لاقت محاولة الرئيس الأمريكى باراك أوباما للضغط على الرئيس محمد حسنى مبارك للتخلى عن السلطة فشلا زريعا، بعد أن قاد دفة المعارضة لتنفيذ خطة سياسته الخارجية إلا أن الرئيس المصرى أثبت له أنه صاحب قرار التنحى، وفقا لما ذكرته مجلة "فرنتبيتج" الأمريكية. وأشارت المجلة إلى أن خطة البيت الأبيض لرحيل مبارك الفورى من السلطة أظهر نقص معرفتها بثقافة المجتمع المصرى وخطر الانقلاب السريع الذى يدفع البلاد إلى حالة من عدم الاستقرار، كما أثبت أيضا أن الدول الحليفة للولايات المتحدة لا تعتمد على الإدارة الأمريكية فى أصعب الأوقات. وأوضحت المجلة أن خطأ الإدارة الأمريكية ارتكبه أوباما بنفسه من خلال عدم إداركه للموقف السياسى وشخصية الرئيس مبارك، كما أن التطورات والأحداث التى شهدها الشارع المصرى بعد خطاب مبارك جاء على حين غفلة من الإدارة الأمريكية. وبعد أحداث يوم الأربعاء بين مؤيدى ومعارضى مبارك، ازداد الضغط الأمريكى على مبارك، وأصبحت لهجة الإلحاح الأمريكى الشديد واضحة، كما إن اوباما لم يكتف بذلك بل طالب من بعض الدول الغربية ممارسة الضغط أيضا مثل إنجلترا وفرنسا وألمانيا. ولكن مازال عدم إدارك الإدارة الأمريكية لشخصية مبارك وتاريخه العسكرى الطويل خطأ لا تعى له. بالإضافة إلى ذلك، نوهت المجلة إلى أن أى شخصية عسكرية لديها الولاء لزعيمها لا يمكن أن تشارك فى الإطاحة به، فبعد ما أعلن مبارك عن تنحيه فى سبتمبر المقبل، أكد العديد من المسئولين أن الرئيس المصرى يجب تنتهى ولايته بشكل لائق وبفخر. وعلى الرغم من ذلك، أسرعت الولاياتالمتحدة إلى قلب موازين سياستها الخارجية نحو مصر بعد عودة الاستقرار بشكل نسبى وهو اتضح ذلك خلال كلمة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون فى ميونخ عندما قالت إن تنحى مبارك الفورى من السلطة يهدد عملية الوصول السلمى إلى الديمقراطية. وقالت "فرنتبيتج" أن من ضمن عدم فهم الإدارة الأمريكية لطبيعة الشعب المصرى ورئيسه، مقارنة كلنتون بين الرئيس مبارك والرئيس التونسى زين العابدين بن على وأضافت أن الأزمة فى مصر قد سبب دوارا داخل الأدارة الأمريكية ففى بادئ الأمر كانت فى صف الحكومة المصرية إلى أن زاد حجم المظاهرات انقلبت ضدها حتى استقرت الأوضاع نسبيا رجعت مرة أخرى مع الحكومة المصرية.