حكايات عن رمضان زمان ورمضان دلوقت مع بداية رمضان هذا العام، تبدأ حكايات الآباء والأجداد والخبراء عن رمضان فى الصيف.. محمود حسين من قنا (60 عاماً) يصفه برمضان "المشقة" "كنا نبلل قطعة ملابس ونلفها حول رقبتنا ونبلل المكان الذى ننام فيه، ونستعمل المياه للاستحمام كل ساعة تقريبا، ماكنش فيه مراوح ولا أى شىء، كانت المشقة فى سنوات الحصاد "الشامى والذرة" نذهب للحصاد بعد العشاء، ونشتغل حتى السحور ونكمل حتى الثامنة صباحا، وعندما نحاول النوم لا نستطيع بسبب الحرارة الشديدة، وعدم وجود مراوح ولا كهربا". ويستدرك حسين واصفا الشهر بشهر الخير والبركة "كانت الظروف الاقتصادية صعبة، وماكنش فيه فلوس، وكنا نتجمع فى المغرب، اللى يجيب جرجير وفجل وبصل وكل واحد يجيب حاجة، ونأكل مع بعض فى تعاون جميل، كذلك هذا التعاون يمتد بالليل فمن يستيقظ أولا يوقظ الآخرين". الحاجة نسمة على من سكان القاهرة تصف رمضان منذ 40 سنة النهار كان طويلاً وأقل مجهود تشعر معه بالتعب، وكان بعض الموظفين يرفضون الذهاب للعمل فيه، والآخرون يأخذون إجازات، لم تكن هناك وسائل الترفيه والراحة الموجودة حاليا، فلم تكن هناك مراوح ولا تكييفات ولا أى شىء، وكان الفرد الواحد يستحم أكثر من مرة، وكانت الشوارع ترش بالمياه. كذلك لم تكن هناك ثلاجات لحفظ الطعام، ولذا كان صعبا على السيدة التى تجهز الطعام ولا تستطيع توفيره لليوم الثانى، وهى التى تقف بجوار النار طول اليوم والعرق يتساقط من كل أنحاء جسمها، وكان الحل لبعض السيدات شراء البطيخ ووضعه فى البلكونة فى طبق به أجزاء من الثلج. وفيما يتعلق بالمرضى فى صيف رمضان، وخاصة مرضى الربو والحساسية، تقول السيدة نسمة "على أخى كان مصابا بالحساسية وكان الصيام يؤثر عليه.. ويدخل كثيراً إلى المستشفى". معلومة خبراء الأرصاد عدد الساعات التى يمتنع فيها الصائم عن الطعام والشراب تزيد فى الصيف عن الشتاء، هذا العام نصوم فى أول أيام رمضان 13 ساعة و35 دقيقة، أما فى آخر يوم تبلغ عدد الساعات 12 ساعة و40 دقيقة، إذ أنها تقع فى فصل الخريف. رمضان هذا العام يبدأ مع دخول الصيف، حيث ترتفع دراجات الحرارة خلال الصيام تقريبا لمدة ال 11 سنة المقبلة. الدكتور أنس إبراهيم عثمان عضو المجلس القومى للبحوث الفلكية يقول "إن رمضان هذا العام ليس فى فصل الصيف وإنما فى أواخر الصيف.. وفى فصل الخريف"، وأن رمضان يتقدم كل سنة 11 يوماً، وهى الفرق بين السنة الميلادية والسنة الهجرية، وهذه دورة تمر كل 33 سنة تقريبا، وكانت أول سنة لرمضان فى الصيف فى الدورة الحارة السابقة سنة 1975 وآخر سنة هى 1984، ودخل بعدها نطاق الجو المعتدل. د. رابحة أباظة خبيرة التغذية لها رأى خبراء التغذية يضعون روشتة حتى يكون رمضان هذا الصيف خفيفاً على المصريين وصحياً ومفيداً، فينصحون بأنواع معينة من الأطعمة والمشروبات التى تحتوى على قيمة غذائية عالية، وتعوضنا عن السوائل التى سوف نمتنع عن تناولها طوال فترة الصيام أثناء النهار وطرق الطهى السليمة، وذلك تبعا لقول "المطبخ صيدلية المنزل"، تنصح خبيرة التغذية الدكتورة رابحة أباظة بأن يكون الإفطار خفيفاً، مع الابتعاد تماماً عن الطعام الدسم والدهون، وتناول كميات كبيرة من السوائل والعصائر الطازجة. والابتعاد تماما عن الأطعمه المسبكة، تجنباً لأعراض عسر الهضم وتناول المشويات كبديل لها، مع الحرص على تناول الحساء بجميع أنواعه. د. إيمان الجابرى لها أيضاً ما تقوله "بعد الإفطار يفضل تناول الآيس كريم بدلا من الكنافة والقطايف".. وتنصح الدكتورة إيمان خبيرة التغذية أيضاً بتناول العصائر الطازجة كالجوافة باللبن، والتمر باللبن لاحتوائه على قيم غذائية هائلة. وتعويضاً لكمية السوائل التى يفقدها الصائم، خاصة فى فصل الصيف. وترى د. إيمان أن ذلك يمكن أن يتم من خلال تناول 8 أكواب من الماء موزعة بين الإفطار والسحور، بالإضافة إلى الاستحمام بشكل يومى، وتناول السلطات الخضراء بكل أنواعها، وأيضا سلطات الفواكه. وتؤكد أنه لا توجد أى موانع فى تناول الحلوى كالكنافة، ولكن يشترط عدم تناولها عقب الإفطار مباشرة. د. شريف مبارك يتحدث عن مرضى السكر الدكتور شريف مبارك، خبير التغذية، يقول: إن هناك بعض الحالات المرضية التى يجب أن يمتنع فيها المريض عن الصيام، خاصة أن شهر رمضان يأتى خلال فصل الصيف، ومن هذه الحالات مرضى السكر، وقرحة المعدة، والمصابين بأمراض القلب، وفى حالة الرغبة فى الصيام لابد من اتباع الإرشادات مع الطبيب المختص، ولكن هناك بعض الحالات المصابة بمرض السكر يفضل لهم الصيام مع ضبط كمية الطعام. وعلى كل حال، كل رمضان وانتم بألف خير.
