنية لمن لا يعرف هو حث الشباب على الإقلاع عن إدمان المخدرات فى إطار حملة "حماية" التى يقودها الداعية عمرو خالد. شعبولا يرقد الآن فى غرفة العناية المركزة فاقداً للوعى يعانى فشلاً فى الجهاز التنفسى (ونتمنى له الشفاء)، بينما ترقد "قطعة حشيش" فى جيب قميصه المزركش، وكلاهما فى حراسة النيابة. أحاول تصور وقع هذا الخبر على الشيخ عمرو الذى وجد فى شعبولا خير قدوة للشباب العربى الذى وجه حملته إليهم. ولا أدرى على وجه الدقة لمن ينبغى توجيه اللوم: هل للداعية الذى خانه ذكائه فى اختيار الموجة الرائجة التى رفعته يوماً ما من خطيب مسجد إلى "داعية الفضائيات الأشهر"، أم أن اللوم يقع على شعبولا الذى لم يستطع مقاومة الشهرة والصورة الذهنية التى صاحبته منذ "هابطل السجاير" و"باكره اسرائيل"، فوافق على أن يتحول هو الآخر إلى داعية لمكافحة المخدرات، رغم أنه يتعاطاها... أم أن اللوم يقع على الشباب والظروف التى أوصلت الحال إلى ما هو عليه؟ أتذكر الجزء الأخير من فيلم "مواطن ومخبر وحرامى" حين تناغم ثلاثتهم وتحولوا من صعاليك على هامش المجتمع إلى أشخاص ذوى حيثية يمثلون المجتمع ويتحدثون باسمه، ولا أملك سوى تحية المخرج العبقرى داوود عبد السيد، على دقته فى اختيار أدوار ممثليه لدرجة أن أحدهم أعاد تمثيل دوره فى الفيلم، ولكن هذه المرة فى الحقيقة، مع بعض الاختلافات الطفيفة، التى لا تؤثر فى المضمون.