ظاهرتا الاغتراب و التمرد من أكثر الظواهر بروزاً فى الكتابات الحداثية، هذا ما يؤكده كتاب "الحداثة الشعرية" فى مصر الصادر عن هيئة قصور الثقافة ضمن سلسة كتابات نقدية لمؤلفة الدكتور "محمد السيد إسماعيل"، ويتناول الكتاب المفهوم المعاصر للحداثة، مشيراً إلى أن الحداثة الشعرية المعاصرة لا تتحقق دائما داخل إطار الشعر الملتزم، وإن كانت قد تحققت داخل هذا الإطار فى مراحل شعرية سابقة فإن ذلك يرجع لاختلاف طبيعة تلك المراحل عن طبيعة العصر الحديث. ويضيف الكتاب أنه بهذا المفهوم لا تتحقق الحداثة الشعرية لأية قصيدة تكتب داخل إطار شعر التفعيلة إذا لم تقف وراء هذا التشكيل الجديد رؤية جديدة خاصة به، مراعياً فى ذلك طبيعة المرحلة التى يعبر عنها غير مقلد نموذج شعرى سابق سواء كان تراثيا أو غربيا. ويتناول الكتاب الحداثة ومفهومها وارتباطها بالواقع الاجتماعى المعاش عبر بوابة الشعر، مستدعيا أسماء لها حضورها الشعرى المتميز مثل الرواد" صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطى حجازى ومحمد إبراهيم أبو سنة ومحمد مهران السيد".