"جاد أدامز" باحث ومؤرخ بريطانى، يعمل زميل أبحاث زائر فى جامعة لندن، وأرخ لسيرة حياة المؤرخ البريطانى العالمى "تنوى بين" و"إيميلين بانكهرست" رائدة حركة المطالبة بحق الانتخاب للمرأة فى بريطانيا. صدر له مؤخراً كتاب بعنوان "غاندى.. طموح عار"، وهو كتاب يتناول الحياة الجنسية عند زعيم الهند وأبوها الروحى "مهاتما غاندى"، حول هذا الكتاب تحديداً، والجديد الذى يقدمه المؤلف فى هذا الجانب من شخصية غاندى، وعما إذا كان كتابه قد تعرض للهجوم من قبل القارئ الهندى، كان لنا معه هذا الحوار عبر البريد الإلكترونى: ما الجديد فى حياة غاندى والذى حاولت اكتشافه فى كتابك "غاندى.. طموح عار"؟ جميع الشخصيات العظيمة تستحق أن نكتب حول سيرتها الذاتية، بل أن تتباين وجهات نظرنا تجاه تلك السير، وهذا فى رأيى دليل قوى على اهتمامنا بهم، وسعيد جدا أن تكون كتاباتنا تلك إسهاماً من جانبنا لتشكيل عقول الأجيال القادمة، وسبب اختيارى للكتابة عن شخصية غاندى هو مجرد اقتراح قدمه لى أحد أصحاب دور النشر، عندما سألنى عن أى سيرة ذاتية ستكتب الفترة القادمة؟ فكرت كثيراً واخترت الكتابة عن غاندى، فشخصيته معقدة وغامضة وتحتاج لتفسير، ولكن هذا لا يمنع أن كل جانب من جوانب شخصية غاندى تستحق الحديث، سواء كانت الجوانب الجنسية أو الاجتماعية أو السياسية والروحية، وحتى علاقته بالطعام ولم أقصد فى كتابى هذا أن أشوه صورة زعيم الهند. لماذا اخترت أن تكتب عن الحياة الجنسية تحديداً عند غاندى؟ لم أقدم كتابى على أساس أنه يتناول الحياة الجنسية عند غاندى فقط، ولكنه بمثابة محاولة لفهم شخصيته كاملة، خاصة أن شخصيته يشوبها كثير من الغموض، فقد كان "نباتيا" عندما كان طالبا فى لندن، ولم تكن أمور الجنس والسياسة ضمن اهتماماته، ولكن بعد ذلك سرعان ما تبدل وانقلبت حياته رأساً على عقب فأصبح مثالاً للعفة والتعفف فى نظر الكثيرين وزادت رغبته فى بناء مجتمع مثالى، وانشغل كثيراً بقضايا بلاده وتحريرها، وأعتبر اهتمامى بغاندى اهتماماً عاماً وشاملاً عن حياته الجنسية والسياسية والأسرية أيضاً، ولم أركز على الجنس فقط، وكثير من المؤرخين كتبوا عن هذا الموضوع وذكروا فى كتاباتهم أن غاندى تكلم وكتب عن الجنس بصفة عامة وتجربته الشخصية بصفة خاصة. وما الأدلة التى قدمتها للدفاع عن رؤيتك فى هذا الكتاب، خاصة أن كثيرا من الشعوب لا تقبل بفكرة المساس برموزها التاريخية والدينية؟ لا أحتاج للدفاع عن وجهة نظرى، فالكتاب كفيل بالدفاع عن نفسه من خلال ما يحويه من وثائق ومستندات، وسبق لى وأن كتبت العديد من المقالات عن هذا الموضوع تحديداً ولم يحدث أى هجوم، ولا أتوقع أن يحدث ذلك مع كتابى، بل إن الكتاب احتل المرتبة الثانية فى قائمة الكتب الأكثر مبيعاً وقراءة فى الهند. هل عدت لأى وثائق تاريخية عن غاندى لتستخدمها فى حديثك عن حياته الجنسية؟ اعتمدت فى حديثى عن الحياة الجنسية عند غاندى على عدة مؤلفات وصلت إلى 100 عمل عن حياة زعيم الهند، بالإضافة إلى بعض الأعمال التى كتبها غاندى نفسه، ومن بينهم سيرته الذاتية، والتى أرفقها بمزيد من التفاصيل والمعلومات، خاصة فى الثلاثين عاماً الأخيرة من حياته، بالإضافة إلى اطلاعى على مذكرات طبيبته الخاصة سوشيلا نايار شقيقة سكرتيرته، والسيرة الذاتية التى كتبها مهاديف ديساى وهذه المعلومات كلها كنت أول من يطلع عليها. فى رأيك ما فلسفة غاندى الجنسية التى أبرزتها فى الكتاب؟ غاندى كان يرى أن الابتعاد عن الجنس هو أسمى مراحل الارتقاء بالروح، وقد اتخذ هذه الفلسفة منهجاً فى حياته منذ أن قرر الدفاع عن القضية الهندية، والوثائق التاريخية تثبت أن حياته كانت طبيعية، حيث تزوج من فتاة تبلغ خمسة عشر عاماً وأنجب منها، ولكنه عام 1900 قطع على نفسه عهداً بالتفرغ للقضية الهندية، والزهد والتقشف، لكن تبقى قصة خمس نساء تورط معهن غاندى فى علاقة جنسية، من بينهن شقيقة سكرتيرته، وحفيدة أخيه، والقصص المتداولة عن هذه العلاقات تصفها بالغرابة والشذوذ، ومنها أنه كان يأمر أتباعه بتدليك جسده عاريا، أو الاستحمام معهن، كما دعا أتباعه أيضا إلى الزهد وعدم ممارسة الجنس مع زوجاتهن والاستحمام بماء بارد، فور شعورهم بأى رغبة شهوانية، لذلك أقدم فى الكتاب محاولة لفهم هذا التحول المفاجئ فى شخصيته. هل تنوى الكتابة عن شخصيات تاريخية مصرية؟ لم أكتب عن أى شخصية مصرية من قبل، ولكننى أستعد الآن لكتابة عمل يتناول وضع المرأة فى المجتمعات النامية، وتحديداً مصر وتطلعاتها لاقتحام الحياة السياسية فى بلادها. موضوعات متعلقة: باحث بريطانى يكشف علاقات "غاندى" الجنسية