محمود المليجي، ممثل مصري قدم العديد مم الأدوار المختلفة تميز بأدوار الشر التي أجادها بشكل بارع، وتميز في أدوار رئيس العصابة الخفي، ومثل أدوارًا أمام عظماء السينما المصرية، وفي ذكري وفاته يستعيد "الفجر الفني" أهم محطات حياته الشخصية والفنية منذ ميلاده حتي وفاته. 16- ولد الفنان محمود المليجي، في 22 ديسمبر عام 1910، بحي "المغربلين" بالقاهرة، وهو من أصل كردي.
15- نشأ في بيئة شعبية حتى بعد أن أنتقل مع عائلته الى حيّ الحلمية، وبعد أن حصل على الشهادة الابتدائية اختار المدرسة الخديوية ليكمل فيها تعليمه الثانوي.
14- وكان حبه لفن التمثيل وراء هذا الاختيار حيث أن الخديوية مدرسة كانت تشجع التمثيل، فمدير المدرسة "لبيب الكرواني" كان يشجع الهوايات وفي مقدمتها التمثيل، فالتحق المليجي بفريق التمثيل بالمدرسة، حيث أتيحت له الفرصة للتتلمذ على أيدي كبار الفنانين، أمثال: أحمد علام، جورج أبيض، فتوح نشاطي، والذين استعان بهم مدير المدرسة ليدربوا الفريق.
13- يتحدث المليجي عن أيام التمثيل بالمدرسة، فيقول: "في السنة الرابعة جاء عزيز عيد ليدربنا، جذبتني شخصيته الفذة وروعة إخراجه وتطور أفكاره، وكنت أقف بجانبه كالطفل الذي يحب دائمًا أن يقلد أباه وقد أُعجب بي عزيز عيد وأنا أمثل، ومع ذلك لم يُعطنِ دورًا أمثله.
12- جاء له ذات يوم صديق قال له: إن عزيز عيد يحترمك ويتنبأ لك بمستقبل مرموق في التمثيل، فصرخت فيه مَنْ قال لك ذلك؟ أجاب إنه عزيز عيد نفسه وعرفت فيما بعد أن هذا الفنان الكبير كان يقول لي هذه الكلمات من فمه فقط وليس من قلبه، وإنه تعمَّد أن يقولها حتى لا يصيبني الغرور، وكان درسًا لاينسى من العملاق عزيز عيد.
11- أنضم "المليجي" في بداية عقد الثلاثينات من القرن الماضي، وكان مغمورًا في ذلك الوقت إلى فرقة الفنانة فاطمة رشدي، وبدأ حياته مع التمثيل من خلالها، حيث كان يؤدي الأدوار الصغيرة، مثل أدوار الخادم على سبيل المثال، وكان يتقاضى منها مرتب قدره 4 جنيهات.
10- ولاقتناع الفنانة فاطمة رشدي، بموهبته المتميزة رشحته لبطولة فيلم سينمائي اسمه "الزواج على الطريقة الحديثة" بعد أن أنتقل من الأدوار الصغيرة في مسرحيات الفرقة إلى أدوار الفتى الأول.
9- إلا أن فشل الفيلم جعله يترك الفرقة وينضم إلى فرقة رمسيس الشهيرة، حيث عمل فيها ابتداءً في وظيفة ملقن براتب قدره 9 جنيهات مصرية.
8- أطلق عليه الفنانون العرب لقب "أنتوني كوين الشرق"، وذلك أن شاهدوه يؤدي نفس الدور الذي أداه أنتوني كوين في النسخة الأجنبية من فيلم القادسية بنفس الاتقان بل وأفضل.
7- وأيضا أداؤه في فيلم الأرض فقد أدّى فيه أعظم أدواره على الإطلاق فلا يمكن لأحد منا أن ينسى ذلك المشهد الختامي العظيم، ونحن نشاهد المليجي أو "محمد أبوسويلم" وهو مكبَّل بالحبال والخيل تجرُّه على الأرض محاولًا هو التشبث بجذورها.
6- ولم تكن روعة المليجي في فيلم الأرض تكمن في الأداء فقط، بل في أنه كان يؤدي دورًا معبرًا عن حقيقته، خصوصًا عندما رفض تنفيذ هذا المشهد باستخدام بديل"دوبلير"، وأصَّر على تنفيذه بنفسه لم يكن مجرد ممثل، بل كان فنانًا.
5- عاش ليقدم لنا دروسًا في الحياة من خلال فنه العظيم كانت معظم أدواره، حتى أدوار الشر، تهدف إلى مزيد من الحب والخير والاخلاص للناس والوطن كان مدرسة فنية في حد ذاته وكان بحق أستاذًا في فن التمثيل العفوي الطبيعي، البعيد كل البعد عن أي انفعال أو تشنج أو عصبية كان يقنع المتفرج انه لا يمثل، ومن ثم أكتسب حب الجماهير وثقتهم.
4- وقد تحدث يوسف شاهين عن المليجي، فقال: "كان محمود المليجي أبرع من يؤدي دوره بتلقائية لم أجدها لدى أي ممثل آخر، كما أنني شخصيًا أخاف من نظرات عينيه أمام الكاميرا".
3- وقد ترك المليجي، بصماته في المسرح أيضًا منذ أن اشتغل مع "فاطمة رشدي"، حيث التحق فيما بعد بفرقة "إسماعيل ياسين"، وبعدها عمل مع فرقة "تحيَّة كاريوكا"، ثم فرقة المسرح الجديد وبذلك قدم أكثر من عشرين مسرحية، أهمها أدواره في مسرحيات: يوليوس قيصر، حدث ذات يوم، الولادة، أحمد شوقي، علي بك الكبير.
2- رحل عنا وهو في سن الثالثة والسبعين، وكان ذلك في السادس من شهر يونيو عام 1983 على إثر أزمة قلبية حادة بعد رحلة عطاء مع الفن استمرت أكثر من نصف قرن، قدَّم خلالها أكثر من سبعمائة وخمسين عملًا فنيًا، ما بين سينما ومسرح وتليفزيون وإذاعة.
1- وكما يموت المحارب في ميدان المعركة، مات محمود المليجي، في مكان التصوير وهو يستعد لتصوير آخر لقطات دوره في الفيلم التليفزيوني "أيوب".. فجأة، وأثناء تناوله القهوة مع صديقه "عمر الشريف"، سقط المليجي وسط دهشة الجميع.