أشاد محافظ أسوان مصطفى السيد بالدور الوطنى للكنيسة الأرثوذكسية بأسوان فى وأد الفتنة والوقوف بحسم أمام محاولات الإثارة ونشر روح الشقاق، لافتا إلى أن ما قامت به الكنيسة كان له أكبر الأثر فى احتواء العديد من الأحداث الطارئة وآخرها مشكلة المريناب التى حاول البعض تضخيمها على عكس الواقع، وهو ما يتعارض مع طبيعة أهالى أسوان سواء كانوا مسلمين أو أقباطا، والذين أعطوا القدوة والمثل فى التسامح والتضامن وقدرتهم على تجاوز المحن للحفاظ على مكتسبات ثورة 25 يناير. جاء ذلك فى لقاء اتسم بالود والمحبة والصراحة، جمع محافظ أسوان مصطفى السيد بنيافة الأنبا هدرا مطران أسوان ووفد الكنيسة الأرثوذكسية المرافق له، حيث اتفق الجانبان على حاجة الوطن فى ظل المرحلة الحرجة التى تمر بها مصر إلى العقلاء وإعلاء صوت الحكمة والمصلحة العامة، وضرورة أن ينتبه كل المصريين لما يحاك ويخطط لهم لتمزيق الوطن وتعتيم رؤيته نحو المستقبل. وفى اللقاء أكد محافظ أسوان لوفد الكنيسة على ضرورة التكاتف بين المصريين بمختلف انتماءاتهم الدينية والسياسية والقبلية لمجابهة محاولات شق الصف وزعزعة تماسك الجبهة الداخلية لعبور هذه المرحلة الانتقالية نحو دولة مدنية وذات نظام ديمقراطى يفتح الباب أمام مستقبل واعد يحقق آمال وطموحات الشعب المصرى.. لافتاً إلى ضرورة الالتفات جيداً لمحاولات ضرب كل ذلك لمنع استعادة مصر لمكانتها وريادتها كدولة مؤسسات داخلياً ودولة محورية خارجياً، حيث إن ذلك لن يتأتى إلا من خلال خطاب دينى يتسم بالسماحة ويتصدى للتطرف والتعصب، وينشر قيم الأديان السماوية السمحة ويكفل السلام الاجتماعى لأبنائه ويحمى وحدة المجتمع الوطنية. وأعرب مصطفى السيد عن عميق حزنه وأسفه لوقوع حادث ماسبيرو متمنيا الصبر والعزاء لأسر الضحايا التى سالت بسببها دموع جموع المصريين الذين يجمعهم وطن ودم ومصير واحد. ومن جانبه، أكد نيافة الأنبا هدرا على أهمية أن يسعى كل المصريين الشرفاء إلى تجاوز المحن والتوجه الجاد للحفاظ على روح الثورة واستكمال مسيرتها وإنجاح مضامينها من خلال الوحدة وليس التشتت فى الوقت الذى تمر فيه الثورة المصرية بمخاض عسير من أجل بناء المجتمع وتحقيق أهداف الثورة التى خرجت لتحقيق استقرار الوطن وأن يعيش الناس فى سلام ومحبة ومودة.. مردداً ما ورد فى الإنجيل "فلننسى كل ما هو وراء ونمتد إلى ما هو قدام". وتابع قائلا: لن يتأتى ذلك إلا إذا كان كل شىء تحت النظام والانضباط واللذين بدونهما لن يكون هناك مجتمع ناجح فى عصر لا يحترم فيه العالم إلا الأقوياء. وطالب الأنبا هدرا الشباب بالتفرغ للعمل وإعلاء شأن الوطن بالتنمية وبذل الجهود وخاصة أننا نمر بمرحلة بناء طويلة تحتاج لسواعد كل هؤلاء الشباب سواء الذين يخرجون للتعبير عن آرائهم فى تظاهرات أو لمطالب فئوية، والتى يجب أن تكون بصورة حضارية ولا تعطل دولاب وحركة العمل، مشيراً إلى أنه يجب أن يسود الآن رأى كل العقلاء والحكماء والناس "اللى قلبهم على البلد"، وأن تتوحد كل القوى لتخطى الصعوبات وللحفاظ على النسيج الاجتماعى والدينى المتمثل بالوحدة المصرية تجاه المؤامرات ومحاولات جرف مصر والاستيلاء على خيراتها وتوجيهها نحو الطريق المسدود لأن مصر أكبر من الجميع.