قبل أن تقترب من مبنى السفارة المصرية بالعاصمة اليابانية طوكيو، تصلك أصوات الموسيقى لتؤكد أننا أمام يوم خاص وحدث له طبيعته المميزة، حدث جعل السفارة المصرية بحق عروسة مصرية تتزين بكل أبعاد الجمال الشرقى فى قلب طوكيو، ففى هذا اليوم أقام السفير د. وليد عبد الناصر والسيدة حرمه، بازاراً خيريا لصالح المعهد القومى الجديد للأورام والجمعية اليابانية لتقديم الدعم لعائلات الأطفال المرضى. بعبور بوابة السفارة تنتقل من الموسيقى فقط إلى عالم متعدد الأوجه، عالم يتضمن العديد من الأنشطة بداية من رسم الحناء وارتداء الملابس المصرية، إلى الاستمتاع بفرقة فنية يابانية تؤدى رقصات شرقية الطابع، إلى جانب العديد من المأكولات والمشروبات المصرية بما فيها الكشرى والملوخية والكفتة والكركديه وغيرها الكثير. مجهود كبير يتضح من خلال التجول فى البازار سواء فى الساحة الخارجية لمبنى السفارة أو فى داخل المبنى نفسه الذى تضمن العديد من الأعمال والمشغولات اليدوية، بما تحمله من رسوم فرعونية ونماذج أثرية مصحوبة برائحة القهوة التركية المميزة. علامات السعادة واضحة، ليس فقط لدى المصريين ولكن لدى العرب واليابانيين الذين حرصوا على حضور البازار، والملفت أن عددا من الذين حضروا من الجانب اليابانى كانوا من الشباب المهتمين بمصر وحضارتها والدارسين للشرق الأوسط أو اللغة العربية، وهو ما عبر عنه بعضهم بأنها فرصة لاستعادة مذاق مصر التى زاروها من قبل. من جانبه، تحمل السفير وليد عبد الناصر والسيدة داليا توكل قرينته مسئولية اليوم، فالبازار كونه خيريا أخذ الكثير من الوقت للإعداد له بصورة تحقق المرجو منه من حيث تقليل التكلفة وتعظيم العائد، مع الإبقاء على الجودة المطلوبة، والسعى للوصول لأكبر عدد ممكن من الجهات الراعية، حيث شارك العديد من الشخصيات الرسمية من الجانب اليابانى، فافتتحته السيدة أيرى مايهارا قرينة وزير الخارجية اليابانى، كما شارك فى فعالياته عدد من أعضاء البرلمان ومسئولى وزارة الخارجية اليابانية، بالإضافة إلى عدد كبير من السفراء العرب والأفارقة والأجانب المعتمدين لدى اليابان، وجمال الشاعر المشرف على قطاع القنوات الفضائية المصرية والسيدة حرمه. فى تلك الأجواء كان من الطبيعى أن نتجه للسفير د. وليد عبد الناصر بالسؤال حول البازار وأبعاده والناتج منه، وكيف يقيمه، حيث أكد على الطبيعة المزدوجة للحدث، فهو من جانب يحمل رسالة مهمة كعمل خيرى يدعم مشروعا مهما فى مصر، مؤكدا أنه وفقا للقانون اليابانى لابد أن يشمل الحدث الخيرى جهة يابانية. أما على الجانب الآخر، فإن طبيعة الحضور وعدد من حضر البازار عامل آخر هام فى الترويج لمصر ودعم الجهود الإعلامية، ومما يؤكد هذا البعد وصول عدد الزائرين إلى 1000 زائر على مدار 6 ساعات فقط هى مدة البازار، وهو ما يعد إنجازا حقيقيا، كما أنه يأتى فى ظل عام الترويج الإعلامى لمصر والإعداد لعام مصر فى اليابان 2011. ويؤكد السفير أن تلك الجهود المستمرة من عام لآخر تبدو واضحة فى ارتفاع عدد السائحين اليابانيين لمصر لرقم غير مسبوق تاريخيا، ليصل كما هو متوقع إلى 140 ألف سائح مع ديسمبر المقبل، وبوضع الأزمة الاقتصادية فى الاعتبار يمكن إدراك حجم التطور الذى حدث وما أثمرت عنه جهود السفارة والمكاتب المختلفة فى تحقيق هذا التطور. أشار السفير إلى أن البازار هو الأول منذ 10 سنوات، مؤكدا أن إقامة بازار خيرى يرتبط أولا بالحاجة له وثانيا بالمجهود الضخم الذى يحتاجه، والإعداد له استمر على مدار ثلاثة أشهر تقريبا وشاركت فيه جميع المكاتب الفنية بالإضافة لمكتبى مصر للطيران ومصر للسياحة.