بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد النصر بالعريش    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين بمُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة Thinqi    مواقيت الصلاة بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. في القاهرة والمحافظات    رئيس قناة السويس: ندرس تنفيذ مشروع للتحول لمركز إقليمي لتوزيع قطع الغيار وتقديم خدمات الإصلاح والصيانة السريعة    حماية العمالة غير المنتظمة.. "العمل": آلاف فرص العمل ل"الشباب السيناوي"    الإسكان: تنفيذ 24432 وحدة سكنية بمبادرة سكن لكل المصريين في منطقة غرب المطار بأكتوبر الجديدة    بالفيديو والصور- ردم حمام سباحة مخالف والتحفظ على مواد البناء في الإسكندرية    الاتصالات الفلسطينية: عودة خدمات الإنترنت بمناطق وسط وجنوب قطاع غزة    معلق مباراة الأهلي ومازيمبي في دوري أبطال أفريقيا    فانتازي يلا كورة.. جدول مباريات الجولة 35 "المزدوجة"    مصرع شخص في حادث تصادم ببني سويف    انتداب الطب الشرعي لمعاينة جثث 4 أشخاص قتلوا على يد مسجل خطر في أسيوط    25 مليونًا في يوم واحد.. سقوط تجار العُملة في قبضة الداخلية    "المكون الثقافي وتأثيره في السياسات الخارجية المصرية" ندوة بمكتبة الإسكندرية    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا    خبير دولي: مصر رفضت مخطط التهجير الخبيث منذ اليوم الأول للعدوان على غزة    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    أسعار البيض والدواجن اليوم الجمعة.. البلدي ب 117 جنيهًا    المندوه: لاعبو الزمالك في كامل تركيزهم قبل مواجهة دريمز    تواجد مصطفى محمد| تشكيل نانت المتوقع أمام مونبلييه في الدوري الفرنسي    تشافي يطالب لابورتا بضم نجم بايرن ميونخ    اتحاد جدة يعلن تفاصيل إصابة بنزيما وكانتي    11 مساء ومد ساعة بالإجازات.. اعرف المواعيد الصيفية لغلق المحلات اليوم    كاتب صحفي: الدولة المصرية غيرت شكل الحياة في سيناء بالكامل    منها «ضمان حياة كريمة تليق بالمواطن».. 7 أهداف للحوار الوطني    أمن القاهرة يكشف غموض بلاغات سرقة ويضبط الجناة | صور    وزير الخارجية الأمريكي يلتقي مع الرئيس الصيني في بكين    عرض افلام "ثالثهما" وباب البحر" و' البر المزيون" بنادي سينما اوبرا الاسكندرية    شاهد البوسترات الدعائية لفيلم السرب قبل طرحه في السينمات (صور)    في ذكرى ميلادها.. أبرز أعمال هالة فؤاد على شاشة السينما    احتجت على سياسة بايدن.. أسباب استقالة هالة غريط المتحدثة العربية باسم البيت الأبيض    موضوع خطبة الجمعة اليوم: تطبيقات حسن الخلق    دعاء صباح يوم الجمعة.. أدعية مستحبة لفك الكرب وتفريج الهموم    الصحة: إجراء الفحص الطبي ل مليون و688 ألف شاب وفتاة ضمن مبادرة «فحص المقبلين على الزواج»    تنظيم قافلة طبية مجانية ضمن «حياة كريمة» في بسيون بالغربية    طريقة عمل هريسة الشطة بمكونات بسيطة.. مش هتشتريها تاني    نائب وزير خارجية اليونان يزور تركيا اليوم    حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد الجيش الإسرائيلي يوم الخميس    رمضان صبحي: نفتقد عبد الله السعيد في بيراميدز..وأتمنى له التوفيق مع الزمالك    الشركة المالكة ل«تيك توك» ترغب في إغلاق التطبيق بأمريكا.. ما القصة؟    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    كارثة كبيرة.. نجم الزمالك السابق يعلق على قضية خالد بو طيب    انطلاق انتخابات التجديد النصفي لنقابة أطباء الأسنان بالشرقية    خبير: أمطار غزيرة على منابع النيل فى المنطقة الإستوائية    منها «عدم الإفراط في الكافيين».. 3 نصائح لتقليل تأثير التوقيت الصيفي على صحتك    اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور في 20% من عينات الألبان في الولايات المتحدة    جامعة الأقصر تحصل على المركز الأول في التميز العلمي بمهرجان الأنشطة الطلابية    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    حكاية الإنتربول مع القضية 1820.. مأساة طفل شبرا وجريمة سرقة الأعضاء بتخطيط من مراهق    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟    أبناء أشرف عبدالغفور الثلاثة يوجهون رسالة لوالدهم في تكريمه    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميًّا    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل: شرف عظيم لي إحياء حفل عيد تحرير سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المبعوث الأمريكى:انتزعوا حريتكم بأنفسكم
داريل جون كينيدى
نشر في اليوم السابع يوم 11 - 11 - 2008

◄فوز أوباما أكد أن عصر سيطرت رجال الأعمال على الانتخابات الأمريكية انتهى.
◄مصالح واشنطن تتحكم فى التعامل مع ملف الحريات فى مصر.
◄جميع الذين قمعوا الناس وكمموا أفواههم ذهبوا فى مزبلة التاريخ.
◄على الشعوب الحصول على حريتها بنفسها .. وعدم انتظار المساعدة الخارجية.
◄فوز حماس فى فلسطين .. جعلنا نخشى تكرار ذلك فى المنطقة.
◄وصول الإخوان للحكم شأن داخلى .. والوضع فى القاهرة معقد كبيت العنكبوت.
◄الثقافة الوسيلة الأكثر أهمية للتقارب بين الشعوب.
تعيش منطقة الشرق الأوسط حالة من الصراعات السياسية والحروب حولتها إلى منطقة مشتعلة دائماً, وتأتى أهميتها باعتبارها مركز العالم ومصدر أهم ثرواته .. البترول الذى توليه الولايات المتحدة أهمية خاصة لدرجة غزوها العراق واحتوائها إيران وموالاتها لبعض الأنظمة الديكتاتورية فى المنطقة رغم مناداتها بالإصلاح والحريات.
اليوم السابع التقى بالسفير الثقافى الأمريكى بالشرق الأوسط داريل جون كينيدى, طارحاً عليه العديد من الاستفسارات والأسئلة المتعلقة بقضايا المنطقة، وجاءت إجاباته على النحو التالى..
ماذا عن طبيعة عملك كسفير ثقافى للولايات المتحدة الأمريكية فى الشرق الأوسط؟
أنا فى الأساس عازف ومؤلف موسيقى أعشق الفن بمختلف أنواعه, وعملى كسفير ثقافى ليس تابعاً للحكومة الأمريكية, لكن فى نفس الوقت أرفع تقارير عن أنشطتى المختلفة لوزارة الخارجية والبيت الأبيض, وأساهم فى إنتاج أعمال ثقافية تزيد من حجم التقارب الثقافى بين مختلف شعوب العالم مع أمريكا انطلاقاً من قناعتى, بأن الثقافة نقطة الانطلاق الأكثر أهمية لتوطيد العلاقات بين الشعوب, لأن الثقافات تتقارب وتتحاور ولا تتصارع.
إذن.. أنت ترى أن الثقافة يمكن أن تلعب دوراً فى إنهاء الحروب الدائرة فى العراق وفلسطين ومختلف أنحاء العالم؟
أعتقد ذلك بالفعل.. فالثقافة جزء هام من الحل المطلوب لتلك المشكلة فالعلاقات الثقافية الجيدة تؤدى إلى وجود علاقات سياسية متميزة، فمن السهل أن تتعامل دولة مع أخرى إذا وجد بينهما صفات مشتركة أهمها الثقافة، لذا أساهم فى إنتاج برامج موسيقية ومسرحية وأقيم حفلات للتقريب بين الشعب الأمريكى ومختلف شعوب العالم.
هل ساعدتك إدارة الرئيس بوش على أداء عملك؟
وأعتقد أن الرئيس الأمريكى الجديد بارك أوباما وإدارته سوف يصوبون خطأ الإدارة السابقة لسلفه جورج بوش, الذى لم يهتم بالثقافة وقد بدأ أوباما بالفعل فى تأكيد ذلك الاتجاه من خلال اختياره رجال إدارته من أعراق مختلفة وثقافات مختلفة, على أوباما أن يفعل الكثير من أجل تقريب الشعب الأمريكى مع باقى شعوب العالم من خلال الثقافة.
كيف ترى ما يحدث فى المنطقة من حروب ونزاعات خاصة بالنسبة للقضية الفلسطينية؟
أشعر أننا أمام حياة مأساوية وأتعاطف مع الجانبين فكل منهما يتعرض للأذى لكن الشعب الفلسطينيى الأكثر تضرراً, لذا أحلم بأن يعم السلام جميع أنحاء العالم فلقد جئت إلى القاهرة لأتعرف على حقيقة الأشياء على أرض الواقع, فما يصلنا عبر وسائل الإعلام وجهات نظر مشوهة ومتحيزة, سواء ما نراه فى Cnn أو الجزيرة فكل شخص يريد أن يقول, إنه على صواب والجميع على خطأ, لذا سوف أنقل ما شاهدته على الطبيعة لجميع الأصدقاء والمؤسسات التى أتعاون معها.
كيف ترى انتخاب أوباما كأول رئيس أسود فى تاريخ أمريكا؟
الناس فى أمريكا قالت بوضوح, نريد تغييراً كاملاً فالناس غاضبة من الأوضاع الاقتصادية السيئة وأصبحوا لا يثقون فى أعضاء الكونجرس بسبب تلبية مصلحة الأحزاب على مصلحة الشعب، فالشعب الأمريكى غير مهتم بمن ينتخبه جمهورى أم ديمقراطى, أسود أم أبيض لكن الأمريكيين قلقون على أنفسهم وحياتهم من أمور مثل ارتفاع أسعار البنزين الخاص بسياراتهم وتدهور الاقتصاد, ووجود قوات تواجه موقفاً معقداً فى العراق وأفغانستان, ونجاح أوباما جاء فى المقام الأول بفضل الشباب الذين مولوا حملته بنحو 650 مليون دولار لأنهم رأوا فيه المستقبل, وهذا يدل على أن نفوذ الشباب قادم فى أمريكا, وإن عصر المصادر التقليدية لتمويل الحملات الانتخابية الأمريكية عن طريق رجال الأعمال قد ولى, فالشباب من 18 – 25 سنة هم من مولوا حملة أوباما عبر الإنترنت وتطوعوا للتعريف به.
ما دلالة ذلك برأيك؟
دلالته أن يدرك كل سياسى أنه خادم للشعب, وليس سيده, وإن الشعب هو الرئيس الحقيقى وأى سياسى ينسى ذلك علية فقط أن ينتظر بعض سنوات " فترة انتخابه" وسيجد الشعب يقول له "اطلع بره أنت نسيت إننا رؤسائك الحقيقيين", واختيار أوباما كأول رئيس أسود لأمريكا يؤكد للعالم أن أمريكا ما زالت رائدة الديمقراطية, ولك أن تتخيل أن هناك أشخاصاً انتظروا واقفين 4 ساعات للتصويت, ولم يغادروا أماكنهم وهناك آخرون جاءوا على كراسى متحركة للتصويت رغبة فى التغيير.
هل تعتقد أن الرئيس الجديد سوف يتخلى عن سياسة بوش العسكرية؟
أتمنى ذلك.. لكن لابد أن تعرف أن الرئيس الأمريكى لا يأخذ القرارات بمفرده فنحن دولة مؤسسات, والكونجرس يقود الدولة من خلال القانون, أما الرئيس فمهمته الأساسية أن يقود الجهات العسكرية مباشرة, لكن لا يستطيع بدء حرب من تلقاء نفسه بدون الحصول على موافقة الكونجرس إلا فى حالات قصوى, مثل إلقاء قنبلة ذرية على أمريكا فالرئيس لن ينتظر حتى يحصل على موافقة الكونجرس, لكن يمكنه اتخاذ قرار الحرب قبل أن تصل القنبلة إلى الأرض, فالرئيس الأمريكى يكون معه صندوق لا يفارقه لحظة طوال مدة حكمه حتى لو كان فى دولة أجنبية أو فى غرفة نومه يمكنه من التحكم فى ترسانة الولايات المتحدة العسكرية.
ما أولويات الرئيس الأمريكى من وجهة نظرك؟
مهمة الرئيس الأمريكى الأولى عسكرية, فنحن لم ننتخبه لكى يكون جليسة أطفال أو مراقبا ماليا فى البورصة أو لأخذ الصور التذكارية, ولكن ليحافظ على الأمن الأمريكى, وهنا تكمن صعوبة مهمته فالرئيس الأمريكى لدية قوة يمكن أن يستخدمها لتدمير العالم أو إلهام العالم.
لكن بوش استخدم تلك القوة لتدمير العالم خاصة المنطقة العربية فاحتل العراق وهدد سوريا وإيران جارة الخليج العربى؟
لا أعتقد أن جورج بوش قرر أن يدمر العالم, فهو ليس بهذه الثقة والرقى فى التفكير, لكن إذا كان الذهاب إلى أفغانستان له ما يبرره باعتبارها الدولة التى تدرب فيها منفذو 11 سبتمبر مما جعله يحدد تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن كأكبر أعداء الولايات المتحدة, فإن الذهاب إلى العراق خطأ لا يغتفر، فقد تصورت إدارته إن العراقيين سيستقبلونهم بالورود للتخلص من الديكتاتور صدام حسين ونظامه الظالم، وبالتالى يخرج أمام الرأى العالم ليقول, أنا خلصتكم من هتلر الجديد "صدام حسين".
لكن الأسباب الحقيقية لغزو أمريكا للعراق كانت البترول والسيطرة على المنطقة عسكرياً؟
زاد من رغبة بوش فى غزو العراق تلقيه معلومات مضللة وغير دقيقة عن وجود أسلحة نووية لدى النظام العراقى, ولكن الكارثة التى ارتكبت فى العراق, إننا لم نجد أسلحة نووية مما جعل مبرر أمريكا لدخول الحرب سيئاً جداً, وأعتقد أن الأسباب التى أدت إلى الذهاب إلى العراق البترول والخوف من امتلاك صدام حسين لأسلحة نووية والخوف من تصاعد قوة إيران, لكن الوضع الآن أصبح أكثر تعقيداً, فنحن لنا جنود يواجهون مواقف صعبة, وعلينا الخروج من هناك بالطرق الدبلوماسية وبالتدريج وببطئ, حتى لا تحدث كارثة ونجد أنفسنا أمام حرب أهلية فى العراق..
إسرائيل تتعامل بوحشية مع الفلسطينيين فهل ترى الرئيس بارك أوباما يمكنه أن يجد حلاً لهذه الأزمة؟
على الرئيس الجديد إصلاح كل ما أفسده سلفه جورج بوش, فوضع أمريكا والعالم الآن أسوأ بكثير من الأوضاع قبل 8 سنوات فترة حكم بوش, لذا على الرئيس أوباما أن يصلح كل ما أفسده بوش, لكن المسألة ليست بهذه السهولة لأنه سيواجه مشكلات عديدة منها, الوضع الاقتصادى السيئ ومحاربة الإرهاب والوضع فى العراق والتعامل مع القوى الدولية كروسيا والصين, فبوش رغم نجاحه فى الحفاظ على الأمن الأمريكى, إلا إنه ضاعف من مشاعر الكراهية والغضب من كل ما هو أمريكى, وأوباما إذا نجح فى حل جميع المشاكل وحدث هجوم آخر على أمريكا فى عهده فسوف نعتبره فاشلاً, لأن وظيفته الأولى الحفاظ على الأمن الأمريكى.
لكن ماذا عن القضية الفلسطينية؟
الحوار هو أفضل الطرق للوصول إلى حلول, ولابد أن يتم ذلك عبر الأمم المتحدة, لذا لابد أن يتخذ أحد الطرفين الخطوة الأولى وإلا سيتدخل جميع أعضاء الأسرة الدولية لفرض حلولهم, فالقضية لم تعد خاصة بالمنطقة فقط بعد أن تحولت إلى قضية عالمية تتعلق بالصراع العربى الإسرائيلى, ويجب أن تنتهى على أساس العدل, لكن للأسف كل شخص لديه فكرته الشخصية عن العدل، لذا لابد من وجود حوار للوصول إلى نقاط مشتركة يمكن التحرك منها لإنهاء الأزمة.
كيف ستنتهى تلك الأزمة؟
لا توجد دولة تستطيع أن تحارب مدى الحياة، ومن هنا علينا أن نبدأ بوقف إطلاق النار أولاً, ثم نسعى بعد ذلك لتوطيد العلاقات. وأوباما ليس لديه خياراً آخر سوى حل القضية الفلسطينية الإسرائيلية, وهو بالفعل يريد إقامة دولة فلسطين وأيضاًَ الحفاظ على أمن إسرائيل, كما أعلن عن رغبته فى إزالة الجدار العازل وهذا التصريح يؤكد أن أوباما يسير فى اتجاه مختلف نحو حل القضية حتى لو لم يرض الإسرائيليين عما قاله, وأيضاً أعلن إنه سيتفاوض مباشرة مع إيران, على أوباما إذا أراد أن نصدقه أن يثبت كلامه وأن يتحرك فى الاتجاه الصحيح إذا أراد أن يحصل على احترام المجتمع الدولى, فبوش جعل العالم لا يحب أمريكا ونجح فى عزلنا عن العالم.
يرى الكثيرون أن أمريكا تريد أن تسيطر على المنطقة العربية من خلال استغلال منطق القوة؟
من سوء الحظ أن بعض الناس يرون أمريكا بهذا الشكل, وأنا أختلف معهم فأنا أمريكى جئت للشرق الأوسط لأساعد جميع الناس فى المنطقة سواء مصريين أو غيرهم, فالأمريكيون مثل جميع شعوب العالم يهمهم نشر السلام فى العالم لكن جميعنا نكون وجهة نظرنا من خلال الميديا الإعلامية المقدمة لنا, وهذا خطأ فلا يوجد شىء صواب 100%, وكل مشاكل العالم جاءت عندما اعتقد بعض البشر, أن آراءهم هى الطريقة الوحيدة الصحيحة, وهذه كارثة فلا يمكن حل أى مشكلة إلا من خلال ما هو مشترك فجميعنا يحب بلده, لكن لازم أن نعيش معاً على نفس الكوكب, ولابد أن نجد طريقة لذلك, وأعتقد أن الثقافة هى نقطة البداية.
تتحدث عن ضرورة تطبيق السلام بينما أمريكا باعتبارها القوة العظمى لا تتحرك بشكل عادل فى هذا الاتجاه؟
أنا أتحدث عن نفسى, وهناك ملايين يشاركوننى نفس الاحتياج للسلام فى مختلف أنحاء العالم. وإذا كان الهدف أن نحقق السلام فى منطقة الشرق الأوسط فلابد أن تجلس جميع الأطراف معاً للوصول إلى حل لهذه المشكلة. فرغم محاولات الكثير من عباقرة السياسة فى العالم إيجاد حل, إلا أنه لم يحدث على مدار أكثر من 50 سنة.. إذن هناك حلقة مفقودة لابد من إيجادها.
كيف يمكن إيجاد تلك الحلقة المفقودة؟
للأسف الجميع فى المنطقة بداية من أحمدى نجاد والعراقيين والفلسطينيين والإسرائيليين يلعبون لعبة خطرة, وكل طرف يريد أن يلعب دون أن يراه الآخرين, لكن أمريكا يقظة للجميع وأى خطأ لن يفلت صاحبه من العقاب، لذا أعتقد أن اللاعبين فى الشرق الأوسط لن يرتكب أى حماقة فى اللعبة, لأنه يعلم تماماً العواقب الوخيمة لخطئه, وأمريكا تتحكم فى سرعة اللعبة, وأوباما لاعب الشطرنج الرئيسى وعليه إنهاؤها بشكل جيد, لأن هذه اللعبة بالنسبة له ليست مفتوحة لكنها محددة الوقت الذى بدأ العد التنازلى بالفعل, والمشكلة التى ستواجهه أن كل طرف فى المنطقة يعتقد, أنه صاحب الحق ويتهم الآخر بأنه من اعتدى عليه, ويجب أن يعتذر له, وهذا سر استمرار الحرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين, وإذا لم نغير طريقة تفكيرنا لن نحل شيئاً.
لكن يرى الكثيرون أن الأمم المتحدة أصبحت لعبة فى يد أمريكا, وتحولت إلى منظمة بلا دور تكتفى فقط بالإدانة للجرائم الإسرائيلية؟
أتفق معك أن الأمم المتحدة تحولت إلى منظمة شكلية لا تلعب دوراً مهماً فى حل النزاعات فى مختلف أنحاء العالم بسبب سيطرة الدول الكبرى عليها من أجل تحقيق مصالحها, وهذا لا يحدث مع أمريكا فقط, لكن يحدث أيضا مع روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا, لأنهم يملكون حق الفيتو, وما يجرى فى الأمم المتحدة مجرد لقاءات بين دبلوماسيين يحملون ألقاباً فخمة من رؤسائهم, ويجلسون ساعات طويلة لمناقشة اللاشئ، فقط مجاملات وكلام دون فعل, فالأمم المتحدة فكرة عظيمة, لكن ليس لها وجوداً مؤثراً بدون اتفاق الدول الكبرى, والأهم بالنسبة لهؤلاء الذين يعانون فى الشرق الأوسط أن يجدوا حلاً لمشاكلهم, وأن يتقدموا بمشروع للأمم المتحدة يمكن تطبيقه على أرض الواقع بالتعاون مع مختلف دول العالم بعدما أصبحت المشكلة عالمية, مما اضطر العالم للتدخل لحلها, بعدما فشلت الأطراف المتنازعة فى إيجاد حلول مناسبة.
أمريكا تدعو للديمقراطية ومجلس الأمن يضم 15 عضواً منهم 5 دائمين 4 أصوات منهم يرفضون الوحشية الإسرائيلية, وعند صدور قرار بذلك يأتى الفيتو الأمريكى ليوقفه, فهل هذه الديمقراطية على الطريقة الأمريكية؟
لا أستطيع أن أعقب على قرار الإدارة الأمريكية وسياستها فى الأمم المتحدة, لذا لابد أن نعترف بأن المشكلة معقدة, ولابد أن نتحاور معاً لنحلها عن طريق الرجال المخلصين فى العالم الذين يسعون لإيجاد سلام حقيقى ودائم, وهذا لن يحدث بين يوم وليلة ولابد أن يدرك الجميع أنهم جميعاً يعيشون فى منطقة واحدة ولابد أن نتعايش معاً وهنا يبدأ السلام.
أمريكا تتحدث عن الديمقراطية كثيراً.. فهل ترى أن الحرب هى طريقكم لتطبيق تلك الديمقراطية كما حدث فى العراق؟
كل شخص لديه مفهومه عن الديمقراطية لكن جميع الشعوب تبحث عن الحرية والتصرف وفقاً لحريتهم, فهذا احتياج إنسانى يتطلب أن تعبر عن نفسك من غير خوف من قمع القادة, وهذا ما نشاهده فى الوقت الحاضر, فالعراقيون يستطيعون أن يعبروا عن أنفسهم بحرية أكثر من الماضى.
أية حرية أو ديمقراطية.. فبعد دخول القوات الأمريكية العراق عمت الفوضى؟
آلاف العراقيين بصموا وصوتوا على الانتخابات العراقية بإرادتهم, ولم يجبرهم أحد على التصويت.. وجاءوا بحكومة جديدة ديمقراطية, وهذا كان هدفنا.
لكن الديمقراطية على الطريقة الأمريكية غير عادلة ؟
الأمم المتحدة تحاول الآن مناقشة الحلول الخاصة بالمشكلة النووية الإيرانية, وأى حكومة فى العالم لها سياستها, ولن أستطيع أن أحكم على قرارات اتخذتها الإدارة الأمريكية, لكن المهم أن تلتقى جميع الأطراف حتى نصل إلى حلول لجميع المشاكل, لكن لابد من الحوار والاتفاق, وهذا ما أعلنه أوباما فالمسألة معقدة جداً.
بالمناسبة.. كيف ترى الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد وسياسته الصارمة اتجاه أمريكا؟
نجاد شخص ذكى وسياسى شاطر, لكن معظم قيادات المجتمع الدولى غير متفقة معه, لذا فهو غير مؤثر وللأسف معظم ما يقوله تهديدات ضد إسرائيل والعالم فهو يلعب لعبة شطرنج خطرة, لذا أنصحه إذا أراد أن يلعب مع الفريق العالمى أن يتعلم أغانى السلام.
كيف ترى شخصيات مؤثرة فى المنطقة مثل الرئيس مبارك وحسن نصر الله وأبو مازن وتسيبى ليفنى؟
الرئيس مبارك قائد قوى يعرف ماذا يريد, فقط حافظ على السلام منذ 1973, ولم تدخل مصر حرباً أخرى ويكفيه أن مصر أكثر دول الشرق الأوسط أماناً, فأنا أعيش فى مصر منذ عامين وأمشى بشكل عادى فى أى مكان دون خوف, ولكن الحكم عليه سوف يكون بعد رحيله, فالسياسيون لا يتم الحكم عليهم بمدى ما يعلنونه من حب للناس، ولكن بمدى حب الناس لهم والتاريخ يتذكر فقط من يحبه الناس, فهو القائد العظيم لأن القائد يموت والحب لا يموت, وأيضاً الرئيس بوش, أما حسن نصر الله فهو زعيم حزب الله, ولا يمكن التوصل إلى سلام فى لبنان بدون وجوده على طاولة الحوار, لذا لابد أن يعبر عن أفكاره للوصول إلى اتفاق السلام, وهو شخص له كاريزما يحبه الكثير من العرب واللبنانيين, لكنه لا يريد الاستقرار لبلاده, فبغض النظر عمن بدأ الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل إلا أن ذلك حدث, أما الرئيس الفلسطينى محمود عباس فهو الطريق الوحيد للغرب فى تعامله مع الفلسطينيين, لكن لابد له أن يتعاون مع باقى الفصائل الفلسطينية من أجل مصلحة المواطن الفلسطينى, أما تسيبى ليفنى فمن المبكر جداً أن نحكم عليها بشكل كامل, فنحن لا نعرف عنها الكثير ومن الصعب أن نحكم عليها الآن.
أنتم متهمون بالتعامل بانتهازية مع ملف الحريات فى مصر وفقاً لمصالحكم؟
الإدارة الأمريكية تفعل ما تراه فى مصلحة بلادنا, والسياسة ليست ثابتة فعندما دعمت الحريات فى فلسطين وأجريت انتخابات ديمقراطية فازت حماس فأدركنا أن الاختيار الحر لا يكون الأفضل دائماً, لكن أؤكد لك أن التاريخ دائما يقف فى صف الحريات وجميع الذين حاولوا قمع الناس وتكميم أفواههم ومنعهم من التعبير بحرية اختفت, فهذا حدث فى روما والشيوعية فى الاتحاد السوفيتى وهتلر وموسلينى، لكن على الشعوب ألا تنتظر من يأتى لها بحريتها إذا كانوا يعانون من عدم وجودها.
هل تراجعتم عن دعم ملف الحريات فى مصر خشية وصول الإخوان المسلمين للحكم على غرار ما حدث فى فلسطين؟
الوضع فى مصر معقد ويشبه شبكة العنكبوت, لذا يجب التعامل معه بحذر وفقاً لمصالحنا, لكن لا أعتقد أننا نخشى وصول الإخوان للحكم فهذا شأن داخلى.
هل ترى أن صوت الثقافة يمكن أن يعلو على صوت البارود والمدافع؟
البارود سوف يأتى له يوم ويتوقف مهما طال أمره, لكن تبقى الثقافة مستمرة على مر العصور, فجميع من أشعلوا الحروب والدمار فى مختلف أنحاء العالم رحلوا وانتهت آثارهم, بينما مازال الناس يعزفون مقطوعات موتسارت وبيتهوفن, وسيظلون يعزفونها لألف سنة أخرى, إذن الموسيقى هى الأبقى.
أخيراً كيف ترى دور الثقافة فى تحقيق السلام المنشود؟
العلاقات الثقافية هى الخطوة الأولى للتقريب بين الشعوب, فهى تساعد على الارتقاء بالمشاعر وتوحدها عبر مختلف الفنون, ويظهر للغرب الواقع الصحيح لدول الشرق الأوسط بحضارتها الكبيرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.