"إقرأ" بهذه الكلمة بدأ الوحى آيات وسور القرأن الكريم ليخبرنا الله عز وجل عن أهمية القراءة وتأثيرها على الإنسان وإلى أى مدى تغير القراءة الانسان للأفضل. وفى أسيوط نموذج لفتاة مكافحة اجتازت العواقب والعادات والتقاليد وفضلت أن تخرج عن المألوف فى قريتها بمركز ابنوب فبعد ان فاتها قطار التعليم بأكثر من 12 عاما لهثت من أجل اللحاق به ونجحت فى تحقيق ذلك بالتحاقها بفصول محو الأمية ليصل بها القطار من محو الأمية الى التسجيل فى رسالة الماجستير عقب حصولها على البكالوريوس ودبلومة الكيمياء الحيوية ودبلومة المايكروبيولوجى. هبه عبد الظاهر فتاة طموحة تبلغ من العمر 31 عاما نجحت وتفوقت رغم ظروف كثيرة ورغم أن غيرها كثيرات لم يتفوقن رغم أن ظروفهن أفضل منها. قالت هبه انا من مواليد عام 1986 ولدى اشقاء من الذكور واخت واحدة مثل كل التقاليد والعرف المتبع فى قريتنا بمركز ابنوب رفض والدى تعليمى انا وشقيقتى واكتفى بتعليم أشقائى الذكور فقط وتزوجت اختى الوحيدة، حاولت مع والدى تكرارا ومرارا من اجل إلحاقى بالمدرسة الا اننى فشلت ورفض والدى الاستجابة لطلبى. وانا فى عمر ال 18 عاما بدأت الاحظ أن فصول محو الأمية التى فتحت بجوار منزلنا أقنعت والدى بإصرارى على تعلم القراءة والكتابة فقط ووافق بعد إلحاح واصرار وبالفعل بدأت الدراسة وانتهت دراستى فى محو الأمية بحصولى على الشهادة الابتدائية، فلمعت الفكرة فى عينى وطمعت اكثر فى حصولى على الشهادة الإعدادية ونجحت فى الشهادة الإعدادية رغم كم المعاناه الذى عانيته فالدراسة بالمرحلة الإعدادية من اصعب المراحل التى مررت بها، فمن تعلم القراءة والكتابة فجأة الى دراسة العلوم والدراسات الاجتماعية والرياضيات ونجحت فى الشهادة الاعدادية بمجموع 220 ومن هنا بدأت معاناتى الحقيقية فى إقناع والدى بدخول الثانوى العام ورغم رفضه الشديد الا ان أشقائى الذكور ساعدونى فى إقناعه ووافق بشرط ان اكتفى بالثانوية فقط ودخلت ايضا بعدها فى مرحلة صعبة جديده بعد اختيارى لشعبة علمى علوم وأنهيت دراستى فى الثانوية العامة بمجموع أهلنى لدخول كلية الزراعة وأثناء دراستى الجامعية والتى ذقت فيها المرارة بسبب بُعد الجامعة ورفض والدى الشديد التحاقى بالدراسة الجامعية الا اننى حصلت على بكالوريوس هندسة الزراعة من جامعة بنها قسم الكيمياء الحيوية. وحينما رأيت أحلامى تتحقق تدريجيا واصلت التحدى رغم الظروف والامكانيات الصعبة وقررت عمل 2 دبلومة واحدة منهم فى الكيماء الحيوية والأخرى حصلت عليها فى المايكروبيولوجى والاثنان بتقدير عام جيد جدا، والآن وبعد تلك الرحلة المريرة قمت بتسجيل رسالة الماجستير فى الكيمياء الحيوية، واتمنى الا ينتهى عمرى قبل أن أحصل على الدكتوراه. وقالت هبة : أحلامى كثيرة ولا يوجد لها سقف سواء على الصعيد العلمى أو العملى ولكن ما أحلم به وأتمنى تحقيقه هو مقابلة الرئيس السيسى ومصافحته واتمنى أن أخبره عن تعبى حتى وصلت لما فيه الآن، فانا أعلم انه يقدر الشباب ويولى التعليم والشباب عناية خاصة فهم دائما فى مقدمة أولوياته. محو الأمية تكرم هبه بعد تفوقها
شهادة ومبلغ مالي من محو الاميه تكريما لهبه بعد نجاحها
