أصبحت الأحزاب السياسية عبئاً على المناطق السكنية الموجودة بها، كما تشى بذلك المعارك الأخيرة حول حزب الغد التى أضرت بالسكان والممتلكات المجاورة للحزب، كما تكرر الحدث نفسه مع حزب الوفد قبل عامين، ومع حزب الأحرار عام 1996، مما جعل عمل الأحزاب السياسية فى مصر لا يمثل إزعاجاً للمواطنين فحسب، بل صار خطراً حقيقياً على حياتهم وممتلكاتهم. اليوم السابع التقى عدداً من جيران وأصحاب المحال المجاورة لحزب الغد بشارع محمود بسيونى بوسط المدينة, حيث أكد صالح الذى يعمل بمحل للذهب أن وجود الأحزاب بوسط البلد يشكل خطراً على الأرواح والأملاك، فالناس لا يهمها تلك "الخناقة"، وأن الأحزاب لا يأتى من ورائها سوى المشاكل، فحتى الأعمال العادية لحزبى التجمع والغد من ندوات واجتماعات ومؤتمرات تؤثر على عمل المحل وحياة المواطنين بسبب كردونات الأمن التى تغلق الميدان بالكامل. وأضاف "وقت الأحداث الأخيرة أقفلنا المحل وهربنا خوفاً على حياتنا وأصبت شخصياً بشظية زجاج فى قدمى اليمنى". محمد عامل ببازار سياحى أشار إلى تكسير واجهة البازار الزجاجية قائلاً, إن الأعمال التى تكسرت تبلغ قيمتها 10 آلاف جنيه، وأن عدداً من المحال الأخرى تكسرت مثل النادى اليونانى وجروبى وحتى بيوت المواطنين المجاورة تأثرت بأحداث التخريب. مدير فرع جروبى حمدى عبد العزيز, ألمح إلى تحطم جانب كبير من واجهة المحل، قائلاً "إن الأحزاب تعطل عمل المحل"، مضيفاً أن الناس تخاف من دخول المحل بسبب كردونات الأمن الدائمة حول المكان. وفى حادثة سابقة، اشتكى العديد من سكان العقار الموجود به حزب الغد أثناء إحدى الندوات منذ شهرين من إزعاج الحزب لهم وعدم قدرتهم على النوم بسبب ندواتهم الدائمة ليلاً، وعدم قدرتهم على ركن سياراتهم بسبب كردونات الأمن، واستطردوا قائلين "كيف تنادى تلك الأحزاب بتنظيف البلاد من الفساد بينما هم لا ينظفون القمامة الموجودة أمام مقارهم". كل هذه الشكاوى من جيران حزب الغد تنتهى دائماً بالمطالبة بنقل جميع الأحزاب السياسية بعيداً عن المناطق السكنية، قائلين إنهم يتمنون لو يتم تخصيص أماكن لإقامة الأحزاب السياسية فيها، حفاظاً على أرواح المواطنين وممتلكاتهم التى لم تعد آمنة بسبب وجودها بينهم.