الصراع مع "الأوقاف" يتجدد بسبب مساجد الاعتكاف.. السلفيون يصرون على الاعتكاف بمساجدهم دون الالتزام بمحددات الوزارة.. واجتماعات مكثفة لقيادات الدعوة لبحث الأزمة.. وعدم الإمامة شرط الاعتكاف فى 141 مسجدا

بدأت أزمة من جديدة بين الدعوة السلفية ووزارة الأوقاف بمحافظة الإسكندرية بسبب مساجد الاعتكاف، حيث يصر قيادات الدعوة السلفية على الاعتكاف بمساجدهم دون الالتزام بالمساجد المحددة والمعلنة من قبل وزارة الأوقاف، فى حين أعلنت مديرية أوقاف الإسكندرية تحديد 141 مسجدا للاعتكاف لجميع المصلين بمن فيهم السلفيين، والذين سمحت لهم بالاعتكاف شرط عدم إمامة المصلين.
كما تعيش الدعوة السلفية بالإسكندرية حالة من التخبط من أجل تثبيت مكانهم فى العشر الأواخر من شهر رمضان وتخصيص أماكن للاعتكاف تحت اسم الدعوة السلفية لتجمع فيها مؤيديها ورموزها السلفية فهى الفرصة الأخيرة لكى لا تفقد الدعوة مكانتها وسط المريدين، بعد تشديدات وزارة الأوقاف منذ اليوم الأول من شهر رمضان ومنع قيادات الدعوة من الخطابة وإمامة المصلين بالمساجد.
وخصصت مديرية الأوقاف بالإسكندرية 141 مسجداً بالمحافظة للاعتكاف وقرار بغلق جميع المساجد والزوايا عقب صلاة التراويح، وتم تجهيز المساجد بجميع الوسائل المخصصة لخدمة المصلين خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
ووزعت وزارة الأوقاف مساجد الاعتكاف طبقاً للكثافة السكانية بالمناطق وكان نصيب منطقة الرمل 30 مسجداً، يليها محرم بك التى خُصص فيها 25 مسجداً ثم المنتزه 17 مسجدا، والعجمى 16 مسجدا، والعامرية 11 مسجدا، غرب الإسكندرية 11 مسجدا، ووسط 13 مسجدا، وشرق 9 مساجد، والجمرك مسجد واحد.
وقررت مديرية الأوقاف بزيادة عدد المساجد المخصصة للاعتكاف إلى 141 مسجد بعد ما كانت 40 مسجداً فقط خلال العام الماضى، وذلك بناء على رغبة المواطنين ولخدمتهم خلال شهر رمضان.
وشدد الدكتور عبدالناصر نسيم، وكيل أوقاف الإسكندرية، على ضرورة الالتزام بالمساجد المخصصة والمعلنة من قبل الأوقاف بالاعتكاف خلال العشر الأواخر من شهر رمضان.
وأكد فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن إغلاق جميع المساجد والزوايا غير المخصصة للاعتكاف عقب صلاة التراويح مباشرة طبقاً لتعليمات الوزارة ولا يسمح فيها بالصلاة عقب التراويح.
وأشار إلى أن الأوقاف أعدت خطة لتخصيص هذه المساجد طبقاً لشروط معينة، من شأنها أن توفر سبل الراحة للمصلين وتراعى فيها الكثافة السكانية.
وقال مصدر بالأوقاف ل"اليوم السابع" إن الأوقاف سمحت للدعوة السلفية بالاعتكاف بالمساجد بشرط عدم إمامة المصليين والالتزام كأى مواطن عادى داخل المسجد أثناء العشر الأواخر من شهر رمضان.
ومن جانبها تعقد الدعوة السلفية اجتماعات مكثفة لكيفية الخروج من المأزق ومحاولة استبدال المساجد المعروفة بالزوايا خاصة بمناطق السيوف والعوايد ومنطقة أبيس بالإضافة إلى منطقة خورشيد والزوايدة والعامرية غرب المحافظة لمحاولة السيطرة على الزوايا وفتحها للاعتكاف خلال العشر الأواخر من شهر رمضان.
وأكد مصدر بالدعوة السلفية بالإسكندرية أن قيادات الدعوة سيعتكفون بالمساجد التى يعتكفون بها كل عام، ومنها يعتكف المهندس عبدالمنعم الشحات، بمسجد بمنطقة المنتزه، ويعتكف الشيخ شريف الهوارى، بمسجد النور غرب الإسكندرية، والشيخ أحمد حطيبة بمسجد نور الإسلام بباكوس، بينما هناك جدل حول اعتكاف الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، بعد منع الأوقاف بالاعتكاف بمسجد الخلفاء الراشدين بأبو سليمان، وهو ما بين مسجد بمنطقة العوايد أو ابيس، والنائبان أحمد الشريف وأحمد خليل خيرالله بمنطقة العامرية بالقرب من مناطق سكنهم.
وأضاف أنه بسبب تضييق خناق الأوقاف على شيوخ الدعوة السلفية استبدلوا محاضراتهم ودروسهم من المساجد إلى الإنترنت وبثها على شبكة التواصل الاجتماعى ومنهم الشيخ ياسر برهامى، وإسماعيل المقدم، والداعية محمد الغليظ الذى كان يحاضر فى مسجد الملتزم بمنطقة زيزينيا.
وأشار إلى أن اجتماعات الدعوة السلفية شملت على كيفية تنظيم ساحات صلاة العيد بأشهر المناطق التى يجتمع فيها مؤيدى الدعوة السلفية فى اشهر الساحات ومنها العوايد وأبو سليمان، وشارع 45 والرمل والعامرية ومنطقة سيدى بشر الترام، التى أكدت رموز الدعوة على ضرورة إقامتها لإدخال السرور والفرحة على أبناء الدعوة السلفية فى عيد الفطر المبارك.
ومن جانبها أكدت مديرية الأوقاف أن ساحات عيد الفطر هى 221 ساحة فقط لا تحمل أسماء جماعات أو أفراد أو أحزاب جميعها تابعة للأوقاف وليست تابعة لأحد، وشددت الأوقاف على استخدام ساحات أو تنظيم أماكن للصلاة بدون علم الأوقاف خاصة أن عدد الساحات كثيرة وتم رفع العدد الذى تلتزم به الأوقاف كل عام نظرا لزيادة الأعداد والكثافة السكانية للمواطنين، وذلك تحت رعاية وإشراف وزارة الأوقاف.
يذكر أن الدعوة السلفية وأوقاف الإسكندرية شهدت صراعاً كبيراً منذ اليوم الأول من شهر رمضان بعد منع الشيخ أحمد حطيبة من إمامة المصلين فى صلاة التراويح، لعدم تبعيته للأوقاف ووقعت مشادات مع أحد التابعين للدعوة السلفية ووكيل وزارة الأوقاف وحاول الاعتداء عليه اثناء خروجه من المسجد، وذلك فى أحد معاقل الدعوة السلفية بمسجد نور الإسلام، ومحاولة إغفال قيادات الأوقاف باستبدال المسجد بأحد الزوايا بمنطقة ابو سليمان.
موضوعات متعلقة..
- بالانفوجراف.. تعرف على مساجد الاعتكاف بالإسكندرية