يحتفل اليوم الخميس نجوم الفن فى مصر والوطن العربى بذكرى ميلاد الفنان القدير محمود المليجى، والذى تميز بأدوار الشر فى أغلب أعماله، يعد المليجى من أشهر أبناء جيله والذى تميز بالقدرة على لفت انتباه المخرجين والنقاد منذ وقت ظهوره، عاش ليقدم لنا دروساً فى الحياة من خلال فنه العظيم، كانت معظم أدواره، حتى أدوار الشر، تهدف إلى مزيد من الحب والخير والإخلاص للناس والوطن، كان مدرسة فنية فى حد ذاته. يرصد "اليوم السابع" اليوم أهم المحطات فى حياة "المليجى" على مدار تاريخه المهنى، وهى كالتالى:
1 - ولد المليجى فى عام 1910 بحى المغربلين بالقاهرة، تميز بأدوار الشر التى أجادها بشكل بارع تميز فى أدوار رئيس العصابة الخفى، كما لعب أدوار الطبيب النفسى، ومثل أدوارًا أمام عظماء السينما المصرية رجالا ونساء. 2 - انضم محمود المليجى فى بداية عقد الثلاثينات من القرن الماضى، وكان مغمورًا فى ذلك الوقت إلى فرقة الفنانة فاطمة رشدى، وبدأ حياته مع التمثيل من خلالها، حيث كان يؤدى الأدوار الصغيرة، مثل أدوار الخادم على سبيل المثال، وكان يتقاضى منها راتب قدره 4 جنيهات. 3 - ولاقتناع الفنانة فاطمة رشدى بموهبته المتميزة رشحته لبطولة فيلم سينمائى اسمه "الزواج على الطريقة الحديثة بعد أن انتقل من الأدوار الصغيرة فى مسرحيات الفرقة إلى أدوار الفتى الأول، إلا أن فشل الفيلم جعله يترك الفرقة وينضم إلى فرقة رمسيس الشهيرة، حيث عمل فيها فى وظيفة ملقن براتب قدره 9 جنيهات مصرية. 4- رحل فى عمر ال73 وكان ذلك فى السادس من شهر يونيو عام 1983 إثر أزمة قلبية حادة بعد رحلة عطاء مع الفن استمرَّت أكثر من نصف قرن، قدَّم خلالها أكثر من سبعمائة وخمسين عملاً فنياً، ما بين سينما ومسرح وتليفزيون وإذاعة. 5 - وكما يموت المحارب فى ميدان المعركة، مات محمود المليجى فى مكان التصوير وهو يستعد لتصوير آخر لقطات دوره فى الفيلم التليفزيونى "أيوب" فجأة، وأثناء تناوله القهوة مع صديقه "عمر الشريف"، سقط المليجى وسط دهشة الجميع. 6 – وأطلق عليه لقب "أنتونى كوين الشرق".. بعد أن شاهدوه النقاد يؤدى نفس الدور الذى أداه أنتونى كوين فى النسخة الأجنبية من فيلم القادسية بنفس الإتقان بل وأفضل وأيضا أداؤه فى فيلم الأرض الذى أدّى فيه أعظم أدواره على الإطلاق، فلا يمكن لأحد منا أن ينسى ذلك المشهد الختامى العظيم، ونحن نشاهد المليجى أو "محمد أبوسويلم" وهو مكبَّل بالحبال والخيل تجرُّه على الأرض محاولاً هو التشبث بجذورها، لذلك لقبوه ب"أنتونى كوين الشرق". 7 – عاش فى حى المغربلين، أحد أقدم أحياء القاهرة الشعبية وأشهرها.. ونشأ فى بيئة شعبية حتى بعد أن انتقل مع عائلته إلى حى الحلمية، وبعد أن حصل على الشهادة الابتدائية اختار المدرسة الخديوية ليكمل فيها تعليمه الثانوى، وكان حبه لفن التمثيل وراء هذا الاختيار حيث إن الخديوية مدرسة كانت تشجع التمثيل، فمدير المدرسة "لبيب الكروانى" كان يشجع الهوايات وفى مقدمتها التمثيل، فالتحق المليجى بفريق التمثيل بالمدرسة، حيث أتيحت له الفرصة للتتلمذ على أيدى كبار الفنانين، أمثال: أحمد علام، جورج أبيض، فتوح نشاطي، عزيز عيد، والذين استعان بهم مدير المدرسة ليدربوا الفريق. 8 – فى عام 1936، وقف المليجى أمام "أم كلثوم" فى فيلمها الأول "وداد" إلا أن دوره فى فيلم (قيس وليلى) هو بداية أدوار الشر له، والتى استمرت فى السينما قرابة الثلاثين عاماً، حيث قدم مع "فريد شوقى" ثنائياً فنياً ناجحاً، كانت حصيلته 400 فيلم وكانت نقطة التحول فى حياة. 9 - ولا يجب أن يفوتنا أن محمود المليجى دخل مجال الإنتاج السينمائى مساهمة منه فى رفع مستوى الانتاج الفني، ومحاربة موجة الافلام الساذجة، فقدم مجموعة من الأفلام، منها على سبيل المثال: الملاك الأبيض، الأم القاتلة، سوق السلاح، المقامر وبذلك قدم الكثير من الوجوه الجديدة للسينما، فهو أول من قدم فريد شوقي، تحية كاريوكا، محسن سرحان، حسن يوسف، وغيرهم. لقد مثل محمود المليجى مختلف الأدوار، وتقمص أكثر من شخصية: اللص، المجرم، القوي، العاشق، رجل المباحث، البوليس، الباشا، الكهل، الفلاح، الطبيب، المحامى.. كما أدى أيضاً أدواراً كوميدية. 10 - كان عضواً بارزاً فى الرابطة القومية للتمثيل، ثم عضواً بالفرقة القومية للتمثيل، لقد كان محمود المليجى فناناً صادقاً مع نفسه. 11 - تزوج من رفيقة عمره الفنانة "عُلوية جميل" سنة 1939 على مدى أربعة وأربعين عاماً حتى وفاته، كان إنساناً مع زملائه الفنانين، وأباً روحياً لهم، ورمزاً للعطاء والبذل والصمود أمام كل تيارات الفن الرخيص.