"روان ونورهان" بنتان فى عمر الزهور، خرجتا فى ثانى أيام العيد للتنزه والفسحة كسائر البنات، لكن كانتا على موعد مع القدر، حيث صدمتهما سيارة محافظ بورسعيد التى كانت يقودها سائقه الخاص، حينما كان يسير فى أحد الشوارع الخلفية بحى الشرق، وقيامه بالسير فى الممنوع، وقد اصطدم بروان (7 سنوات) وشقيقتها نورهان (5 سنوات)، عند نزولهما من سيارة التاكسى، والمأساة ترويها أم روان فتقول بحسرة لليوم السابع، "فوجئت أثناء نزولنا من التاكسى ثان أيام العيد، لزيارة ابنة عمتى التى تقطن بحى الشرق، بسيارة تطيح بروان ونورهان، وتطرحهما أرضا وسط بركة من الدماء، ثم حاول السائق الفرار إلا أن المارة أمسكوا به وقال إنه سائق سيادة المحافظ وتم اقتياده إلى قسم شرطة الشرق، وعلى الفور قمنا بنقلهما إلى مستشفى بورسعيد العام الذى رفض دخولهما متعللا بعدم وجود أسرة، على الرغم من أن حالة روان ونورهان من الحالات الطارئة، وأسرع القائمون على استقبال الطوارئ باستدعاء سيارة الإسعاف لنقلهما لمستشفى الجامعة بالإسماعيلية، وحاولنا استعطاف مدير المستشفى، ولكنه أقسم على عدم حجزهما أو إنقاذهما متعللا أيضاً بعدم وجود أماكن ولم يشعر بمأساتهما ومعاناتنا، ورجعنا بسيارة الإسعاف مرة أخرى إلى مستشفى خاصة بعد أن فقدنا الأمل فى المستشفيات الحكومية فى إنقاذهما، ولكننا فوجئنا أمام استقبال مستشفى آل سليمان برفض دخولهما إلا إذا دفعنا 500 جنيه كتأمين مبدئى، ولم تفكر المستشفى ولو للحظة واحدة فى إنقاذهما قبل أن ندفع قيمة التأمين". وقالت أم روان والدموع فى عينيها والحزن يعتصر قلبها "توسلت إليهم لإنقاذهما ولكن دون جدوى إلا أن بعض الأهل دفعوا لى التأمين، ودخلت روان العناية المركزة فى غيبوبة تامة إثر نزيف بالمخ وكسر مضاعف بالجمجمة، ونورهان بكسر بالحوض والفخذ الأيمن، وحالتهما تسوء، والمحافظ الذى تجاهلنا رغم مرور 5 أيام على إصابتهما، لم يكلف خاطره لكى يطمئن على أطفال أبرياء يدفعون ثمن إهمال السائق المتهور الذى يسير فى الممنوع وبسرعة جنونية ويحتمى بحصانة المحافظ". أما والدهما فقال وهو يبكى، إن المحافظ أرسل مدير العلاقات العامة لحسابات المستشفى وسدد لهم 2000 جنيه نظير العلاج، ولكن هذا لا يكفى، مؤكداً أن الفلوس ليست كل حاجه.