صدر كتاب "ماذا حدث؟" بقلم سكوت ماكليلان، المتحدث الإعلامى السابق باسم البيت الأبيض لثلاث سنوات (2003-2006)، وصديق الرئيس الأمريكى جورج بوش ومساعده ومستشاره منذ أن كان بوش حاكماً لولاية تكساس، قبل عشر سنوات تقريباً. الكتاب أحدث ضجة كبيرة بعد صدوره فى مايو الماضى، وذلك لأن المعلومات التى وردت فيه، كانت مفاجأة من رجل دافع عن بوش خلال كل هذه السنوات. ووصف ماكليلان حرب العراق فى كتابه، بأنها غير ضرورية، قائلاً: إن بوش «يخدع نفسه». كما لقب واشنطن ب«عاصمة الخداع». وذكر عن كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية، وقبل ذلك مستشارة بوش للأمن الوطنى، أنها «لم تعارض رئيسها واهتمت بسمعتها». الكتاب واجه انتقادات كثيرة من قبل الإدارة الأمريكية، حيث عارضت دانا برينو المتحدثة الإعلامية الحالية للرئيس بوش كثيراً من المعلومات والتفاصيل الواردة فيه. وقالت إن رئيسها انتقده أيضاً، وكذلك فعل فلايشر المتحدث السابق باسم الرئيس بوش، والسيناتور السابق بوب دول من قادة الحزب الجمهورى، الذى أرسل رسالة إلى المؤلف، وصفه فيها بأنه «مخلوق تعيس»، وأنه «عض اليد التى أطعمته»، وأنه «لم يملك الشجاعة فى الماضى ليقل ما يقوله الآن». قدم ماكليلان فى كتابه تفاصيل كثيرة، وربما أهمها حملة الدعاية التى خطط لها البيت الأبيض لإقناع الأمريكيين وبقية شعوب العالم بغزو العراق. ورغم أن ماكليلان لم يقدم تفاصيل جديدة، إلا أنه يعيد التأكيد على أن الرئيس بوش قاد، حقيقة حملة خداع، جند لها كل أجهزة الحكومة، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً. وكما قال ناشر الكتاب، صار واضحا أن الأمريكيين غيروا رأيهم فى غزو العراق (أيدها ثمانون فى المائة، والآن يعارضها ثمانون فى المائة). ولهذا كان لابد من شيئين يعتبران مسؤولية تاريخية، ومسؤولية أخلاقية بمعرفة تفاصيل ما حدث. ومعرفة من يتحمل المسؤولية فى حرب العراق. وقبل أيام أعلن عضو الكونجرس روبرت واكسلر (ديمقراطى ولاية فلوريدا)، ورئيس لجنة الشئون الدستورية والحريات، أنه سيطلب من ماكليلان المثول أمام اللجنة، وأداء القسم، وتقديم تفاصيل «قانونية» عما حدث فى حرب العراق. وتبنت شركة «بابليك افيرز» نشر الكتاب، وهى شركة شبه صحفية. ومؤسسها ورئيسها هو بيتر اوسنوس، الذى كان صحفيا فى جريدة "واشنطن بوست، والمعروف بمعارضته للرئيس جورج بوش. وكثير من الكتب التى نشرتها شركته، فيها نقد لسياسات بوش. ومنها كتاب «فقاعة» للكتاب جورج سيروس، بليونير الاستثمارات المهاجر من المجر، ومؤسس موقع «موف اون» المعارض لبوش فى الإنترنت. وكان "فقاعة" من أوائل الكتب التى انتقدت بوش سنة 2005. ومؤخراً، نشرت الشركة كتاب (لا نرى النهاية لحرب العراق)، الذى كتبه شارلز فيرجسون، ثم أخرجه كفيلم وثائقى.