رحل فى ساعات متاخرة من مساء أمس، السبت، الفيلسوف والمنظر الفرنسى الكبير ميشيل سيريس، عن عمر ناهز 88 عاما، إذ ولد الفيلسوف الكبير فى أجان 1 سبتمبر 1930، ورحل فى 1 يونيو 2019، اشتهر بمناقشة عدد من القضايا الجدلية مثل الموت والملائكة والوقت. ومن أشهر كتب الفيلسوف الفرنسي الراحل، دروس في الفلسفة الإيجابية" (1975)،"العقد الطبيعي" (1991)، "المناظر الطبيعية للعلوم" (2000)،"العلوم والرجل المعاصر" (2003)، "روايات صغيرة لمساء يوم الأحد" (2006).
وركزت أعمال ميشيل سيريس الأولى، على فلسفة العلوم، وعلى المشكلة الأخلاقية لتقدم العلم وآثاره، كيفية خلق الأخلاق، للنظر فى علم الأخلاق عندما يتم التحالف بين العلم والعنف؟ دحض ميشال سيريس كل الحتمية العلمية، يقوم على عدم اليقين من فيرنر هايزنبرغ باعتباره مجازا للحرية وغير متوقع. فى عام 1977، نشر دراستين مهمتين، الأول، بعنوان "ولادة الفيزياء فى نص لوكريتيوس" ، يقدم كتاب "ريريتوم ناتورا" فى لوكريس، الفيلسوف اللاتينى، عملاً علميًا يتعارض مع قصيدة ميتافيزيقية، مما يلقى ظلالًا من الشك على مفهوم الاستراحة المعرفية.
وانتقد سوكال وبريكمونت، مؤيدو الفلسفة التحليلية الأنجلو ساكسونية، أسلوبه فى كتابهم المثير للجدل "Intellectual Impostures" حيث ينتقد سوكال وبريكمونت الطريقة التى يستدعى بها الفلاسفة وعلماء الاجتماع المفاهيم والنظريات العلمية لدمجهم فى تحليلات العلوم الاجتماعية، حيث المفاهيم والنظريات ليس لها صلاحية.
وتناول ميشيل سيريس موضوع الموت، الوثن، الفن، الدين، فى سلسلة من المقالات التى تبدأ بالتفكير فى انفجار المكوك تشالنجر، إنه يريد أن يُظهر لعالمنا اليوم نتائج الحضارة اليونانية الرومانية - على سبيل المثال من خلال الوظيفة التضحية للتمثال فى الرومان - والاختراعات التقنية فى أواخر القرن التاسع عشر، بما فى ذلك السيارة، من خلال تحليل لباريس الخطة، والتى يقارنها ميشيل سيريس مع تلك الخاصة بالمدينة الرومانية مع إظهار تأثير الاكتشافات العلمية والفنية على التضارى.
إن تأمل ميشيل سيريس فى العلوم وتاريخها وتأثيراتها، يقود الفيلسوف إلى تصور كتاباته وفكره على أنه العديد من الإسقاطات وعمليات نقل المجال العلمى نحو المجال الأدبى، ففى كتابه "Le Gaucher lame"، يقوم ميشيل سيرس برحلة طويلة عبر التاريخ من خلال إخبار قرائه "قصة الكون الكبرى"، يعرض هذا الكتاب تاريخ العالم وعالم التحول من العالم للوصول أخيرًا إلى القرن الحادى والعشرين من ليتل ثومبيلينا.
فى عام 1990، تم انتخاب Serres للأكاديمية الفرنسية ، تقديراً لموقعه كواحد من أبرز المثقفين فى فرنسا، كان له تأثير على المثقفين مثل برونو لاتور وستيفن كونور. شغل منصب أستاذ فى جامعة ستانفورد.
فى مقابلة مع Hans Ulrich Obrist، عبر "سيريس" عن اهتمامه بظهور فلسفة سياسية جديدة تتناول السياق الرقمى للقرن الحادى والعشرين، "أعتقد أن هذا هو أحد الأماكن التى سنحصل عليها القانون، مختلف تمامًا عن ذلك الذى نظم مساحة الفضاء القديمة لدينا".
فى عام 2012 ، حصل ميشيل سيريس على جائزة Meister Eckhart وفى عام 2013 حصل على جائزة Dan David .