افتتح فاروق حسنى أمس الأحد مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية وسط لفيف من المسرحيين والنقاد والصحفيين وقد بدأ المهرجان بافتتاحية من إخراج خالد جلال حاول من خلالها أن يقدم جزء من الفن المصرى المرتبط بمكانه واستخدم الأماكن السياحية والأثرية كجزء من الفن فقدم البالية على خلفية ديكورية للمسرح الكبير بدار الأوبرا. وقدم التنورة على خلفية الأماكن الأثرية وقدم الرقص الشعبى على خلفية الأهرامات واستخدم البرج والمعابد الأثرية بالأقصر كجزء من فنون مصر. ويعيب الافتتاحية فقط عدم تناسق الراقصين وبعض العشوائية على المسرح ومحاولة أحد المشاركين إضحاك الحضور بصورة مبتذلة لكن الإخراج ككل كان مشرفا لمصر أمام الحضور العربى والأجنبى. وبعد انتهاء الافتتاحية صعدت الممثلة داليا البحيرى التى تم اختيارها لتقديم الافتتاح وكانت متوترة وتتلعثم فى نطق الكلمات التى كتبت لها. قدمت داليا السيدة مارثا كوانييه الرئيس الشرفى للمؤسسة العالمية للمسرح "I T I" منذ عام 1995 ولمدى الحياة والتى صعدت إلى خشبة المسرح وقالت كلمة مطولة ملخصها أنها سعيدة بوجودها وسط هذا الحشد المسرحى وتتمنى أن يكون المسرح ومساحات التجريب التى تقدم فى المهرجان محرض على الإبداع فى المسرح لدى البعض وختمت كلمتها بقولها "لا نستطيع أن نعيش بدون مسرح". وبعدها صعد إلى الخشبة المسرحى العالمى أنتونى فيلد الذى قدم رسالة مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى وتحدث عن التجريب عبر السنوات القادمة وتحدث عن قيمة المسرح وأهميته بالنسبة للشعوب ومساهمته فى نشر الثقافة والوعى لدى البشرية وأنه بدون مسرح لا حياة. وبعد كلمة أنتونى فيلد صعد النجم الكبير محمود ياسين وقدم الشكر لكل المساهمين فى نجاح المهرجان وتحدث عن تجارب مسرحية عالمية وأهمية التجريب فى الفنون المختلفة وخاصة المسرح وعبر ياسين عن سعادته بالجيل الجديد الذى أتيحت له إمكانيات مساعدة وحرية للتعبير. قدمت بعدها داليا البحيرى أعضاء لجنة التحكيم الدولية التى يرأسها النمساوى جوزيف تسيللر وتضم فى عضويتها الناقد المصرى فتحى العشرى وبعدها قدمت داليا البحيرى المكرمين واحدا تلو الآخر ونالت الفنانة المصرية رجاء حسين وهى أحد المكرمين عاصفة من التصفيق. ثم جاءت لحظة صعود فاروق حسنى وزير الثقافة الذى صعد وأعلن افتتاح الدورة الثانية والعشرين من عمر المهرجان ورحب بالضيوف الأجانب والعرب وكل المشاركين فى المهرجان. وبعد كلمة الوزير أعلنت مقدمة الافتتاح داليا البحيرى عن انتهاء مراسم الافتتاح وبداية استراحة ثم يعقبها عرض الافتتاح وهو العرض المسرحى "بداية العالم" لفرقة مسرح سورجت بروسيا للمخرج ف. ماتيشينكو والعرض يتناول الفترة الزمنية لسكان أرض تقع خلف الرياح الشمالية يطلق عليها "هايبربوريان" بوصفهم مهد البشرية فقد كانت الشمس تطلع عليهم دون احتجاب إذ تشرق وتغرب مرة واحدة كل عام فشكلت حياة أشبه بالفردوس حيث يظلهم ربيع صحو دائم فتورق الثمار والأزهار المختلفة الألوان ويعمهم العدل والوفاق وغابت عنهم أيضا ويلات الشيخوخة وعذابات الأمراض. فالعرض يستند إلى معطيات ظهرت حديثا وحددت الموقع الجغرافى ل "هايبربوريان" وكشفت أن الحضارة اليونانية قد غرست ونمت فى أحضان حضارة أخرى هى حضارة "هايبربوريان" التى تعد أكثر عراقة وتطور فالعرض يبحث عن السكان الأصليين لروسيا الذين هم أحفاد تلك الحضارة. ويعد أجمل ما فى العرض هو عدم اعتماده على اللغة فالتعبير الجسدى والصوتى بعيدا عن إطار اللغة جعل العرض يصل بكل مفرداته للمشاهد أيا كانت لغته.