إذا أردت أن تقابل الكاتب الذى حققت رواياته أعلى مبيعات فى العالم العربى، فعليك أن تحصل على موعد خلال عمله فى عيادته للأسنان. علاء الأسوانى صاحب رواية عمارة يعقوبيان، التى حطمت الأرقام القياسية فى مصر والعالم العربى، قبل أن تتحول إلى فيلم رصدت له ميزانية غير مسبوقة فى تاريخ السينما المصرية، لا يزال فى حاجة إلى عمله كطبيب أسنان لمساعدته على دفع فواتيره. يرى علاء الأسوانى أن طب الأسنان وكتابة الرواية مرتبطان، فالأول يساعده على إيجاد الشخصيات وتطويرها من أجل الثانى، وإذا لم يكن علاء الأسوانى فى جولة حول العالم تتعلق بكتبه، فإنه يقضى الوقت فى عيادته بحى جاردن سيتى ينظف أسنان الشخصيات التى يكتب عنها بشكل غير مفاجئ. ويرى الأسوانى أن كلاً من الطب والأدب يتعاملان مع قضية واحدة وهى البشر، ويعدد قائمة الأدباء العالميين الذين عملوا بالطب، وعلى رأسهم إيمل زولا وأنطون تشيكوف، ويقول: "يمكننى أن أترك طب الأسنان إذا أردت ذلك، لكنى لن أفعل لأن عيادتى هى النافذة التى أتتبع من خلالها المجتمع المصرى". ويرى الأسوانى مصر باعتبارها دولة منهارة. فرواية عمارة يعقوبيان صدمت القراء بتصويرها لدولة فاسدة ومنهارة، تجبر فيها النساء الفقيرات على العمل كعاهرات، ويتجه فيها الشباب الغاضب إلى التشدد الدينى. ومقاعد البرلمان يتم بيعها وشراؤها فى صفقات اقتصادية، وضباط الشركة يستخدمون أساليب التعذيب القاسية خلال الاستجواب.