ذكرت صحيفة ها آرتس الإسرائيلية أن عدداً من المسئولين الإسرائيليين وجهوا انتقادات شديدة اللهجة لرئيس الوزراء الإسرائيلى السابق إيهود أولمرت، بعد أن كشف فى كتاب جديد له يتناول مذكراته بعض أسرار الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة "الرصاص المصبوب" وبعض الأسرار العسكرية خلال فترة ولايته. وأضافت الصحيفة أن مسئولين إسرائيليين كباراً اطلعوا على مسودة الكتاب الذى يعكف أولمرت على إعداده، حيث إنه كشف بأن وزير الدفاع إيهود باراك توجه خلال عملية "الرصاص المصبوب" إلى عدد من وزراء الخارجية الأجانب بدون علم رئيس الوزراء فى محاولة لبلورة اتفاق وقف إطلاق النار. وأكد المسئولون أن الخلافات الأخيرة بين أولمرت وباراك أدت إلى كشفه أسرار دولة، إلا أن باراك أيضا لم يسلم هو الآخر من الانتقادات، حيث اتهمه المسئولون الذين قرأوا مسودة الكتاب بأنه قام بتصرفات بدون معرفة نتائجها، كما وصفه باراك بالإنسان "المعتوه" لكشفه أسراراً تخص الدولة. وقالت هاآرتس إن المصادر المطلعة أشارت إلى أن الكتاب يمر فى مراحله التحضيرية، وأن عشرات آلاف الكلمات كتبت منه، وأن هناك فصولاً أخرى يقوم أولمرت هذه الأيام بتحريرها، حيث تتناول بعض فصوله المسار السياسى وعلاقة أولمرت بزعماء العالم، وحول كيفية تعامله مع قضية الأسرى واللاجئين. وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن أولمرت كان قد انتقد بشدة أداء باراك خلال فترة ولايته، مضيفة أن سياسيين إسرائيليين يعتقدون أن أولمرت يقصد ما تم نشره فى وسائل الإعلام الأجنبية حول الضربة التى وجهتها إسرائيل إلى المفاعل النووى السورى فى مدينة "دير الزور" فى شهر سبتمبر 2007. ونقلت الصحيفة عن مدير حزب العمل سيرى فيتسمان وهو يعتبر الشخصية الأبرز فى الحزب المدافعة عن باراك قوله "إن أولمرت يعرض الدولة للخطر جراء تصريحاته هذه، وأنا أتلقى اتصالات من المقربين لأولمرت يقولون إنه خرج عن حدود المعقول فى تصريحاته، وإنه تحدث عن جلسات سرية جدا". وأدان اللواء احتياط فى الجيش الإسرائيلى عوزى ديان الذى شغل فى الماضى منصب نائب رئيس هيئة الأركان ورئيس لجنة الأمن القومى حاليا تصريحات أولمرت معتبرها تفوهات غير مسئولة، قائلا "إن أولمرت يكشف أحداثاً يعرفها من خلال توليه منصبه السابق، وهو يفعل ذلك كى يرفع من شأن كتابه". وأوضحت هاآرتس أنه من حظ باراك أنه سيكون عضواً فى اللجنة المكونة من ثلاثة وزراء التى ستقرر السماح بنشر الكتاب أو عدمه أو حذف أجزاء منه، مضيفة بأنه بحسب القانون الإسرائيلى فإنه يمنع نقل معلومات من شخصية حكومية وصلت له من خلال منصبه، وعند وصول الكتاب إلى اللجنة يستطيع باراك منع نشر الكتاب بحجج قانونية مختلفة.