تعقد صباح السبت محكمة جنايات طنطا – دائرة أمن الدولة، أولى جلسات محاكمة 49 متهماً فى أحداث الشغب التى شهدتها المحلة الكبرى، والتى اشتهرت باسم "أحداث 6 أبريل". تنظر المحكمة القضية بعد أن أحالها المستشار الأسمر نظير، المحامى العام الأول لنيابات شرق طنطا، إلى محكمة الجنايات. وتضمن قرار الإحالة توجيه 8 اتهامات للمتهمين، منها: مقاومة السلطات، وإتلاف وسرقة ممتلكات عامة وخاصة، وتعريض الرأى العام للخطر، والتحريض على قلب نظام الحكم. كانت أحداث المحلة الأخيرة قد شهدت إطلاق النار ومصادمات عنيفة ودموية بين الشرطة والمتظاهرين، مما أسفر عن سقوط قتيلين من الضحايا الأبرياء، هما محمد مبروك ورضا متولى، نتيجة إصابتهما بطلقات فى المخ والصدر. وألقت قوات الأمن فى هذه المظاهرات على أكثر من 500 مواطن، من بينهم طلبة مدارس، وموظفون، ومهندسون، وأطباء، تم إخلاء سبيل الجميع، ما عدا ال49 متهماً الذين وجهت لهم هذه التهم، وتم تحرير المحضر رقم 598 لسنة 2008 جنايات - ثان المحلة، وصدرت بحقهم عدة قرارات حبس احتياطى، مع الإفراج عن 25 متهما منهم على ذمة القضية، واستمرار حبس ال24 متهما الآخرين فى سجن برج العرب. وتشهد منطقة مجمع المحاكم بطنطا صباح السبت إجراءات أمنية مشددة، حيث فرضت مديرية أمن الغربية كردونا أمنيا حول المجمع، لمنع أهالى المتهمين من التواجد، خشية تجدد المظاهرات وأعمال العنف مرة ثانية. وقال أحمد حجازى محامى المتهمين، إنه سبق الحكم فى القضية على أكثر من 200 متهم بنفس هذه التهم، وحصلوا على البراءة وتم حفظ القضية أما هؤلاء المتهمون فإنهم اعترفوا بارتكابهم بعض هذه الوقائع تحت التعذيب الشديد من جانب ضباط أمن الدولة، مما يؤكد أن القضية وليدة التعذيب. وأشار إلى أن هناك العديد من التقارير الطبية من الطب الشرعى، تؤكد تعرض المتهمين للتعذيب، وتم إرفاق هذه التقارير بأوراق القضية. أما أهالى الضحايا، فيؤكدون أن جهاز أمن الدولة، هو الذى أجبر ذويهم على الاعتراف بالتهم المنسوبة إليهم والتخريب المتعمد. وأشار أمين أبو عمير شقيق المتهم على أبو عمير، إلى أن شقيقه تم حبسه 10 أيام فى أمن الدولة، ومعه بعض المتهمين وهم: أحمد الشيخة، وأشرف بدوى، وحمادة بسيونى، ومحمد جلال، ومحمد الزغبى الذى أخلى سبيله بعد إصابته بارتجاج فى المخ من شدة التعذيب. وأضاف أن شقيقه لم يشارك من قريب أو بعيد فى هذه الأحداث، "وأنه يعمل بورشة سمكرى سيارات بميدان السويقة، ولم نعرف عنه شيئا إلا بعد 21 يوما من القبض عليه أثناء عرضه على النيابة، وشاهدنا عليه أثار التعذيب فى جميع أنحاء جسده"، وطالب بالإفراج عن هؤلاء المتهمين "لأن الشرطة تريد أن تلصق تهما ببعض الأشخاص، لتبرير فشلها فى حفظ الأمن بالمدينة، وفقدها السيطرة على المجرمين والبلطجية". ويقول جلال سلطان والد الشاب محمد جلال 19 سنة، إنه فوجئ بالقبض على ابنته شيماء وخالها طه، "للضغط علينا لتسليم ابنى محمد، وبعد أن تم تسليمه فوجئنا بتوجيه تهمة إليها، مفادها إحراز فرد خرطوش، فى حين أن ابنى لا يعرف شيئا عن الخرطوش، وهو الآن ضمن ال 49 متهما فى أحداث المحلة".