وسائل إعلام أجنبية: ليلة كاملة من الموت والفوضى تهدد مستقبل الديمقراطية في مصر

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الاحتجاجات القبطية التي كانت ردًا على الاعتداء على كنيسة جنوب مصر، تحولت إلى أحداث مميتة، وليلة كاملة من المواجهات، أسفرت عن 24 قتيلًا وأكثر من 200 مصاب، في أسوأ موجة عنف تضرب مصر منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير الماضي.
وأضافت أن الاحتجاجات الطائفية تحولت لمأساة عندما استهدفتها القوات العسكرية، بينما تسود موجة من السخط العام إثر تأخر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في تسليم السلطة، رغم وعوده بذلك منذ أن تسلم مقاليد الأمور في مصر بعد مبارك.
وأوضحت أن بعض المسلمين هرعوا لإنقاذ المسيحيين والدفاع عنهم عندما بدأت الاشتباكات مع قوات الأمن، فيما قال آخرون إنهم جاءوا للدفاع عن الجيش «ضد الاحتجاجات المناهضة للاستقرار والتي تسعى للفوضى في مصر».
أما وكالة الأنباء الأمريكية «أسوشيتيد برس»، فقالت إن وسط القاهرة اندلع بالنيران والمواجهات، مساء الأحد، واعتبرت أن ما حدث يعتبر أسوأ «عنف طائفي» منذ الثورة التي أطاحت بمبارك. وأشارت إلى استمرار الاشتباكات و«الشغب» طوال الليل، مع نزول أكثر من 1000 فرد من قوات الأمن والقوات المسلحة للدفاع عن مبنى التليفزيون «ماسبيرو»، وبعدها فرض الجيش حظر التجول على المنطقة بأكملها حتى السابعة صباحًا.
وأشارت إلى أن الاشتباكات امتدت حتى ميدان التحرير، وتضمنت هجومًا بالحجارة و«المولوتوف»، فيما اقتحمت إحدى مدرعات الجيش صفوف الجموع ودهست ما لا يقل عن 6 من المحتجين، وبعدها رد المحتجون بإشعال النيران في مركبات الجيش وحافلة وبعض السيارات الخاصة.
ولفتت «أسوشيتيد برس» إلى أنه بعد منتصف الليل، كانت هناك جموع حاشدة تجوب شوارع وسط البلد وتهاجم السيارات التي كانوا يشكّون في أن من فيها مسيحيين، ولم ير أحد أي قوات للشرطة أو للجيش لمنع تلك الجموع.
من جانبها، قالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن اشتباكات القاهرة «تخفي وراءها تهديدًا كبيرًا لمستقبل الديمقراطية في مصر»، موضحة أن العنف الذي ظهر ليلة أمس ما هو إلا «خطوات مقنعة للقادة العسكريين لقتل أي فرصة في نقل السلطة أو تحول مصر لمجتمع حر».
وأضافت أن موجة العنف أعادت الفوضى والموت لشوارع القاهرة، وعبرت عن صراع السلطة في قلب العاصمة. وقالت إن تحركات المجلس العسكري، جنبًا إلى جنب، مع البلطجية الذين تتناسب مصالحهم مع السلطة، والتي تمثلت في غلق قنوات فضائية إخبارية، والاعتداء على مدنيين، والاعتداء على طلاب جامعة الإسكندرية المعتصمين، كلها تصب في هدف واحد: قتل كل الخطوات الحقيقية والصادقة لتحول مصر إلى الديمقراطية.