عندما سألت أحدهم هل تعرف خالد سعيد، رد على مسرعا نعم أعرفه هذا هو الشاب الذى تعذب على يدى بعض رجال الداخلية حتى لقى مصرعه، وكأن من أول الشرارات المفجرة لثورة يناير، وحينما سألته هل تعرف سيد بلال فرد عليا باستغراب من يكون هذا. هذا الرجل كان فى ريعان شبابه ومتزوج وعنده ولد لم يكن يبلع العامين بعد، وقد اعتقل ظلما وبهتانا وبسبب ظلم الجهاز تم فصله من وظيفته بعدما كان يعمل بإحدى شركات المشاريع العملاقة ولم ييأس هذا الشاب برغم التضييق المفروض عليه من قبل النظام الأمنى وظل يصارع الحياة حتى يستطيع أن يلبى متطلبات أسرته. وبعد أحداث كنيسة القديسين التى لا تخفى على غالبيتنا بدأت حملة مداهمات واعتقالات كبيرة من زوار الفجر لكل من له سجل أمنى بهذا الجهاز وتم اعتقال سيد بلال ولقى من التعذيب والهوان ما لا يتحمله بشر وطلب من أصدقائه أن يحملوه حتى يصلى الفريضة ومات وهو جالسا على كرسيه بين يدى الله، وقام الجهاز الأمنى بتركة فى أحد المستشفيات العامة وصدر التقرير أنه مات وهو فى المستشفى إثر هبوط حاد بالدور الدموية وهذا ما نفاه أصدقاؤه الذين كانوا معه فى منفاه وأكدوا أنه لقى حتفه بين أيديهم. عفوا سيد بلال فأنا أول المقصرين فى حقك فلم أهتم بقضيتك قدر ما اهتممت بقضية خالد سعيد، عفوا سيد بلال فلم يسلط الإعلام الضوء على قضيتك ولو بربع القدر الذى سلط فيه الضوء على من أنزل العلم من على السفارة الإسرائيلية عفوا سيد بلال لأنك ذو لحية، ونظرا لأن من هم مثلك على اختلاف فى الفكر مع باقى التيارات فلم يهتم أحد منهم بقضيتك وتناسوا جميعا الآية التى يقول الله عز وجل فيها (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى). حتى أنصارك الذى أكن احترامى لتنظيميهم وحبى لوضوحهم كنا نتوقع منهم دورا فعالا حتى ولو بالنشر عن مستجدات قضيتك على صفحاتهم باستمرار أو فى مواقعهم حتى لا تموت قصتك ويعود إليك حقك إلا أنهم لم يهتموا بقضيتك بقدر ما اهتموا بالانتخابات أولا أم الدستور أولا ولم يتذكر أحد منهم يوم 29 من الشهر الماضى، فى المليونية التى قاموا بها أن يذكروك و لو بكلمة. عفوا سيد بلال فقد تناساك البعض لانشغاله بأحداث البلاد وقد نساك البعض الآخر عن عمد ولكن تأكد أن لك آهلا باتوا عند ربهم بين عداد المظلومين وليس بين دعوتهم وبين الله حجاب وإن تخلى عنك الجميع فاعلم أن هناك عليما سميعا بابه مفتوح لا ينظر إلى وجه أحد ولا يسأل هل هو ذو لحية أم لا لكنه ينظر إلى قلوب عبادة ولكن أكثر ما أخشاه على أنفسنا أن نأتى جميعنا يوم القيامة بين يدى الله ويسألنا لم فرطنا فى حق هذا المظلوم فهل منكم من أعد لهذا السؤال جوابا؟