"الانتقام والتشفى من المسئولين السابقين لن يبنى مصر، وهناك نية استبداد سياسى قائمة تهدد الثورة مثل المجالس المحلية، رؤساء المدن، القرى، العمد، مشايخ القرى، وغالبيتهم من الحزب الوطنى، وكل ذلك ينذر بخطر"، هكذا قدم د.السيد البدوى، رئيس حزب الوفد وجهة نظره فى الثورة وما يحيط بها، موجها النصيحة لشباب الثورة، طالبهم بأن يفيقوا من نشوة الثورة، قائلا "الحرية لا تعنى الفوضى، والانفلات الأمنى، فهناك 200 ائتلاف ولا يوجد أحد يتكلم باسم الثورة". وأوضح البدوى فى كلمته بنادى روتارى الجزيرة مساء أمس، الاثنين، أن أنجح ثورات التاريخ كانت الثورة الفرنسية، ومدة حركتها الثورية استمرت 15 عاما، تخللها سرقات، وعنف، وفوضى، "أما مدة الحركة الثورية فى مصر لو طالت عن 6 أشهر سيرجع الشعب المصرى يترحم على النظام السابق"، معتبرا أن 3 جهات مسئولة عن الفوضى الحالية، هم الشعب والحكومة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، مشيرا إلى أن الثورة لم يكن لها رئيس أو قائد بل هى ثورة ربانية وإرادة الله، وحزب الوفد شارك فى الثورة من أول يوم، مشددا على أن الثورة لم تحقق أهدافها بعد، فلم تقم إلا باستبدال نظام بنظام، لأن من أهدافها تحقيق حياة كريمة، يسودها العدل والرخاء وهو لم يحدث حتى الآن. ودعا البدوى إلى إجراء الانتخابات بأسرع وقت ممكن، مضيفا أنه من أشد المؤيدين لإجراء الانتخابات فى موعدها سبتمبر المقبل، بدون تأجيل، وأن تكون بنظام القائمة، وليس بالنظام الفردى، رافضا أى أشكال أخرى للانتخابات، نافيا ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة ولم يقرر الحزب بعد مرشحه. وقال البدوى " للأسف حكومة د.عصام شرف غير قادرة على القيام بالمرحلة الانتقالية بعد الثورة، فالوزراء مترددون خائفون، واليد المرتعشة لا تبنى وطنا، والشرطى الخائف لا يحقق أمنا، ووزير الداخلية لا بد أن يكون أكثر تشددا فهو متردد، وعندنا نصف مليون بلطجى فلو ما حسوش إن هناك ضبط وربط فلن نستطيع جميعا أن نخرج من بيوتنا". وفيما يتعلق بالمجلس العسكرى، أكد أن الأسماء الموجودة فى المجلس الحالى "ناس على أعلى مستوى، ومن حسن حظ مصر وجود هذه الأسماء فى المجلس العسكرى الحالى"، ولكن الشعب ينظر للمؤسسة العسكرية على أنها مثال للضبط والربط. وحول تحالف الوفد والإخوان، قال البدوى "الإخوان الآن عندهم حزب الحرية والعدالة، والتحالف معهم وارد فى إطار تشكيل جبهة وطنية موحدة، بشرط الحفاظ على ثوابت حزب الوفد من الدولة المدنية والحرية"، مضيفا أن كلمة تزوير انتهت من القاموس المصرى بغير رجعة، والقوائم النسبية من شأنها أن تعبر عن التمثيل العادل، وما سيصلح مصر هى الديمقراطية، ووجود 200 حزب ضمان للحرية، وممارسة الديمقراطية دون وصاية من أحد ودون أن تكون على أساس دينى أو فئوى أو جغرافى.