حياة كريمة فى الغربية.. المبادرة الرئاسية تغير الواقع بقرية دمنهور الوحش    أنا الوحيد الذي تخليت عنه مبكرا، ترامب يكشف أسرارا عن إبستين في رسالة "عيد الميلاد"    بالأسماء.. إصابة 7 أشخاص في حادثي تصادم بالدقهلية    شعبة الأدوية: موجة الإنفلونزا أدت لاختفاء أسماء تجارية معينة.. والبدائل متوفرة بأكثر من 30 صنفا    مسئول بمحافظة الجيزة: عقار إمبابة المنهار عمره يتجاوز 80 عاما.. والسكان لم يبلغوا الحي بالشروخ    عمرو صابح يكتب: فيلم لم يفهمها!    100 مليون في يوم واحد، إيرادات فيلم AVATAR: FIRE AND ASH تقفز إلى 500 مليون دولار    الزكاة ركن الإسلام.. متى تجب على مال المسلم وكيفية حسابها؟    فلسطين.. جيش الاحتلال يداهم منازل في قرية تل جنوب غرب نابلس    وداعا ل"تكميم المعدة"، اكتشاف جديد يحدث ثورة في الوقاية من السمنة وارتفاع الكوليسترول    أول تعليق نيجيري رسمي على "الضربة الأمريكية"    ريهام عبدالغفور تشعل محركات البحث.. جدل واسع حول انتهاك الخصوصية ومطالبات بحماية الفنانين قانونيًا    انفجار قنبلة يدوية يهز مدينة الشيخ مسكين جنوب غربي سوريا    موسكو تتوسط سرّاً بين دمشق وتل أبيب للتوصّل إلى اتفاق أمني    الشهابي ورئيس جهاز تنمية المشروعات يفتتحان معرض «صنع في دمياط» بالقاهرة    وزير العمل: الاستراتيجية الوطنية للتشغيل ستوفر ملايين فرص العمل بشكل سهل وبسيط    سكرتير محافظة القاهرة: تطبيق مبادرة مركبات «كيوت» مطلع الأسبوع المقبل    أمن الجزائر يحبط تهريب شحنات مخدرات كبيرة عبر ميناء بجاية    ارتفاع حجم تداول الكهرباء الخضراء في الصين خلال العام الحالي    اختتام الدورة 155 للأمن السيبراني لمعلمي قنا وتكريم 134 معلماً    استمتعوا ده آخر عيد ميلاد لكم، ترامب يهدد الديمقراطيين المرتبطين بقضية إبستين بنشر أسمائهم    زيلينسكي يبحث هاتفياً مع المبعوثَيْن الأميركيين خطة السلام مع روسيا    وفاة الزوج أثناء الطلاق الرجعي.. هل للزوجة نصيب في الميراث؟    الإفتاء تحسم الجدل: الاحتفال برأس السنة جائزة شرعًا ولا حرمة فيه    18 إنذارا للمصريين فى 10 مباريات رصيد حكم مباراة الفراعنة وجنوب أفريقيا    الفريق أحمد خالد: الإسكندرية نموذج أصيل للتعايش الوطني عبر التاريخ    «الثقافة الصحية بالمنوفية» تكثّف أنشطتها خلال الأيام العالمية    هشام يكن: مواجهة جنوب أفريقيا صعبة.. وصلاح قادر على صنع الفارق    محمد فؤاد ومصطفى حجاج يتألقان في حفل جماهيري كبير لمجموعة طلعت مصطفى في «سيليا» بالعاصمة الإدارية    أردوغان للبرهان: تركيا ترغب في تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة أراضي السودان    أمم إفريقيا - تعيين عاشور وعزب ضمن حكام الجولة الثانية من المجموعات    «اللي من القلب بيروح للقلب».. مريم الباجوري تكشف كواليس مسلسل «ميدتيرم»    كأس مصر - بتواجد تقنية الفيديو.. دسوقي حكم مباراة الجيش ضد كهرباء الإسماعيلية    الأقصر تستضيف مؤتمرًا علميًا يناقش أحدث علاجات السمنة وإرشادات علاج السكر والغدد الصماء    أسامة كمال عن قضية السباح يوسف محمد: كنت أتمنى حبس ال 18 متهما كلهم.. وصاحب شائعة المنشطات يجب محاسبته    كشف لغز جثة صحراوي الجيزة.. جرعة مخدرات زائدة وراء الوفاة ولا شبهة جنائية    بروتوكولي تعاون لتطوير آليات العمل القضائي وتبادل الخبرات بين مصر وفلسطين    متابعة مشروع تطوير شارع الإخلاص بحي الطالبية    ناقد رياضي: تمرد بين لاعبي الزمالك ورفض خوض مباراة بلدية المحلة    نجم الأهلي السابق: تشكيل الفراعنة أمام جنوب إفريقيا لا يحتاج لتغييرات    محافظة الإسماعيلية تحتفل بالذكرى الخمسين لرحيل كوكب الشرق بحفل "كلثوميات".. صور    تطور جديد في قضية عمرو دياب وصفعه شاب    جلا هشام: شخصية ناعومي في مسلسل ميد تيرم من أقرب الأدوار إلى قلبي    40 جنيهاً ثمن أكياس إخفاء جريمة طفل المنشار.. تفاصيل محاكمة والد المتهم    "التعليم المدمج" بجامعة الأقصر يعلن موعد امتحانات الماجستير والدكتوراه المهنية.. 24 يناير    أخبار مصر اليوم: سحب منخفضة على السواحل الشمالية والوجه البحري.. وزير العمل يصدر قرارًا لتنظيم تشغيل ذوي الهمم بالمنشآت.. إغلاق موقع إلكتروني مزور لبيع تذاكر المتحف المصري الكبير    الزمالك يستعد لمباراة غزل المحلة دون راحة    ساليبا: أرسنال قادر على حصد الرباعية هذا الموسم    واعظات الأوقاف يقدمن دعما نفسيا ودعويا ضمن فعاليات شهر التطوع    فاروق جويدة: هناك عملية تشويه لكل رموز مصر وآخر ضحاياها أم كلثوم    دهس طفل تحت عجلات ميكروباص فوق كوبري الفيوم.. والسائق في قبضة الأمن    أخبار كفر الشيخ اليوم.. إعلان نتائج انتخابات مجلس النواب رسميًا    جراحة دقيقة بمستشفى الفيوم العام تنقذ حياة رضيع عمره 9 أيام    "إسماعيل" يستقبل فريق الدعم الفني لمشروع تطوير نظم الاختبارات العملية والشفهية بالجامعة    حزب المؤتمر: نجاح جولة الإعادة يعكس تطور إدارة الاستحقاقات الدستورية    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    الأزهر للفتوى: ادعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها خداع محرم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأزهريون الجدد والمدرسات الإنجليزيات جانيت ماذا علمت الشيخ بلال؟

مددت يدى لمصافحة عدد من الطلبة الأزهريين الذين تخرجوا فى برنامج الشراكة بين جامعة الأزهر والمجلس الثقافى البريطانى الذى هدف إلى تعليم هؤلاء الطلبة المتميزين اللغة الإنجليزية بهدف تغيير صورة الإسلام عند الغرب.. وكانت المفاجأة أن أكثر من نصف الطلبة رفض مصافحتى لأن مصافحة النساء لا تجوز شرعا. وأكد معظمهم أن النقاب فرض واكتفى بعضهم بإبداء تعاطفه مع النقاب وقليلون رفضوا رأى الأغلبية.. لكن وعلى أى حال نحن نعرف جيدا أن هذا المشروع مازال فى بدايته وثماره لم تنضج بعد لقطافها.
تلقى هؤلاء الطلبة وعددهم 68 تعليم اللغة الإنجليزية على أيدى مدرسات إنجليزيات على مدار 3 سنوات كاملة تفاعلوا فيها مع مدرساتهم الأجنبيات ومعظمهم أزهريون منذ الطفولة اعتادوا على عدم الاختلاط بالجنس الآخر ومعرفتهم عن الآخر بشكل عام كانت ضئيلة ومحدودة وغالبا سلبية جدا.. خرجوا من عالمهم الضيق الذى لم يعرفوا فيه غير أنفسهم ودخلوا إلى عالم جديد تماما على أيدى مدرساتهم الإنجليزيات.. فقد انضموا إلى برنامج المجلس الثقافى البريطانى بهدف تعلم لغة الغرب من أجل تصحيح صورة الإسلام لديهم لكن فى واقع الأمر خرج كثير منهم وقد صحح صورته هو عن الغرب غير المسلم.. إلا أنه فيما يبدو الاستعداد لمخاطبة عقلية الغرب والاختلاط بالمدرسات الأجنبيات وتعلم اللغة الإنجليزية لم يكن كافيا لتغيير بعض المعتقدات لدى هذا الشباب الصغير الذى ينتظر منه أن يعبر عن الإسلام الوسطى.
قال السفير البريطانى لدى القاهرة «دومينيك آسكويث» فى حفل تخرج الدفعة الأولى إن العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين ليست مباراة يجب أن يكسبها جانب ويخسرها الجانب الآخر.. قال ذلك فى محاولة رده على التساؤل الذى طرحه هو شخصيا فى بداية خطابه «ما أسباب قيام بريطانيا بهذا العمل؟».. وهو سؤال منطقى جدا، ما الفائدة التى تعود على دولة مثل بريطانيا من وراء تعليم شباب أزهريين اللغة الإنجليزية ليصبحوا دعاة إسلاميين بعد ذلك فى الغرب يعلمون دينا مغايرا لدين الغرب؟» وبعد طرحه للسؤال استطرد نافيا ما قد يظنه الكثيرون من وجود أچندة خفية لدى بريطانيا وأجاب على السؤال الذى طرحه قائلا إن مكافحة التطرف أمر يهم المجتمع البريطانى بنفس القدر الذى يهم المجتمعات الإسلامية. وأشار فى كلمته إلى اللقاءات المتعددة التى عقدها مع عدد من الدبلوماسيين والمسئولين المصريين لكنها لم تؤد إلى كثير من التغيير حتى التقى بعدد من الأشخاص الاستثنائيين الذين يستطيعون التأثير فى الواقع.. قاصدا بكلامه طلبة الأزهر.
وفى نفس السياق أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أن هذا البرنامج كان حلما لدى جامعة الأزهر نافيا تماما أن يكون قد تم بمبادرة من أى جهة أجنبية مؤكدا بحرص على أنه لا يحمل أى أجندات خفية. هكذا سارت سياقات كلمتى شيخ الأزهر والسفير البريطانى متحسسة طريقها إلى قلوب وعقول الحاضرين متلافية تحفزهم المتوقع لأى كيان يحمل شراكة بين جهة إسلامية وأخرى غربية. فقد عبرت كلمتاهما عن رغبة قوية فى الحوار وفهم الآخر فى نفس الوقت الذى لم تتناس فيه حالة العداء والتحفز الفكرى بين الجانبين.. مدركين تماما أنهما بصدد تكوين نواة لإعادة أواصر الفهم بين المسلمين والغرب وأن هذه النواة مازال أمامها الكثير.
لكن هل بالفعل هذا الشباب الأزهرى الصغير الذى لا يتجاوز عمره ال22 سنة والذى يتعرض مثله مثل بقية الشباب الذين هم فى سنه إلى تيارات قد لا تكون قريبة من الاعتدال أصبح جاهزا بالفعل لهذه المهمة؟ وهل العمامة الأزهرية والمدرسات الإنجليزيات والقراءة والاطلاع على الكتب الأجنبية حصنت عقولهم من تيارات التطرف أم مازالوا فى طور النضج الفكرى الذى لايزال فى احتياج إلى رعاية دينية وسطية؟
أجريت حوارا مطولا مع الطلبة الثلاثة الحاصلين على منحة «تشيفننج» للسفر إلى المملكة المتحدة لنيل درجة الماجستير من هناك.. وهم «السيد» و«بلال» و«أحمد».. بلال رفض مصافحتى تماما أما «أحمد» فقال لى «أسلم.. ماسلمش ليه؟».. وعندما سألت «السيد»؛ «هل توافق على مصافحتى؟».. أجاب «أود أن أبقى رأيى لنفسى»... هكذا دار حوارى معهم وهكذا جاءت إجاباتهم لا تخلو من مصطلحات أجنبية لكنها تعبر عن تفاوت فى الآراء:
* سألتهم.. ما هدفكم من البرنامج؟
- أجابنى «السيد»: فى مصر والدول العربية هناك دعاة أجلاء وأكفاء يعلمون الناس الشريعة الإسلامية لكن قليلا ما تجدين مثلهم فى الدول الأجنبية لذلك هناك نوع من الmisunderstanding.
* قلت له.. «بماذا تجيب أجنبيا جاء ليسألك عن مسألة تعدد الزوجات فى الدين الإسلامى؟»
- أجابنى سيد: مسألة تعدد الزوجات فى الإسلام هى مسألة يثيرها أعداء الإسلام لكى يغيروا وجهة نظرهم عن الإسلام.
* قاطعته «أنت مهمتك الأساسية مع هؤلاء.. مهمتك تصحيح الصورة والإجابة عن كل الأسئلة؟.
- أجابنى: أنا مهمتى أن أعبر عن الوسطية.. فلا يجوز الامتثال للفتوى إلا بفهمها من خلال الواقع والدليل.
* وضح لى أكثر من فضلك؟
- أى يجب أن أنظر إلى البيئة المحيطة the surrounding circumstances .. جذب بلال طرف الحوار من زميله.. وأخذ يشرح معنى الوسطية الذى تطرق إليه «السيد» معبرا عن وجهة نظر مغايرة.. فقال:
- بلال: الإسلام دائما وسطى فلو فرض الإسلام النقاب على المرأة، إذن فارتداء النقاب هو أمر وسطى.. فانتقاب المرأة لا يعنى أن تكون متطرفة.
* قاطعته: وأنت يا بلال.. هل ترى أن الإسلام فرض النقاب؟
- سألنى.. ولماذا تسألين هذا السؤال تحديدا؟
* لأن هذه هى صورة المرأة المسلمة فى الغرب.. المرأة التى ترتدى وشاحا أسود لا يظهر غير عينيها.. بماذا سوف تجيبون السائلين فى الغرب الذى سوف تذهبون إليه لتغيروا صورته عن العالم الإسلامى؟
- أجابنى أحدهم: سأقول لهم لى دينى ولكم دينكم.
* لكنك تريد أن تصحح صورة دينك عنده؟
- إذا كان سؤاله من أجل الاستزادة بالحكمة وليس من أجل الهجوم والنقد سأقول له إن الحجاب فرض أما النقاب فتتباين الآراء حوله.. هناك من يرى أن الحجاب هو النقاب وآراء أخرى ترى أن المرأة تنتقب لكن يصرح لها أن تكشف وجهها فى ظروف معينة وهناك رأى يقول إن النقاب ليس فرضا إسلاميا.
- وهنا أخذ «السيد» يشرح لى محاولا تقريب المعلومة: هناك أمر مشترك بين الديانات السماوية الثلاث وهى أن المسلمة تغطى شعرها والقديسة تغطى شعرها واليهودية أيضا ترتدى الحجاب.. ما السر؟ السر أن كلها شرائع سماوية.
- قاطعه «بلال» مبديا تعارضه مع كلامه: لا علاقة لنا بالديانات الأخرى ولسنا مخولين بالحديث عنها.. ولا أستطيع أن أتحدث عن مسألة اتفاق الشرائع أو وحدة المصدر فمسألة الحجاب متيقنة عندى فى الشرع ولها قواعدها.. وليس علينا أن ننشغل بمختلف الديانات.
* سألت بلال بوضوح: هل المرأة المسلمة إذا لم تنتقب تكون عاصية لدينها؟
- هدأ انفعال (بلال) وأجابنى بهدوء وابتسامة خافتة: نعم تكون عاصية لربنا.
* أعود وأسالكم مرة ثانية.. قولوا لى كيف ستجيبون على امرأة أوروبية تطلب منكم إقناعها بمسألة تعدد الزوجات؟
- أحمد: مسألة إباحة الزواج ب4 نساء لا خلاف عليها لكن هناك ضوابط وهو أن يكون الرجل عادلا.. وإذا كان غير قادر على أن يكون عادلا فعليه بالاكتفاء بواحدة.
- بلال مقاطعا لأحمد: القرآن ذكر تعدد الزوجات لكنه قال ولن تعدلوا فلو كان الإنسان عنده القدرة المادية التى يستطيع بها أن يعدل فى الصرف على زوجاته.. فليتوكل.
* ما رأيكم فى الآراء السلفية التى تدعوا إلى تعدد الزوجات بصفته سنة عن الرسول؟
- بلال: أغلب النساء الذين تزوجهم الرسول كن متزوجات من قبل.
أحمد: الرسول لم يتزوج إلا بعد سن ال40 حيث إنه ظل مع السيدة خديجة وظل مخلصا لذكراها فترة طويلة وكلنا نفهم ما معنى الزواج بعد سن ال.40
السيد: الرسول زوج (بضم الواو) ولم يتزوج.
* ما رأيكم فى بعض شيوخ السلفية.. مثل الشيخ أبو إسحق الحوينى؟
- بلال: الشيخ أبو إسحق الحوينى هو من أعلم وأبرز العلماء.. ولا نستطيع أن نقول غير ذلك.
وافقه السيد نفس الرأى.. ثم عاد بلال وقال: ليس السلفيون فقط من يدعون إلى تعدد الزوجات فبعض شيوخ الأزهر ينادون بذلك أيضا لأنه يحل الكثير من المشكلات مثل ارتفاع نسبة العنوسة.. فيفضل أن لو واحد معه فلوس يتزوج من اثنتين أو ثلاثة.
* أنتم رجال الدين فى المستقبل.. إذا طلبت منكم الدولة رأيكم فى تطبيق قانون مشابه لقانون تونس ينص على وجوب الاكتفاء بزوجة واحدة.. ماذا سوف تقولون؟
- بلال: الدولة تطلب رأى الدولة
* إنما تطلب رأى الأزهر.. هذا طبيعى.
أحمد: التعدد حل مشاكل كثيرة جدا.
بلال: كثيرون فى بريطانيا الآن يطالبون بالسماح بتعدد الزوجات والطائفة المارونية على سبيل المثال تؤمن بالتعدد لأنه يحل مشاكل كثيرة.
أحمد: هل تعرفين فى مسابقة من سيربح المليون هناك وسائل للمساعدة.. تعدد الزوجات هو وسيلة للمساعدة.
بلال: الدين الإسلامى هو دين مرن.. فانظرى إلى المسيحيين.. ينادون الآن بإباحة الطلاق لكن الشريعة الإسلامية مرنة.
أحمد: أنا سمعت أن فى ألمانيا أصبح تعدد الزوجات مباحا بعد أن ذبح الرجال فى الحرب.
* أعذرونى إذا كنت أضيق عليكم فى الأسئلة لكن تأكدوا أن أسئلة الغرب لكم ستكون أكثر شراسة.. ودعونى أسألكم سؤالى الأخير.. ما رأيكم فى دعاوى منع الاختلاط بين الذكور والإناث؟
السيد: من قال إن هناك دعاوى بهذا الشكل؟
* عندما كنت أدرس بكلية الإعلام بجامعة القاهرة كانت الجامعة ممتلئة بلافتات تحمل هذه النوعية من الشعارات ومطالبات منع الاختلاط.
بلال مقاطعا السيد: هذا هو الرأى الصحيح.. المرأة يجب ألا يتطلب عملها الاختلاط بالرجال.
السيد (مبديا اعتراضا طفيفا): الأصل هو تجنب الاختلاط بالرجال لكن هذا حسب نوع العمل.. فمثلا مهنة مثل الصيدلة عندما تشتغل بها المرأة تعف النساء الآخريات اللواتى يطلبن منها بعض الاستشارات الطبية السريعة.
بلال (معترضا تماما على رأى السيد): أرجو منك أن تسجلى الرأى السابق على لسان الشيخ السيد وحده لأننى لا أوافقه على الإطلاق.
* ألا ترى أن تحريم الاختلاط التام يتسبب فى حالة من الكبت عند الطرفين؟
بلال: ماذا بعد الكبت؟ وبعدين يعنى.. هعملك إيه؟ يجب أن يمنع الاختلاط بين الجنسين تماما.
أحمد: عدم الاختلاط هو مبدأ جامعة الأزهر.. نحن لا نختلط بالطالبات.
* لكن الأزهر لا يمنع دخول أستاذة إلى مدرجات البنين؟.
أحمد: نعم لكننى أقصد أنه لا توجد طالبات يدرسن معنا فى نفس المدرجات.
السيد: نعم لكن ذلك لا يمنع المرأة من العمل فى مجالات كثيرة.
بلال: تعمل فى المجالات التى تناسبها فقط والتى لا تحتم عليها الاختلاط بالرجال.
* ما رأيك يا شيخ أحمد؟
أحمد: سأحتفظ به لنفسى
بعد أن انتهيت من حوارى مع الشيوخ الصغار الذين كانوا فى غاية الحماس لاستعداداتهم للسفر إلى إنجلترا لنيل درجة الماجستير توجهت إلى مدرستيهم البريطانيتين.. «بث أدامز» و«إيفون فريزر».. لاحظت أسلوب الحوار بين المدرستين وبين الشيوخ الصغار فلاحظت حالة من الحب والمودة الكبيرة بينهم جميعا.. سألت «إيفون».. «أنت مسيحية كاثوليكية.. فما أسبابك للقيام بالتدريس لرجال دين مسلمين للدعوة لدينهم فى بلدك؟».. أجابتنى باهتمام «أنا أعلمهم لغتى حتى يصححوا صورة دينهم عند شعبى ولا أعتقد أن هدفهم تحويل الناس عن دياناتهم الأصلية.. هم فقط يشرحون ويصححون المفاهيم الخاطئة.. مما لا يمنع أنه إذا أحب أحدهم اعتناق الإسلام أن يعتنقه»..
* هل كانوا يسألونك فى أى أمر يتعلق بالدين.. هل كنتم تثيرون حوارات جدلية؟
- أجابتنى بث: أردت أن أعلمهم كيف يقومون بعمل عرض على الباور بوينت يوضحون فيه حقيقة المفاهيم الخاطئة حول الإسلام والرد عليها فقمت بعمل عرض مماثل عن المفاهيم الخاطئة فى المسيحية.. اخترت واحدة منها وهى أن الكاهن لا يتزوج.. وكل منهم قام بعمل عرض عن أحد المفاهيم الخاطئة الشائعة عن الإسلام.
* لكن ألم تفتح نقاشات جدلية داخل الفصول؟
- بث: ليست جدلية بالمعنى المفهوم لكن من الممكن أن يسألونا عن الفارق بين البروتستانتية والكاثوليكية.
لاحظت أن (بث) و(إيفون) ارتدتا غطاء للرأس أثناء احتفالية الجامعة.. فسألت إيفون:
* لماذا ارتديتما غطاء للرأس؟
- إيفون: طلب منا ذلك فجأة بالرغم من أننا حينما ذهبنا للقاء الإمام الأكبر استعددنا بغطاءات للرأس لكن مكتبه طلب منا انتزاعها أما اليوم فأخبرونا فى اللحظة الأخيرة أن علينا تغطية رؤوسنا ففعلنا.
* كيف ترون هؤلاء الشباب؟
- إيفون: هم شباب رائع.. وقد أحببناهم كثيرا وتعايشنا معهم.. هم غيروا فى مفاهيمنا ونحن كذلك.
وحكت لى إيفون عن الموقع الجديد لهؤلاء الشباب المسمى ب Alazhar New Generation أى الجيل الأزهرى الجديد.. الذى هو بمثابة شبكة كبيرة يتفاعل من خلالها هؤلاء الطلبة الأزهريون الجدد مع الناس من مختلف العالم.
وإيفون شخصيا من أبرز الأعضاء الفاعلين على هذا الموقع.. عندما دخلت على الموقع وجدتها وقد اختارت لنفسها صورة وهى تمتطى حصانا أبيض اللون وترتدى ملابس محتشمة.
وكانت آخر مساهماتها إنشاء مجموعة لغير المسلمين يوجهون من خلالها أسئلة عن الإسلام ليجيب عنها شباب الأزهر وتحت مشاركتها تعليقات لعدد من الطلبة يشكرونها على مساهمتها. من أبرز الطلبة الذين تحدثت معهم ولاحظت عليهم استجابتهم للبرنامج والهدف منه كان «كريم عدلى».. قال لى كريم بوجه بشوش «سأقول لك الصراحة.. بالرغم من أن والدى لديهم الكثير من الأصدقاء المسيحيين المقربين لكن أنا شخصيا كانت لدى مشكلة فى التعامل معهم وفى رأيى فيهم لكن التعامل مع جانيت وبث وإيفون غير رأيى كثيرا فيهم».
الشيخ «كريم» اختلط بالمجتمع الأجنبى حتى إنه كان يحضر حفلاتهم لكنه أكد أنه كان يسأل قبل أن يذهب إلى أى حفل إذا كان يوجد خمر أم لا يوجد؟ وإذا عرف أن هناك أى خمور يمتنع عن الذهاب.. سألته «هل من الممكن أن تتزوج من فتاة غير محجبة؟».. أجابنى «نعم.. ممكن لو كانت على خلق.. وسأعمل على إقناعها بالحسنى بعد ذلك».
اختار «كريم» موضوع تعدد الزوجات كأحد المفاهيم الخاطئة ليعمل لها عرضا ويصححها كما علمته «إيفون فريزر».. قال: «قلت فى العرض أنه قبل الإسلام كان تعدد الزوجات موجودا وغير محدود.. فسيدنا سليمان على سبيل المثال تزوج المئات.. لذلك لم يكن من الممكن أن يأتى الإسلام ويمنع التعدد فجأة.. لذلك حدده ب4 زوجات فقط».. كانت هذه هى وجهة النظر الذى بنى عليها عرضه.. وبناء عليه توصل إلى وجوب وجود شروط لكى يتزوج الرجل من امرأة أخرى مثلا إذا اكتشف الزوج أن زوجته عقيمة».. كان اللافت أن «كريم» حرص على الإجابة على السؤال «ولماذا لا يسمح للنساء بتعدد الأزواج»؟.. ولم تكن إجابته على هذا السؤال تقليدية مثل أن يقول «لأن المرأة بطبيعتها لا تحب التعدد أما الرجل فطبيعته مزواج».. لكنه قال «إنه لا يسمح للمرأة بالتعدد حتى لا يحدث خلط فى الأنساب.
سألت الشيخ الشاب الذى لم يتجاوز ال22 من عمره «أنت كشاب تعرف صحيح دينك.. ما الأخطاء التى يقع فيها الشباب فى مثل سنك فى فهمهم للدين؟».. صمت للحظات وأجابنى.. «اعتقادهم أن المسلم لابد أن يكون راهبا فلا يختلط بالنساء والنساء لا تختلط بالرجال.. وإيمان بعضهم أن المرأة يجب أن تمكث فى البيت ولا تبرحه».. سألته «وما رأيك فى النقاب؟».. أجاب «رأيى أنه ليس فرضا مثل الحجاب إنما تحدث بسببه مشاكل كثيرة وفى نهاية الأمر هو شىء يرجع لرغبة من ترتديه».. قلت له «كلما يتعمق الشخص فى دراسة الدين تزيد لديه التساؤلات وتنمو لديه رغبة فى البحث والاستزادة.. أنت اليوم قد انتهيت من دراستك لكن ما المسائل التى ستستمر فى عملية البحث فيها؟».. أجاب «مسألة الشبهات والعقائد الأخرى».. وما هو التساؤل الذى لاتزال تبحث له عن إجابة؟.. أجاب «متى ستصل كل البشرية إلى الفكر الدينى الصحيح؟ فمن المؤكد أن هناك حد صح وحد غلط».. وفى النهاية قلت له «أنا تعمدت أن أصافحك باليد.. هل صافحتنى حرجا منى؟».. أجابنى «لا.. هذه المسألة عملت مشاكل كثيرة وكثيرون يرونها حراما لكننى مع الاعتدال وضبط النفس». تركت «كريم» لأتحدث مع زميله الشيخ «محمد بيومى».. شاب من الشرقية لديه لحية غير كثيفة.. وكان لافتا جدا اختلاف آراء الطالبين التى جعلتنى أتساءل «كيف تلقى كل منهما نفس البرنامج التعليمى وخرجا بكل هذا الاختلاف؟».. مددت يدى لأصافح «محمد» لأبارك له على تخرجه فاكتفى بإماءة من وجهه رافضا مصافحتى سألته عن سبب التحاقه بالبرنامج فأجابنى «لكى أعرف عدوى يجب أن أعرف لغته حتى أحاربه».. «محمد» يرى أن النقاب فرض على المرأة المسلمة أما عملها فيكون بالضوابط الشرعية وهى عدم الاختلاط بالرجال إلا للضرورة القصوى.. سألته سؤالا افتراضيا «إذا سافرت إلى إنجلترا مثلا.. وطلبت منك صحفية فى جريدة مهمة ومعروفة هناك أن تجرى معك حوارا تعبر من خلاله عن آرائك الدينية وترد فيه على الشبهات حول الدين الإسلامى.. لكن اقتضى ذلك الحوار أن تجلس معها فى مكتب مغلق.. هل ستجرى الحوار؟».. أجابنى محمد دون تفكير «لا سأرفضه.. وعندما ترى هذه الصحفية إلى أى مدى أنا متمسك بمبادئ دينى ستقتنع أكثر».
«محمد» و«كريم» يمثلان طرفى نقيض لكن كان هناك عدد من الطلبة الذين لم يكونوا بنفس اتساع أفق كريم لكنهم فى نفس الوقت لم يكونوا متشددين بتشدد محمد.. من ضمن هؤلاء «عمرو فتحى».. قال متحدثا عن المدرسات الإنجليزيات «فكرهن عال جدا وقد تعلمنا منهن الكثير وهن تعلمن منا أيضا».. كتب محمد مقالا عن السياحة فى مصر فسألته «ما رأيك فى السماح بشرب الخمور فى مصر للسائحين فى شهر رمضان؟».. أجابنى «حرام طبعا ولابد أن يحترم السائحون تقاليد البلد التى يسافرون إليها وذلك على مدار العام كله».. وعن رأيه فى النقاب أكد «محمد» أنه يرى أن النقاب فرض خاصة فى هذه الأيام التى زاد فيها انحلال الشباب.. سألته «كيف ستجيب أجنبية سألتك عن حقيقة ضرب الزوجات فى الإسلام؟».. أجابنى «هذا مستحيل.. فإن ضرب الزوجات غير مسموح به على الإطلاق».. لكنه عاد وقال «مسموح فى حالة واحدة فقط إذا أغضبت الزوجة زوجها وجعلته يفقد أعصابه».. وصف «محمد» الرجل الذى يتزوج أكثر من امرأة بأنه رجل طماع.. وعندما سألته عن رأيه فى مسألة الاختلاط.. أجابنى «حسب الأشخاص والجو العام» ضاربا مثلا بمدرساته الإنجليزيات «عندما كان يمرض أحدنا كانت كل المدرسات يحرصن على زيارته والاطمئنان عليه كذلك لو انفردت مدرسة بطالب هناك ثقة وكأننا أخوات».
وفى النهاية تحدثت مع «محمد الكردى» الأول على الدفعة.. قال «محمد» «دراستى وضعتنى على بداية طريق جديد تماما».. حدثنى محمد عن قراءاته للعقاد وطه حسين فسألته «ما رأيك فى مصادرة بعض الكتب مثلما تعرض له الأديبان الكبيران طه حسين ونجيب محفوظ؟».. أجابنى «الحظر هو حق السلطة الدينية للمحافظة على الدين».. سألته «ألا يرى أن النقاب ربما يكون أحد أسباب تشويه صورة الدين الإسلامى فى الغرب؟».. أجاب «ليس بالضرورة على الإطلاق.. النقاب ليس فرضا لكننى لا أرى أيضا أنه يؤثر سلبا على صورة الإسلام».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.