أحداث ماسبيرو ستزيد الغضب تجاه "العسكرى" * اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أحداث ماسبيرو الدامية والتى خلفت وراءها مقتل 24 وإصابة العشرات أسوأ موجة عنف تندلع منذ الإطاحة بحكم الرئيس السابق حسنى مبارك فى فبراير الماضى، وقالت إن هذه الأحداث من شأنها أن تزيد مشاعر الغضب حيال المجلس العسكرى. وقالت الصحيفة الأمريكية إنه عندما اندلعت الاشتباكات هرع بعض المسلمين إلى الشوارع للمساعدة فى الدفاع عن المسيحيين ضد قوات الشرطة، غير أن البعض الآخر زعم أنهم جاءوا لمساعدة الجيش فى السيطرة على المظاهرات باسم الاستقرار، الأمر الذى حول ما بدأ كمظاهرة سلمية متعلقة بكنيسة إلى معركة فوضوية بشأن الحكم العسكرى ومستقبل مصر. ونقلت "نيويورك تايمز" عن ندى الشاذلى، 27 عاما، قولها إنها أتت لأنها سمعت نداء التليفزيون المصرى إلى "المصريين الشرفاء" لحماية الجنود من المتظاهرين الأقباط، رغم أنها كانت تعلم أن بعضاً من أصدقائها المسلمين تظاهروا جنبا إلى جنب مع المسيحيين ضد استمرار سيطرة الجيش على مقاليد القوى.."المسلمون يدركون جيدا ماذا يحدث". ومضت الصحيفة تقول إن الآلاف نزلوا إلى شوارع وسط البلد، مسلحين بالحجارة والأسلحة البيضاء، وقال شهود عيان إن العديد من المتظاهرين أصيبوا جراء دهس سيارات الجيش لهم، وأكدت وزارة الصحة أن ما يقرب من 20 شخصا كان يخضع لجراحة بسبب إصابتهم بأعيرة نارية. علاوة على ذلك، نزل عشرات المتظاهرين فى الإسكندرية احتجاجا على أحداث ماسبيرو. ونقلت "نيويورك تايمز" عن متظاهر قبطى قوله "إلى متى سنعيش فى هذا الرعب، فهذه ليست مسألة مسلم ومسيحى، وإنما مسألة حرية نطالب بها ولا نستطيع أن نجدها". ومن ناحية أخرى قال عمر الشامى، وهو طالب ومن متظاهرى التحرير الذين طالبوا بإسقاط نظام مبارك وأحد الذين جاءوا لمساعدة الأقباط ضد الجيش إن "الوضع فوضوى، كنت أقف مع جماعة من الناس وفجأة وجدتهم يهتفون مع الجيش! لم أعد أعلم ماذا يحدث". مسئولون يمنيون يعرضون على الإمارات مبادرة تخول على صالح من البقاء فى الحكم * اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تعهد الرئيس اليمنى على عبد الله صالح بالرحيل، خلال الكلمة التى ألقاها أول أمس، بأنها محاولة جديدة من جانبه لخداع شعبه وأن ثمة حقيقة واحدة هى التى تبرز نفسها أمام العيان ألا وهى أن الرئيس صالح لن يتخلى عن السلطة قريبا. وذكرت الصحيفة أنه فى الوقت الذى زعم فيه الرئيس صالح قبول المبادرة التى اقترحتها دول مجلس التعاون الخليجى والتى تقضى بتسليم السلطة لحكومة انتقالية، علمت الصحيفة بسفر مسئولين يمنيين رفيعى المستوى إلى دولة الإمارات لعرض مبادرة جديدة تبقى الرئيس صالح فى سدة الحكم حتى موعد الانتخابات الرئاسية فى العام القادم بما يؤكد عدم صدق نواياه فيما وعد به. وأكدت الصحيفة عدم وجود أى مؤشرات حالية تفيد بقرب تنحى صالح عن الحكم، رغم تأكيده قبول بعض بنود المبادرة الخليجية بما يثنيه بعيدا عن أى تنازلات حقيقية للمعارضة السياسية مما يدفع المعارضين السياسيين بعرض الدخول فى مفاوضات تخص رحيله المبكر عن السلطة، غير أن المحتجين الذين لا ينتمون لأى فصيل سياسى يبدون رغبتهم من خلال المظاهرات التى اندلعت فى جميع أنحاء البلاد بضرورة رحيله الفورى عن السلطة. ولفتت الصحيفة إلى صمود الرئيس صالح أمام الضغوط التى تمارس عليه من قبل معارضيه وبعض الدول المجاورة التى لها ثقل سياسى فى المنطقة، فضلا عن الضغوط التى تمارسها عليه الولاياتالمتحدة حتى عندما تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة فى شهر يونيو الماضى قضت بسفره لتلقى العلاج فى السعودية فإن الرئيس اليمنى استمسك بقبضته وممارسة سلطاته على بلاده. وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى اللقاء الذى جمع وزير الخارجية اليمنى على بكر القربى بالعديد من المبعوثين الدبلوماسيين الأجانب خلال الأيام القليلة الماضية، حيث التقى بمبعوثين من روسيا والصين والاتحاد الأوروبى فى محاولة لإيجاد حل سلمى للأزمة الراهنة قبيل رحيله إلى دولة الإمارات يوم أمس، فضلا عن مساعى صالح لكسب دعم الإدارة الأمريكية بعدما أمدها بمعلومات مخابراتية ساعدت فى نجاح مقتل الإرهابى أنور العولقى خلال الغارة التى شنتها القوات الأمريكية على معقله. واعتبرت الصحيفة تلك المبادرة الخليجية بالغامضة، حيث أثير حولها جدل واسع النطاق من قبل المعتدلين فى صفوف المعارضة والنظام على حد سواء وتكرار مراجعتها من قبل عدة أطراف من بينها الولاياتالمتحدة وذلك بعدما قرر صالح التنازل عن كامل سلطاته الرئاسية لنائبه ثم عدوله عن ذلك القرار بدلا من تنفيذه. واختتمت الصحيفة تقريرها بذكر ما قاله مسئول يمنى حكومى رفيع المستوى بأن "ما يمنع الرئيس صالح عن التنحى هو خوفه من الرضوخ إلى الجنرال على محسن الذى انشق عن الجيش اليمنى وانضم لصفوف الثوار، وحامد الأحمر رجل الأعمال الذى انضم أيضا لمعارضى صالح ..الذين أدينا بمحاولة القفز على السلطة وتحريك العامة ضد صالح فضلا عن اتهامهما بالضلوع فى الهجوم الذى استهدف صالح فى شهر يونيو الماضى". أحداث الأحد أكبر مؤشر على انقلاب المصريين على الجيش * اهتمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بأحداث ماسبيرو وقالت إنها أكبر إشارة على أن المصريين ينقلبون على قادة الجيش الذين كان ينظر لهم كمنقذى البلاد منذ ثمانية أشهر، عندما أطيح بحكم الرئيس مبارك، وقالت إن المصريين غاضبون من وتيرة الإصلاح البطيئة، وحذرت من أن المخاوف الاقتصادية من شأنها أن تنذر بثورة جديدة. وأضافت أن الحكومة حاولت أن تمنع اعتصاما جديدا فى التحرير، وأعلنت أنها ستفرض حظر التجول فى المنطقة من الساعة الثانية حتى السابعة صباحا. واندلعت هذه المظاهرات وسط تزايد لحدة الانتقادات حيال القادة العسكريين الذين عمدوا إلى السياسيات التى اتبعها النظام البائد. وأعرب الكثير من المصريين عن امتعاضهم بشأن الجدول الزمنى لإجراء الانتخابات الذى من شأنه أن يؤجل الانتخابات الرئاسية حتى عام 2013. وأكد الناشط وائل عباس "ما حدث أمس سيزيد بكل تأكيد من غضب الجموع حيال الجيش بل وسيزيد غضب الأقباط، فحقوق الإنسان يتم انتهاكها، ولا يحدث شىء حقيقى".