"سأعود للتحرير لمساعدة الأطباء بمجرد خروجى من المستشفى"، بهذه الكلمات بدأ وليد محمد أبو وردة، أحد المصابين، بأحداث التحرير، أمس، حديثه حول ما حدث له وزملائه أثناء محالات قوات الشرطة فض الاعتصام، واقتحام الميدان. "وليد" الذى يعمل إخصائى أمراض قلب أتى من الزقازيق مباشرة بمجرد أن رأى استغاثات من جانب زملائه من الثوار بضرورة الانضمام لهم ومؤازراتهم، فتحرك من الزقازيق فى الساعة التاسعة مساء ووصل لميدان التحرير فى الحادية عشر ونصف ولم تمر عليه سوى نصف ساعة ثم تعرض للإصابة، مباشرة. وعما حدث له يقول "كنت أقف بجانب المتظاهرين نشكل دروعا بشرية لمنع قوات الشرطة من اقتحام الميدان، وفوجئت بشىء ثقيل يصيبنى ببطنى، لم أكن أعرف ما هو"، فتحركت مباشرة للمستشفى الميدانى بالتحرير وتناولت مسكنات من الأطباء الذين أكدوا أن هذا طلق خرطوش، ولكنه من الممكن أن يكون أصابنى بنزيف داخلى ولأننى طبيب وأعلم خطورة هذا، توجهت بمساعدة أحد المواطنين بدراجته البخارية إلى مستشفى قصر العينى، حيث كان يوجد العديد من الحالات المصابة والتى تحتاج العلاج ولم يستطع الأطباء متابعتنا جميعا. ويستطرد "طلبت منهم ضرورة إجراء عملية جراحية فورية لى لأنى شعرت بسوء حالتى وبدايات الدخول فى غيبوبة، وأجريت اتصالات بأحد أقاربى بالزقازيق الذين اتصلوا بالمستشفى وقاموا بنقلى على الفور لمستشفى قصر العينى الفرنساوى. ويضيف وليد "حاول ضباط الشرطة بالأمس فض الاعتصام بكل قوتهم وباستخدام رصاص خرطوش مكثف على المتظاهرين وقنابل مسيلة للدموع". وعن المطالب التى يرغب فى تحقيقها فى الفترة القادمة أكد "على المجلس العسكرى التخلى عن السلطة الآن، فقد انتهت المرحلة الانتقالية وعليه أن يعود لثكناته ويترك السلطة لمدنيين. وعما يتردد عن وجود بلطجية اندسوا وسط المتظاهرين أمس أوضح وليد "كافة المتظاهرين كانوا من الشباب من اتجاهات سياسية مختلفة رغبوا فى سرعة تسليم السلطة وتحقيق مبادئ الثورة ولم يكن يوجد تواجد يذكر عن المتظاهرين. على الجانب الآخر، كان يرقد محمد أحمد 19 عاما بمستشفى قصر العينى، يتلقى العلاج من رصاصتين خرطوش فى البطن وواحدة فى الكتف الأيمن، ويقول "اتجهت للتحرير فى الساعة الثانية عشر صباحا، لمساعدة المتظاهرين خاصة بعد أن شاهدت المواجهات بينهم وبين رجال الشرطة على شاشات التلفاز. وبعد ذهابى بحوالى ساعة تعرضت للإصابة ثم اتجهت بمساعدة أحد أطباء الإسعاف إلى مستشفى قصر العينى، حيث بدأت فى تلقى العلاج، ويوجه أحمد رسالة لكافة المتظاهرين بضرورة الصمود ضد بطش الشرطة.