قنا من أسامة الهواري: أوقد شمعة.. خير من ان تعيش في الظلام.. علي ضوء هذا المثل أنارت سعيدة شحات جبريل من قرية الجمالية بمركز قوص حياتها بالعلم بعدما بددت ظلام الجهل والأمية بالحصول علي بكالوريوس التربية. الرحلة شاقة كما تقول ولكنها تحملت الكثير وان ظروف والدها القعيد وعدم قدرته علي العمل لم تمنع والدتها التي تقوم علي رعاية الأرض وشقيقيها من ان تدعمها وتشجعها علي الخروج من نفق الأمية المظلم حتي تخرجها من حالة العزلة والشعور بأنها اقل من صديقتها أو ابناء جيلها, لذلك قررت الالتحاق باحد فصول محو الأمية لقريتها ومع نهاية الفصل الدراسي كانت قد تعلمت القراءة والكتابة وتقدمت للامتحان وحصلت علي شهادة محو الأمية عام99 وفي نفس العام تقدمت بأوراقها للالتحاق بالمدرسة الأعدادية وتأتي النتيجة لكي تؤكد ان نور العلم أقوي من ظلام الجهل بالأرادة لحصولها علي مجموع يزيد عن95% وقبل أن تتوقف محركات الحلم الجميل في حياتها بأصطدامها بأن التحاقها بالثانوية العامة لا يجوز إلا بالانتساب ولأن حالة اسرتها لا تسمح بالدروس الخصوصية, فقد حطمت حالة اليأس واتجهت إلي المدارس الفنية, وبالفعل التحقت بمدرسة التجارة بنات بقوص وحصلت علي الدبلوم عام2005 بنسبة82% ثم التحقت بكلية التربية وتحافظ علي تفوقها وتحصل علي بكالوريوس التربية, وقد قرر اللواء مجدي أيوب محافظ قنا توفير فرصة عمل لها بمديرية التربية والتعليم فورا, وصرحت سعيدة 27 عاما للأهرام, بأنها كانت تحرص علي العمل في حقول القصب بالفأس, رغم رفض والدتها التي كانت ترغب في تفرغها للتعليم. وأشارت إلي انها ترغب في مواصلة مشوارها التعليمي والحصول علي درجة الماجستير لكنها تنتظر تحسن احوالها المادية, موضحة انها ستفتح فصلا لمحو الأمية لتبديد ظلام الجهل في قريتها.