"الغيطانى": نظام مبارك أسوء من الاحتلال الأجنبى

وصف الكاتب جمال الغيطانى نظام الرئيس السابق حسنى مبارك بأنه أسوء نظام مر على مصر، حتى أكثر من المماليك الذين برعوا فى فنون القتال، وصدوا هجمات التتار، ومن الولاة العثمانيين، وحتى من الاحتلال الأجنبى، فالنظام السابق جرف البلاد، ونهبها بكل طاقته، حتى أن المساحات المخصصة لهموم المصريين فى خطابات مبارك تقلصت على مر سنوات حكمه، حتى اختفت تماما وحل محلها سخرية واحتقار وتجاهل.
وأضاف خلال الصالون الشهرى للكاتب الصحفى أحمد المسلمانى، والذى أقيم مساء أمس الخميس، أنه لا يرى فى الوجوه التى أعلنت ترشحها حتى الآن من يصلح، فيما عادا مرشح واحد فقط من معارضى النظام السابق، وشارك فى الحركات الاحتجاجية عام 2005، رفض الغيطانى ذكر اسمه، واصفا أى مرشح للرئاسة يقول أنه لن يقضى إلا فترة واحدة بالكاذب، لأن للسلطة شهوتها، التى تتنافى مع أى وعود مسبقة، مطالبا بضرورة تأجيل الانتخابات الرئاسية لعام أو أكثر.
وقال الغيطانى إنه أساء تقدير الحركات الاحتجاجية على الفيس بوك فى بادىء الأمر، فقد اعتاد على نضال الشارع، والحركات السرية، وظن أن دعوات الانترنت يصعب تجسيدها، إلا أن ما حدث فى 25 يناير والأيام التالية، أعاد له أمل فقده من سنوات، خاصة بعد علمه بتاريخ عائلة مبارك المعمرة، وظنه أنه لن يحيى يوما يرى فيه عصرا جديدا يبدد العصر المباركى.
وأضاف الغيطانى أنه خلال عمله كمراسل حربى، كان كثيرا ما يسمع عن الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، اذ كانت سمعته جيدة، ومحبوب من الجميع، وفى السنوات الأولى من توليه الحكم كان طموحا، ويمتلك رؤية تنموية، ويذكر الغيطانى أن الرئيس السابق تفاخر فى أحد لقاءاته مع المثقفين ببدلة صنعت بإحدى مصانع المحلة الكبرى، فى أحد المشاريع الهادفة إلى الارتقاء بالصناعة المحلية، الأمر الذى تغير تماما، بعد عدة سنوات من توليه السلطة، حين أصبحت بدله من تصميم كبار المصممين العالمين، فالسلطة لها شهوتها.
وأشاد الغيطانى بإدارة الجيش للأزمة فى الأيام الأولى للثورة، قائلا أن الجيش المصرى منذ أحمس لا يخالف إرادة الشعب، ولا يحيد عن توقعاته، مضيفا أنه حين التحم الجيش بالشعب فى ميدان التحرير، أيقن أن أيام مبارك فى الحكم باتت معدودة، خاصة عند صدور إعلان الجيش الأول، وانعقاد مجلسه بشكل دائم، مشيرا إلى خوف السادات من حدوث ذلك خلال انتفاضة الخبز فى السبعينات، ورفض استمرار الجيش فى الشارع لأكثر من 24 ساعة فقط.
وأكد الغيطانى أنه لا يخشى التيارات السلفية، بل إنه يفضل ظهورها على الساحة بكامل طاقتها، حتى تتمكن التيارات العلمانية الأخرى من قياس قدرتها على مواجهتها، قبل أن تشتد قوة تلك التيارات السلفية، نتيجة لما عانته من قهر فى السنوات الماضية، إضافة إلى الملايين التى ستوجه إليها من دول الخليج، والأنظمة الأخرى التى ستحاول السيطرة على الوضع فى مصر، حتى لا تنتقل عدوى الثورة والتغيير إليها.