صدر عن دار العين كتاب جديد بعنوان "الفخار والنسيج وخراطة الخشب إبداع وآليات بقاء"، للباحثة نوران فؤاد، وتقديم المفكر السيد يسين. يتناول الكتاب مجموعة من الأفكار لها علاقة بالثقافة الشعبية والوجدان الشعبى المصرى، من خلال دراسة المهن والحرف الشعبية المصرية عن قرب، وهو ما قامت به الباحثة نوران فؤاد مؤلفة الكتاب فى محاولة للإجابة على سؤال: "هل أثرت العولمة على ملامح الثقافة المادية المصرية"؟ ويشير السيد يسين فى مقدمة الكتاب إلى أن نوران فؤاد تصدت فى كتابها للإجابة على هذا السؤال، مؤكدا على أن كتابها يأتى بمثابة تحليل كامل لهذه الظاهرة من خلال دراسة التحولات التى لحقت بالفخار الشعبى، والنسيج اليدوى، وخراطة الخشب، ويصفها يسين بالدراسة العميقة للصراع بين الأصالة والمعاصرة. فيما تؤكد المؤلفة فى مقدمة كتابها على وجود عدد كبير من التداخلات والتعارضات بين التراث والحداثة، أو بين الثقافة المحلية والثقافة الوافدة، مشيرة إلى أن الحرب الشعبية فى عصر العولمة تأثرت بعدة تأثيرات ومتغيرات خارجية، خاصة بالمؤسسات الدولية، ولم تعد حدود الدول القومية، هى حدود السوق الحديث، بل أصبح العالم كله مجالا للتسويق. وتعرض الكاتبة فى كتابها لثلاث حرف شعبية، فى ثلاث مناطق تمثل عراقة تاريخية لهذه الحرف الشعبية المصرية، إضافة لارتباطها تاريخيا واجتماعيا وجغرافيا، ونفسيا بالمجتمع المصرى، وتمثل هذه المناطق الثلاث حرفة من الحرف الثلاث " الفخار والسجاد وخراطة الخشب" فوقع اختيار الباحثة على منطقة الفسطاط لعراقتها فى حرفة الفخار الشعبى، ووقع اختيار الباحثة على منطقة الحرانية لدراسة حرفة النسيج اليدوى، ومنطقة تحت الربع لدراسة خراطة الخشب. وتقول الكاتبة فى كتابها إن القاهرة كانت مركزا للصناعات الحرفية من العصر الفاطمى حتى العصر المملوكى، ووصلت صناعاتها إلى درجة عالية من النضج، ثم تأثرت لاحتلال مصر، وتفوق المنتجات الأجنبية عليها، وتشير المؤلفة إلى أن هذه الحرف كانت تخضع لنظام الطوائف، مؤكدة على أن هذه المهن جسرا لربط الماضى العريق بالحاضر.