بعدما نجحت جهود الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث فى ضبط تشكيل عصابى مكون من 3 أشخاص تخصصوا فى استقطاب الصبية الأحداث من "أطفال الشوارع"، وفرض السيطرة عليهم تحت تهديد الأسلحة البيضاء واستغلالهم فى أعمال التسول بالطريق العام، والاستيلاء على ما يتحصلون عليه والاعتداء عليهم جنسياً، تم ضبط 6 أطفال وعدد من الآلات الحادة المتنوعة وعبوات "الكلة"، وكلب من نوع ال"وولف" يستخدم فى ترويع الأطفال المجنى عليهم. "اليوم السابع" انتقل إلى أحد الأماكن التى تمكن العميد على شعير، مدير إدارة رعاية الأحداث بالجيزة من ضبط تشكيل عصابى يتخذها وكرا لممارسة أعماله ومكانا لإقامة المتسولين من الأطفال بحديقة بميدان الرماية فى الجيزة، ورصدت عدسات الجريدة صورا للأطفال المتسولين وعددا ممن يشرفون عليهم واقتنصت منهم بعد الاحاديث الصحفية. "محمد" أحد الأطفال نشأ فى مهنة التسول قبل أن يتخطى العاشرة من عمره قال إنه تسرب من المدرسة بعدما فشل فى السنوات الأولى منها فى الدراسة، وقرر البحث عن مصدر رزق يدر عليه بعض الجنيهات دون عناء، حيث أشار إليه أقاربه بالذهاب معهم إلى الشارع للتسول. أوضح "محمد" أنهم يحصدون مئات الجنيهات فى سويعات معدودة، إلا أن فرحته بالمال الذى جمعه تتحول إلى سراب عندما يسلمه للمسئول عنه ويحصل هو على 5 جنيهات أو عشرة على الأكثر، حسب الكفاءة وخفة اليد والقدرة على استعطاف المواطن. وبسؤاله عن الحملة التى شنها رجال مباحث الأحداث على عصابات المتسولين قال: "إنها لم تطله بسبب عدم نزوله الشارع منذ يومين". لم يختلف الأمر كثيرا فى حديقة أخرى بالقرب من الميدان نفسه، حيث كانت "سارة" ذات الأربع سنوات إلا أنها تستطيع التحرك بين السيارات ببراعة كبيرة، إضافة إلى أنها تكاد تكون فقدت إحدى عينيها، وهو ما جعل المواطنين يعطفون عليها. على بعد أمتار من الأطفال المتسولين تجلس سيدتين ترتدين ملابس سواء هما بمثابة "غرفة العمليات" التى تتحكم فى خطة العمل وتديره عن قرب بعيدا عن أعين رجال الشرطة ومباحث الأحداث التى تطاردهم لحظة تلو الأخرى، وأمام السيدتين يجلس طفل صغير نائم بينهما، وبسؤالنا عنه عرفنا أنه "الاستبن" والاحتياطى للأطفال الذين يتحركون فى الشارع، فبعد استيقاظه من النوم يتسلم "الشيفت" الخاص به ويمارس عمله. أهالى المنطقة سردوا "حواديت خيالية" عن المتسولين والمسئولين عنهم وعن الرجل العجوز الذى يرتدى ملابس "الدروشه" ويدير سير الأطفال من بعيد، مؤكدين أن هؤلاء الأطفال يجمعون المال ويصبونه بالكامل بين أيدى المتهمين ولا يحصلون منه سوى على جنيهات معدودات، كما أنهم يتعرضون للاغتصاب من قبل المتهمين الذين يسرقون عرقهم مقابل خمس جنيهات فى اليوم وعلبة كشرى كمكافأة، ورغم أن مجهودات رجال الشرطة لا تتوقف إلا أنهم يتركون المكان ويعودون إليه بين الحين والآخر بحثا عن المال، بينما لا تعرف لهم بيتا أو مأوى سوى الحدائق العامة، يرقد فيها الذكور وسط الإناث دون عازل. لغريب فى الأمر أن الشخص الواحد منهم يحمل العديد من الأسماء "لزوم الشغل" ومنها "حنتيرة وفواكه" وأسماء أخرى.