شهد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أمس الاحتفال الذي نظمته جامعة الأزهر بالتعاون مع السفارة البريطانية والمجلس الثقافي البريطاني، لتخريج أول دفعة من طلاب الكليات الشرعية الدارسين بالمركز البريطاني بجامعة الأزهر والذي تم إنشاؤه منذ خمس سنوات. وأكد الطيب أهمية دور المركز في إكساب خريجي جامعة الأزهر خاصة الكليات الشرعية واللغوية مهارات اللغات الأجنبية، لتعزيز التواصل مع الآخرين، ونقل الصورة الصحيحة للإسلام ورسالة الأزهر التي تحمل الوسطية والاعتدال، وكذلك إيجاد جسور بين حكمة الشرق وعلوم الغرب. ودافع عن المركز في محاولة لتبديد المخاوف من احتمالات أن يكون له أهداف غير معلنة يسعى إلى تحقيقها، قائلاً إنه لا يحمل أي أجندة سياسية، بل يسعى إلى حوار الحضارات عبر هذا المشروع، مضيفًا: "لو تقربنا إليهم شبرًا تقربوا إلينا زراعًا"، في إشارة إلى حسن تعاونه مع الأزهر. وتضم أول دفعة يتم تخريجها من المركز 69 طالبًا أزهريًا من كليات الشريعة والقانون وأصول الدين واللغة العربية والدراسات الإسلامية والعربية. وقد تم منحهم شهادات التخرج في احتفال عقد بقاعة الإمام محمد عبده بجامعة الأزهر بالدراسة. وأضاف الطيب في مؤتمر صحفي عقب حضوره حفل تخريج أول دفعة من طلاب الكليات الشرعية الدارسين بالمركز البريطاني بجامعة الأزهر، أن هؤلاء الخريجين حصل الثلاثة الأوائل منهم على منح دراسية للدراسة بالجامعات البريطانية للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه. في حين سيتم إيفاد ال 66 الآخرين إلى أوروبا للعمل وبعض الدول الأفريقية الناطقة بالإنجليزية للعمل كدعاة وكمدرسين حاملين النهج الأزهري الوسطي المعتدل، لافتًا إلى أن الأزهر بدأ وضع خريجيه على خريطة العالم بهؤلاء القادرين على مخاطبة الآخرين برسالة الإسلام والأزهر الصحيحة، ومواجهة الفكر المسيء للإسلام، ونشر رسالة الأزهر الصحيحة لأوروبا والعالم أجمع. وأشار إلى متابعة جامعة الأزهر المستمرة لهؤلاء الخريجين من كليات أصول الدين واللغة العربية والشريعة والقانون والدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، لاستثمار قدراتهم الدينية واللغوية من أجل نقل رسالة الأزهر للعالم. ويحصل الطلاب الخريجون على شهادة مزدوجة لحصولهم علي درجة الليسانس في مادة التخصص وكذلك إتقانهم للغة الإنجليزية من خلال تدريبهم بمركز الأزهر للتدريب وتعليم اللغة الإنجليزية. وأوضح أنه سيتم العام المقبل تعميم التجربة على طالبات الأزهر بالتعاون مع المركزين الفرنسي والألماني لتعلم اللغة لإعداد داعيات أزهريات ومدرسات قادرات على حمل رسالة الأزهر إلى العالم. من جانبه، نفى دومينيك اسكويث السفير البريطاني وجود أجندة خفية من وراء التعاون مع الأزهر في تعليم طلابه اللغة الإنجليزية، وقال إن العلاقات بين المسلمين والغرب ليست لعبة يجب أن يكسبها جانب ويخسرها الآخر، معتبرًا ذلك البرنامج محاولة لتصحيح المفاهيم الخاطئة والسلبية والصور النمطية والجهل، لأنها ليست في مصلحة أحد. وحذر السفير في خطابه من أنه عندما يكون هناك تطرف نخسر جميعا، وعندما يكون هناك عداء نخسر جميعا، وأن سوء الاتصال والمفاهيم الخاطئة واستخدام القوالب النمطية والجهل هي أمور ليست في مصلحة أحد، وأن التأكد من الفهم الجيد للإسلام واحترام المسلمين وعدم السماح لسيطرة الآراء المتطرفة والمتشددة هو بنفس الأهمية لبريطانيا كما هو لهذا الجزء من العالم. وأضاف، أن التأكد من عدم تصور الغرب كعدو لدود للإسلام هو أمر عظيم الأهمية لنا، ولدينا جميعا مصلحة في هذا، وأنا ممتن للأزهر لخلق هذه الشراكة الهامة ومساعدتنا على أن نخطو خطوة نحو تحقيق ما يجب علينا تحقيقه.