نائب وزير الإسكان يؤكد أهمية ملف إعادة الاستخدام الآمن لمياه الصرف المعالجة    صديقة مقربة من كيت ميدلتون تكشف تطورات علاجها من السرطان    فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة فى إيران بعد مصرع رئيسي بحادث تحطم مروحية    موقف ميسي من المشاركة في أولمبياد باريس 2024    لحظة اعتماد محافظ شمال سيناء نتيجة الشهادة الإعدادية (فيديو وصور)    حالة الطرق اليوم، كثافات متحركة بشارع شبرا وفيصل وكوبري الجلاء    "أبو بناتي طلع شمال".. أم تتهم زوجها بهتك عرض ابنتيه في الهرم    حبس صاحب أكاديمية وهمية للنصب والاحتيال على المواطنين بالدقهلية    فوز 36 أستاذًا بجامعة القاهرة بجوائز الجامعة للتميز والتقديرية ونجيب محفوظ والتفوق العلمي والتشجيعية    الفائز بجائزة أفضل ممثلة في كان يقاضي سياسية بتهمة إهانة المتحولين جنسيا    الصحة: افتتاح وتطوير 20 قسما للعلاج الطبيعي بالمستشفيات والوحدات الصحية ب10 محافظات    رواتب تصل ل 51 ألف جنيه.. فرص عمل للمصريين بالإمارات (الشروط والأوراق المطلوبة)    أسعار الدواجن ترتفع بأقصى قوة اليوم 30 مايو.. الفرخة تصل ل300 جنيها    الدولار يسجل أعلى مستوياته عالميا مقابل العملات الرئيسية.. قفز بنسبة 0.5٪    نشرة «المصري اليوم» الصباحية.. وزير التموين يعلن تفاصيل كارت الخبز غير المدعم وسعر الرغيف (فيديو).. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الخميس 30 مايو في مصر (حرارة شديدة)    «المحامين» تعلن انتهاء لجنة المعاشات من فحص ومراجعة 165 ملفًا للأعضاء    الإعلان عن نتائج الشهادة الإعدادية لعام 2024 في محافظة المنوفية    4 حالات اختناق وسط جحيم مخزن بلاستيك بالبدرشين (صور)    «البيطريين» تكشف قيمة «إعانات العلاج» المصروفة للأعضاء وموقف باقي الإعانات (تفاصيل)    حدث ليلا: صفعة مدوية لنتنياهو وغليان في تل أبيب وصدمة بأمريكا بسبب كورونا    أحمد خالد صالح ينضم لفيلم الست مع مني زكي: دوري مفاجأة للجمهور    بلينكن يتعهد بدعم مولدوفا ب 135 مليون دولار    عاجل:- قوات الاحتلال تقتحم مدن الضفة الغربية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 30-5-2024    بعد رفع السعر.. تعرف علي تفاصيل كارت الخبز "غير المدعم"    تراجع أسعار الذهب في بداية تعاملات اليوم الخميس 30 مايو    محمد بن زايد: يجب إيجاد أفق سلام فى الشرق الأوسط بتنفيذ حل الدولتين    علاج أول مريض سكري باستخدام الخلايا في سابقة فريدة علميا    السل الرئوي.. الأعراض والمخاطر والعلاج والوقاية    كارثة تهدد حياة 23 مليون أمريكي بسبب كوفيد طويل الأمد.. ما القصة؟    خالد أبو بكر يهاجم "المحافظين": "التشكيك بموقف مصر لو اتساب هتبقى زيطة"    هل تجوز الصدقة على الخالة؟ محمد الجندي يجيب    ثغرة جديدة في نظام تشغيل ايفون.. تفاصيل    بعد تصريحات «شيكابالا».. «كهربا»: «في ناس مبطلة من 2010 بيروحوا البيت لبابا عشان يجددوا»    تريزيجيه يتحدث عن مصيره بعد اعتزال كرة القدم    خالد مرتجي: لن ننسى العامري فاروق.. والخطيب تحمل ما لا يتحمله بشر    الطريق إلى يوم التروية.. خطوات الحج 2024 من الألف للياء    كهربا: الأهلي غير حياتي وأنا رقم 1    ميدو يطالب مجلس إدارة الزمالك بالرد على بيان بيراميدز    العراق.. سماع دوي انفجار في منطقة الجادرية بالعاصمة بغداد    ياسمين صبري: أتمنى أمثل مع توم كروز وليوناردو دي كابريو    ضبط سيدة تبيع السلع المدعومة بالسعر الحر.. نصف طن سكر مدعم و203 زجاجة زيت و800 كيلو عسل    عضو جمعية الاقتصاد السياسي: يمكن للمستثمر الاقتراض بضمان أذون الخزانة    كهربا: أدعم الزمالك والضغط العصبي سبب انفعالي    بيبو: التجديد ل معلول؟ كل مسؤولي الأهلي في إجازة    الجيش الأمريكي يعلن تدمير مسيرتين ومنصتي صواريخ للحوثيين في اليمن    اللواء أحمد العوضي ل"الشاهد": سيناء تشهد طفر غير مسبوقة وتنمية كبيرة    «البوابة نيوز» تهنئ قناة القاهرة الإخبارية على حصدها جائزة التميز الإعلامي العربي    وزير الصحة يبحث مع سكرتير الدولة الروسي تعزيز التعاون في مجال تصنيع الدواء والمعدات الطبية    مع زيادة سعر الرغيف 4 أضعاف .. مواطنون: لصوص الانقلاب خلوا أكل العيش مر    وزير الخارجية الروسي: مساعي الغرب لعزل روسيا ستفشل    أحمد عبد العزيز يكتب // الإدارة ب"العَكْنَنَة"!    بعد مراسم مماثلة ل"عبدالله رمضان" .. جنازة شعبية لشهيد رفح إسلام عبدالرزاق رغم نفي المتحدث العسكري    الحكومة تعلن الانتهاء من خطة تخفيف الأحمال في هذا الموعد    حظك اليوم| برج الثور الخميس 30 مايو.. «ابتعد عن المشاكل»    الإفتاء توضح حكم التأخر في توزيع التركة بخلاف رغبة بعض الورثة    "خلال أيام".. مبابي يكشف موعد الإعلان عن فريقه الجديد    ما هو اسم الله الأعظم؟.. أسامة قابيل يجيب (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سفير تل أبيب فى دولة تويتر.. رحلة حازم عبدالعظيم من نجومية "السوشيال" للسقوط تحت حذاء "التريند".. باع سجلات مصر ل"أورون" الإسرائيلية وتحالف مع البرادعى والإخوان سعيا للوزارة..ويتحرش بالشهرة من بوابة تركيا وقطر
نشر في اليوم السابع يوم 30 - 08 - 2017

"اغتصاب حازم عبد العظيم".. عبارة صادمة ارتقت سباق "تويتر" لتتصدر تريندات الموقع قبل أيام، بالولوج إليها ستفاجأ بمئات التغريدات المنتقدة للناشط السياسى، الذى كان يتمتع بحضور إعلامى وسياسى واسع فى يوم من الأيام، برز الرجل عبر تويتر، وأصبح الآن "مسخرة" ومنتهك الكرامة عبر تويتر أيضا، هذه فلسفة عصر السوشيال ميديا، التى ركب الناشط ورجل الاتصالات حازم عبد العظيم موجتها، ولم يركز فى احتمالية أنها قد تعصف به.
287 تغريدة أعاد الناشط السياسى حازم عبد العظيم نشرها عبر حسابه على "تويتر" خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، أى أن الرجل ببساطة يعيد نشر تغريدة كل 5 دقائق تقريبا، على مدار اليوم ودون توقف، لا ينام ولا يأكل ولا يشرب ولا يقضى حاجاته البيولوجية، وبالتأكيد لا يعمل ولا يكسب مليما واحدا، حتى يظل حاضرا على "تويتر" بهذا المعدل القياسى.

حازم عبد العظيم.. فاترينة الإخوان والباحثين عن "سبوبة"
بعيدا عن العدد الضخم من التغريدات المعاد نشرها، وحتى عن موضوعاتها التى يمكن توقعها قياسا على مواقف حازم عبد العظيم الراهنة، وهى بالمناسبة متحولة بإيقاع سريع ولا يقل صخبا عن إيقاع "الريتويت" عبر حسابه، فإن الأهم هى قائمة النشطاء والمغردين الذين أعاد "عبدالعظيم" النشر عنهم، أكثر الأسماء ترددا فى القائمة بهى الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، الذى يرأسه ناشط حقوقى تونسى، ويرتبط بعلاقات اتصال وتمويل واسعة مع عدد من المنظمات الدولية، ويحضر اسم مديره المقيم فى فرنسا ضمن قوائم المتورطين فى قضايا تمويل منظورة أمام القضاء المصرى، يليه يحيى القزاز، الأستاذ بكلية العلوم جامعة حلوان، عضو الجمعية الوطنية للتغيير وحركة 9 مارس سابقا، وصاحب العلاقات القوية بجماعة الإخوان حاليا عبر رجلها مجدى قرقر، صديقه الشخصى والمتواصل معه بشكل دائم، وممدوح حمزة، المهندس الاستشارى الشهير وصاحب الروابط الاقتصادية بحكومات مبارك، والعائد لصفوف المعارضة بعد فشل محاولاته فى الحصول على تعاقد لمكتبه بمشروع العاصمة الإدارية.
إلى جانب الأسماء السابقة تضم قائمة الحاضرين على حساب حازم عبد العظيم، أحمد البقرى رئيس اتحاد طلاب الإخوان بالجامعات والمقيم بين قطر وتركيا حاليا، وأحمد عبد المطلب وهشام عبد الصبور وأحمد عابدين ومجدى كامل وأسامة رشدى، الكوادر بالجماعة، وحسابين قطريين شهيرين باسمى، جابر الحرمى وحمد القحطانى، تؤكد مصادر قطرية أنهما يُداران من خلال جهات تابعة للقصر الأميرى فى الدوحة، ووائل قنديل وتامر أبو عرب، العاملين بالمنصات الإعلامية الإخوانية والقطرية فى لندن، وصولا إلى حسابات الجزيرة وهافنجتون بوست عربى والتليفزيون العربى وغيرها من منصات قطر والإخوان الإعلامية.. هذه التركيبة فى تداخلها تمثل تسارعا حادا فى الإيقاع، يشبه إيقاع "الريتويت" المشتعل على مدار اليوم، يتقلب بين موجات نشطاء يناير وحلفاء يونيو المنقلبين عليها، وصولا إلى الإخوان الذين كانوا أعداء حتى نجحوا فى استعادة دفة حازم عبدالعظيم، والمتابع لمواقف الرجل منذ ظهور اسمه المجهول على الساحة، يعلم بالتأكيد أنه يلعب دائما بهذه الطريقة المربكة.

البهلوان يبدأ الرقص.. رحلة حازم عبدالعظيم نحو الشهرة
حتى اشتعال ثورة 25 يناير 2011 لم يكن أحد يعرف حازم عبد العظيم، بدرجة ما كان الرجل محسوبا على التكنوقراط، حصل على فرصة كبيرة مع تصعيد أحمد نظيف لرئاسة الحكومة فى ضوء إنجازاته فى البنية التحتية لقطاع الاتصالات، فصعد حاملا معه عددا من رجاله وخدمه المخلصين، وكان منهم حازم عبد العظيم.
بدأ الرجل رحلة المناصب التنفيذية الكبرى فى مايو 2007، إذ اختير مستشارا أول لوزير الاتصالات لشؤون التنمية التكنولوجية، وتولى منصب الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، وظل فيها عدة سنوات موطدا علاقاته بهيكل الحكومة ورأسها، وكانت بوابته الأبرز زينب زكى، سيدة قطاع الاتصالات التى فازت بقلب أحمد نظيف لتكون زوجته الثانية، إذ تلقفها حازم عبد العظيم ليصعد عن طريقها، وحتى يفوز بمودتها منحها كثيرا من المزايا والإجازات حينما كانت رئيسا لشركة الاتصالات المصرية، وتجاوز ما حصلت عليه "زينب" 869 ألف جنيه نظير حضورها اجتماعات الهيئة التى يرأسها حازم عبد العظيم، خلال تسعة أشهر فقط، بينما حصل الرجل نفسه على أكثر من مليون جنيه بين يناير وسبتمبر 2010، ومكافأة جهد خاص واحدة بقيمة 156 ألف جنيه.

حازم ونجمة داود.. البهلوان يبيع معلومات مصر لإسرائيل
بالتزامن مع صعوده داخل منظومة الاتصالات المصرية، كان حازم عبد العظيم مستمرا فى تدشين مشروعاته الخاصة، وتوطيد علاقاته بأطراف أخرى، أسس الرجل شركة باسم "CIT" للبرمجيات، وبالتزامن مع هذا التقى وزير الاتصالات الإسرائيلى أريئيل أتياس، فى مدينة برشلونة الإسبانية خلال العام 2007، وفى 12 يونيو 2009 التقى نافاتالى باتوتستى، رئيس شركة "أورون" الإسرائيلية المتخصصة فى البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات وبرامج التجسس وجمع المعلومات ومنصات المراقبة وأجهزة كشف الكذب وكشف الهوية، فى اجتماع مطول بمدينة طابا، اتفق فيه مع الشركة الإسرائيلية على إنجاز برمجة لشبكة هواتف محمولة إسرائيلية باللغة العربية، إضافة إلى إنجاز أعمال مشتركة فى مجال برمجيات المراقبة والتنصت.
فى وقت لاحق كلّف أحمد نظيف، رئيس الوزراء المصرى الأسبق، رجله وخادمه وصديق زوجته حازم عبد العظيم بإنجاز قاعدة إلكترونية لمصلحة الأحوال المدنية المصرية، تتضمن حصرا للسكان وعددهم وفئاتهم وأعمارهم وأنواعهم ومناطق تركزهم ومستوياتهم الاجتماعية، والمجندين منهم ومن أُعفوا من الخدمة أو فى فترة الاحتياط، وغير ذلك من المعلومات التفصيلية عن قاعدة بيانات مواطنى مصر.
كانت شركة حازم عبد العظيم "CIT للبرمجيات" قد وقعت بروتوكول تعاون مع "أورون" الإسرائيلية فى 2007، تطور فى وقت لاحق لشراكة قوية عبر شراء شركة "عبدالعظيم" لنسبة فى الشركة الإسرائيلية التى يملكها ضباط متقاعدون بجيش الدفاع الإسرائيلى وعناصر من متقاعدى الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" والأمن الداخلى "الشاباك"، وشعبة الاستخبارات العسكرية "آمان"، وتتردد معلومات عبر منصات اقتصادية دولية عن تبعيتها لاستراتيجيات الحكومة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، رغم صيغة ملكيتها الخاصة، ووفق هذه الشراكة تم العمل على قاعدة البيانات بشكل مشترك، ومنح حازم عبد العظيم أسرار مصر ومواطنيها لإسرائيل على طبق رخيص من الشراكة والمصالح الشخصية.

التحرش بالشهرة.. حازم فى خدمة الجميع طمعا فى الوزارة
مع تصاعد موجات ثورة 25 يناير، سعى حازم عبد العظيم للفوز بمساحة ظهور سياسية، ولظروف الارتباك وتداخل مفاتيح اللعب نجح فى النفاذ من بوابة الجمعية الوطنية للتغيير، وصل إلى محمد البرادعى، ووطد علاقته بالرجل، الذى قال عنه فى تغريدة: "عندما قابلت الدكتور البرادعى حصل تحول كبير فى شخصيتى من شخص علمى أكاديمى إلى شخص أكثر إيجابية"، ورد البرادعى التحية بأحسن منها، قائلا عن "عبدالعظيم": "إن الوطنية تسيل من كل جزء منه".
علاقة حازم عبد العظيم بمحمد البرادعى وفرت له ما أراد، فعبر سعيه من خلال الرجل، ومن بوابة آخرين من نشطاء الثورة، طُرح اسمه بطلب مباشر منه لتولى حقيبة الاتصالات فى حكومة عصام شرف، ولكن التحريات الأمنية أثبتت علاقته المشبوهة بإسرائيل، فتم استبعاده من التشكيل المقترح فى ضوء الشبهات المحيطة به، هنا شعر الرجل أن "البرادعى" تخلى عنه، فانقلب عليه لينتهى شهر العسل، وانقلب على اللاعبين الفاعلين فى الساحة وقتها، وفى مقدمتهم المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وبينما كان السبب شخصيا ومدفوعا بأغراض وأطماع، وفرت حالة الشحن السياسى والثورى القائمة فرصة مواتية للرجل للتخفى، وتصدير تحوله وموقفه الجديد باعتباره فعلا ثوريا.
مع الوصول لمحطة الانتخابات الرئاسية فى يونيو 2012، تواصل حازم عبد العظيم مع الإخوان، ودعم محمد مرسى، وكان طرفا مباشرا فى ترتيبات اجتماع فندق فيرمونت، الفضيحة السياسية التى ورطت الجماعة جموع القوى السياسية فيها، سعيا لابتزاز مؤسسات الدولة واللجنة العليا للانتخابات، وضمان فوز مرشحها بالمنصب، وهو ما حدث بعد تحرش بالدولة واعتصام فى ميدان التحرير وتهديد بإشعال الأجواء، ورغم ما قدمه حازم عبدالعظيم للجماعة وقتها، إلا أن كل عروضه وطلباته المباشرة بتولى حقيبة الاتصالات رُفضت من الجماعة، وقتها تكرر موقفه الانفعالى وأعلن الانقلاب على الإخوان، وبحسب مصادر مقربة منه هاتفه وقتها القيادى الإخوانى محمد البلتاجى، هدده بفضح ملفات تعاملاته مع الإخوان وقيادة حملة إعلامية لفضحه وكشف أسراره، فتراجع "عبدالعظيم" مؤقتا، ومع تصاعد موجة رفض الإخوان وتدشين حركة تمرد، عاد ليركب الموجة.
مع نجاح ثورة 30 يونيو حاول حازم عبد العظيم الظهور فى مقدمة الصفوف، كثف تغريداته وظهوره الإعلامى وقتها مروجا للثورة، وتواصل مع دوائر سياسية وتنفيذية خلال تشكيل المهندس إبراهيم محلب لحكومته الأولى، حاول الحصول على حقيبة الاتصالات فى فترة الرئيس المؤقت عدلى منصور، ولكن رُفض طلبه أيضا بسبب الشبهات الأمنية، فأيقن أن عليه الرهان على مرحلة أخرى.
لم يبعد الرهان الجديد ل"حازم"، سريعا ما وضع الرجل عينه على المرحلة الجديدة وفق حساباته الخاصة، فكتب فى 27 يناير 2014: "مبروك.. قضى الأمر، #السيسى #مصر"، وكانت هذه التغريدة تعليقا على بيان صادر عن اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، اعتبر البعض أنه إشارة لقبول ترشح السيسى لرئاسة الجمهورية، فى مرحلة تالية تشكلت الحملة الرسمية لدعم السيسى فى انتخابات الرئاسة، انضم لها حازم عبدالعظيم أمينا للجنة الشباب، ومرت الانتخابات وبدأ تشكيل الحكومة، خرج حازم عبد العظيم من دائرة المرشحين بسبب علاقته بإسرائيل أيضا، فانقلب على موقفه كالعادة.

البهلوان يغير جلده.. أكاذيب حازم عبد العظيم السياسية
فى الشهور القليلة الماضية، حاول حازم عبد العظيم الظهور بمظهر المعارض السياسى، منتقدا النظام الحاكم وحكومة المهندس شريف إسماعيل، وإمعانا فى حالة التضليل حاول الرجل ترويج الأمر باعتباره تحولا عمليا فى الموقف على خلفية سياسات إدارية وقرارات تنفيذية يراها خاطئة، وصرح قبل شهور، وتحديدا فى يونيو 2017، بأنه نادم على المشاركة فى حملة السيسى الانتخابية ودعم ثورة 30 يونيو، وأنه يعتذر لمحمد مرسى والإخوان، وكان عليه العمل معهم بشكل أكثر جدية، متجاهلا أنه عمل معهم بالفعل، وأنه لم ينقلب عليهم وإنما ركب موجة الثورة الشعبية ضدهم.
التدقيق فى موقف حازم عبد العظيم الراهن يكشف أن التحول ليس قريبا هكذا، لم يكن فى يونيو الماضى ولا حتى يونيو الأسبق، ولم يكن بسبب قرارات سياسية أو تدابير تنفيذية، ففى يوليو 2015، وبعد سنة تقريبا من رئاسة السيسى لمصر، بدأ الرجل حملة هجوم على الإدارة المصرية والحكومة، قائلا: "لا أستبعد هاشتاجات الشؤون المعنوية المفضوحة تعمل حملة لإلغاء الدستور.. مهزلة"، مهاجما الجميع ومشككا فى مؤسسة الرئاسة والقوات المسلحة والحكومة والبرلمان الذى يتمتع بحق دستورى وحيد لطرح تعديلات على الوثيقة الدستورية، ولم يكن قد انتُخب بعد، وبينما كان الرئيس ينهى سنته الأولى، كان حازم عبد العظيم يصدر حكما نهائيا على كل شىء، ولم تكن أُثيرت أى موضوعات خلافية بعد، ما يؤكد أن تحول "عبدالعظيم" كان بعد الانتخابات مباشرة، ومع تشكيل حكومة المهندس إبراهيم محلب الجديدة مع الرئيس الجديد، إذ لم يحصل الرجل على الوزارة التى يتمناها، فانقلب على الجميع كما فعل من قبل.
يدعم الحقيقة السابقة، ما قاله حازم عبد العظيم فى تغريدة له يوم 27 أغسطس 2012، مع اختيار الرئيس المعزول محمد مرسى للفريق عبد الفتاح السيسى وزيرا للدفاع، كتب وقتها مهاجما السيسى والقوات المسلحة وطاعنا فى وطنيتهم ومنتقدا الاختيار، ولكن هذا الهجوم لم يمنعه بعد أقل من سنة من الترحيب بثورة 30 يونيو، ثم الانخراط فى حملة الانتخابات الرئاسية داعما للسيسى، ومؤكدا أنه أمل مصر وفرصتها للنجاة من حالة التراجع والاستقطاب السياسى، وداعيا لقتل كل الإخوان فى الشوارع، هذا التبدل السريع لم يغب عن عقل الرجل ومواقفه وتحركاته منذ 2011 حتى الآن، ومن البرادعى ونشطاء الثورة مرورا بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة والإخوان، ملخص الحكاية أنه لا قناعات ولا مواقف حقيقية، فقط مصالح شخصية يتحرك صديق "تل أبيب" وشريكها باتجاهها، وإذا لم تتحقق كما يريد ويشتهى، يعود أدراجه منقلبا على الجميع.

نجم "السوشيال" يسقط تحت حذاء التريند.. ويغازل قطر وتركيا
طوال الرحلة الممتدة لسبع سنوات تقريبا، وظف حازم عبد العظيم علاقاته الاقتصادية ومهاراته التقنية فى التحرش بالشهرة والظهور، عبر من بوابة أحمد نظيف وزوجته لدولاب العمل الحكومى والمكافآت المليونية، وعبر من بوابة الشراكة الإسرائيلية للبروز الإقليمى والأمنى والفوز بالعقود الدولارية، وعبر من بوابة البرادعى والجمعية الوطنية للتغيير لملعب الثورة وترشيحات الوزارة، ومن بوابة الإخوان لصورة المعارض الشرس وصاحب المواقف، ومن الحملة الانتخابية للرئيس السيسى لترويج أنه مؤيد لثورة 30 يونيو، وفى كل معبر من هذه المعابر كان "تويتر" بوابته، يسعى الرجل من خلاله لتدشين تحالفات وترويج أفكار تبدو متعارضة أحيانا، وكأنه يسعى لهدف لا يراه أحد، وهى حالة الفوضى التى لا يمكن قراءتها إلا فى ضوء شراكته مع الإسرائيليين، فكأنك وأنت تطالع حسابه تطالع الصفحة الرسمية لسفير تل أبيب فى دولة تويتر.
قبل أيام سقط حازم عبد العظيم تحت حذاء "التريند"، ليحترق وتتصاعد أدخنته المحملة بالروائح الكريهة فى فضاء الموقع الذى صنع اسمه وأسطورته الخفيفة، دك المغردون معاقله بهاشتاج "اغتصاب حازم عبد العظيم"، استكملوا الأمر لاحقا بهاشتاج آخر "حازم عبد العظيم عايز الدوندو"، واختتموها اليوم ب"حازم عبد العظيم خروف العيد"، وما زال الرجل يواصل تحرشه بالشهرة، فمؤخرا أصبح أكثر إلحاحا على تأكيد دعمه لقطر فى مواجهة موقف الرباعى العربى الرافض لدعم الدوحة وتمويلها للإرهاب، يعيد نشر تغريدات الحسابات القطرية "المجهّلة" وثيقة الصلة بالإدارة السياسية القطرية، وتغريدات أعضاء جماعة الإخوان المقيمين فى قطر وتركيا، ويتبنى مواقف مطابقة لمواقف الدوحة وأنقرة، ويمدح إدارة أردوغان وسياساته الإقليمية، ويحاول صنع جسر عبر صفحته بين نشطاء يناير والمنقلبين على يونيو والساعين لاقتناص مكاسب ومصالح شخصية من بوابة السياسة والمعارضة، تمر الأيام وتستمر التناقضات، ولا يبدو أنه سيتوقف عن هذه اللعبة البهلوانية، ولا يبدو أن سقوطه تحت أحذية "التريند" سيتوقف أيضا.
ربما لا تكون رحلة حازم عبد العظيم فى عالم السياسة والحضور البارز طويلة، إذ لا تمتد لأبعد من 25 يناير 2011، كما لا يمتد حضوره التنفيذى والوظيفى الملموس فى مجال المعلومات لأبعد من 2007، رغم أن الرجل يحتفل هذا العام بعيد ميلاده السابع والخمسين، وملخص الرحلة القصيرة ببهلوانيتها وتحولاتها لا يؤكد أن صديق تل أبيب وسفيرها فى دولة تويتر سيحقق ما يتطلع له من حضور سياسى والفوز بحقيبة وزارية، ولكن تركيبة الرجل النفسية المعتلة، ومرضه بنفسه، وتحرشه بالشهرة وجنونه بالظهور والانتشار، لا تؤكد كلها أنه سيتخلى عن رقصه المعتاد على كل الأحبال المتاحة، سيتواصل الرقص وسيتواصل السقوط، يتصاعد إيقاع التغريد و"الريتويت" ويتصاعد إيقاع الانسحاق تحت أحذية "التريند"، ويظل الأمر كله ظاهرة مُلخّصة لحالة الارتباك التى أنتجها واقع سياسى مهتز، سمح للآتين من المجهول بالتقدم لواجهة الصورة، ونفخ فى البالونات الفارغة حتى امتلأت وتخيلت أنفسها "مناطيد" قادرة على الطيران، ربما تطير أو لا، ولكنها ستظل عرضة للانفجار ب"شكّة دبوس"، وهذه أكبر معضلات حازم عبد العظيم وعذاباته النفسية وفق ما تفضحه المواقف، ويبدو أنه لا شىء أفدح وأكثر قسوة وإيلاما وعذابا نفسيا من أن تكون "حازم عبد العظيم".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.