أعلن عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، عن تأييد الموقف العربى لوحدة السودان، حيث ترى الجامعة فى تقسيم أراضيه ضررا بالغا، معربا عن أمله فى أن يؤدى الاستفتاء إلى تأكيد الوحدة، لافتا فى الوقت ذاته إلى ترقب الجميع للاستفتاء واحترام إرادة المشاركين فيه، مشددا على ضرورة أن يكون الاستفتاء ذا شفافية ليكون ذا مصداقية ومن ثم ذا قبول شامل وطنيا وفيما وراء حدود الوطن. وطالب موسى بضرورة تكثيف الجهود وتنشيط التحركات لتسوية المشاكل العالقة لتنفيذ استفتاء تقرير المصير بما يخلق ويؤسس لمناخ السلام والاستقرار للسودان وجيرانه، داعيا من خلال مشاركته فى مؤتمر الدولى لتنمية وإعمار شرق السودان والذى بدأ أعمالة اليوم، الأربعاء، فى الكويت بحضور ممثلى دول ومنظمات إقليمية ودولية، بتوجية رسالة سلام إلى كل الأطراف السودانية تناشدهم بالنبذ الكامل للاحتكام إلى السلاح، وعدم اللجوء إلى العنف والقوة، والتوجه إلى تحقيق الأخذ بلغة الحوار القائمة على المنطق والالتزامات المتبادلة والتكامل والتعايش والتنمية والسلام المشترك. ويأتى حديث موسى عن تأييد وحدة السودان بصراحة عقب أداء بعض تصريحات مسئولى الجامعة الفترة الماضية إلى التباس لدى البعض، حيث أكدت مرارا على احترام إرادة الجنوبيين وتطمينهم لاحترام قرارهم حتى لو كان بالانفصال مما جعل بعض ممثلى الدول العربية فى اجتماع مجلس الجامعة الذى عقد السبت الماضى يعترضون على هذه التصريحات ويعتبروها تشجيع على الانفصال. وتناول موسى فى كلمته التى ألقاها أمام اجتماع التنمية فى الكويت المعاناة التى عاشها السودان نتيجة حروب تواصلت مستمرة أو متقطعة منذ ما قبل استقلاله، مؤكدا أن التكامل والتضامن الهادف إلى عملية التنمية وبصفة خاصة إعمار وتنمية شرق السودان، عمل مطلوب وعاجل، لافتا إلى أن مؤتمر اليوم بمشروعاته الموجهة إلى شرق السودان والتى تربو على المائتين مشروعاً بقيمة مستهدفة تتجاوز أربعة مليارات دولار فى مجالات البنية الأساسية والخدمات والاستثمار يفتح الباب واسعاً نحو إطلاق عملية إنعاش اقتصادى بما تعنيه من إعمار وتنمية، وتحقيق الحد من الفقر وبناء الخدمات الأساسية، وهو ما من شأنه أن يستقطب مساعدات عربية ودولية تمكن من عملية تنمية مستدامة. وأوضح موسى أن عمليات التنمية هذه هى ما تحفظ للسودان كيانه، وتدعم سيادته، ويطلقه نحو المستقبل الأفضل والأكثر أمانا، قائلا "الواقع أنه لا يمكن فصل التأثير المتبادل بين أقاليم السودان.. وقد رحب مجلس الأمن يوم 16 نوفمبر وقبله رحبت القمة العربية الأفريقية فى سرت يوم 10 أكتوبر الماضى بالمبادرة الكويتية لاستضافة أعمال هذا المؤتمر وتم حث المستثمرين والغرف التجارية والمنظمات غير الحكومية والمصارف والحكومات للدول العربية وغيرها للمشاركة فى هذا المؤتمر". وأضاف موسى، "نعلم أن انعقاد المؤتمر الدولى للمانحين والمستثمرين لشرق السودان يأتى فى لحظة سياسية فارقة، تجمع فى ظلها العمل العربى والدولى فى حركة جماعية من أجل دفع المحاور السياسية والأمنية والتنموية سوياً.. والسؤال، هل تأخرنا فى ذلك؟ والإجابة ربما.. ولكن فلننقذ ما يمكن ويجب إنقاذه، وبطريقة واعية وعملية وجادة" - على حد قوله.
