من أوراق عمنا سيد حجاب شاعر العامية أن نشئته فى مدينة المطرية بالدقهلية، وهى مدينة صيادين صغيرة على ضفاف بحيرة المنزلة، كان لها تأثير كبير فى شعره، ووضح ذلك فى ديوانه الأول "صياد وجنية"، وفى إحدى ندوات القاهرة التقى حجاب الشاعر عبد الرحمن الأبنودى، ونشأت بينهما صداقة وقتها، ثم تعرف بعد ذلك إلى أستاذه صلاح جاهين، الذى تنبأ له بأنه سيكون صوتا مؤثرا فى الحركة الشعرية. وفى منتصف الستينات من القرن الماضى احتفى المثقفون بأول ديوان له "صياد وجنية"، وبعدها انتقل إلى الناس عبر الأثير من خلال مجموعة البرامج الإذاعية الشعرية "بعد التحية والسلام" و"عمار يا مصر" و"أوركسترا"، وقد كان الأبنودى يقدم معه البرنامج الأول بالتناوب، كل منهما يقدمه 15 يوما، وبعد فترة انفصلا وبدأ كل منهما يقدم برنامجا منفصلا، كما شارك سيد حجاب فى الندوات والأمسيات الشعرية والأعمال التليفزيونية والسينمائية فى محاولة للوصول للجمهور. ويبقى التتر هو الوسيلة الأقوى سحرا وتأثيرا فى قلوب الناس، وهى أيضا الطريقة التى جعلت من عم سيد حجاب رجلا يلمس ويحرك مشاعر وقلوب الناس ويدخل كل بيت مصرى من خلال كتاباته وموضوعاته ومفرداته الفريدة التى كتبها فى أغلب وأهم تترات الأعمال الدرامية، والتى أصبحت تاريخا فنيا مهما يعادل قوة العمل الدرامى عند مشاهدته، ليصبح عم سيد حجاب هو ملك التتر، لأنه هو من صنع فكرة التتر الغنائى الذى نعيش معه حتى الآن فى مسلسلاتنا. مسلسل "ليالى الحلمية" "منين بيجى الشجن، من اختلاف الزمن.. ومنين بيجى الهوى، من ائتلاف الهوى.. ومنين بيجى السواد، من الطمع والعناد.. ومنين بيجى الرضا، من الإيمان بالقضا".. هى مقدمة تتر البداية من مسلسل "ليالى الحلمية" الذى عاصره أجيال عديدة نظرا لتعدد أجزائه، وفى تتر النهاية كتب الشاعر الكبير "ولفين ياخدنا الأنين، لليالى ما الهاش عينين.. ولفين ياخدنا الحنين، لواحة الحيرانين.. ما تسرسبيش يا سنيننا من بين إيدينا.. ولا تنتهيش، ده احنايا دوب ابتدينا.. واللى له أول، بكرة حيبان له آخر.. وبكرة تفرج، مهما ضاقت علينا".. كلمات ما زلنا نحفظها رغم اختلاف الزمن. مسلسل أرابيسك موسيقى عمار الشريعى وكلمات سيد حجاب وصوت حسن فؤاد فلا أروع من أن يجتمع كل هؤلاء فى تتر مسلسل "أرابيسك"، فكلمات حجاب المعبرة ما زالت "ترن" فى الآذن "وينفلت من بين إدينا الزمان، كإنه سحبه قوس فى أوتار كمان، وتنفرط الأيام عود كهرمان، يتفرفط النور والحنان والأمان". مسلسل المال والبنون "قالوا زمان دنيا غنية وغرورة، قلنا واللى تغره يخسر مصيره.. قالوا الشيطان قادر وليه ألف صورة، قلنا ما يقدر على اللى خيره لغيره".. وحتى اليوم لا تزال كلمات المسلسل للشاعر سيد حجاب، عالقة بالذاكرة مع صوت على الحجار الذى أبدع فى التعبير عن صراع الخير والشر الذى يدور حوله أحداث المسلسل. مسلسل الشهد والدموع ويجتمع الثلاثى الرائع سيد حجاب وعمار الشريعى وعلى الحجار ليبدعوا فى تتر مسلسل آخر هو "الشهد والدموع" الذى كانت تقول كلماته "تحت نفس الشمس وفوق نفس التراب كلنا بنجرى وراء نفس السراب، كلنا من أم واحدة أب واحد دم واحد بس حاسين باغتراب" باقيه ومعبرة عن أحداثه حتى اليوم. من الذى لا يحب فاطمة "مين اللى ما يحبش فاطمة" سؤال وجهه الشاعر سيد حجاب للجمهور فى بداية تتر مسلسل "من الذى لا يحب فاطمة"، بصوت محمد ثروت، وألحان ميشيل المصرى "بين ريح وأمواج متلاطمة واسود غطيس واصفر رنان، مين اللى ميحبش فاطمة لو فاطمة طاقة نور وحنان، بين غربتك فى ديار أهلك وغربتك فى بلاد الله".. بوابة الحلوانى بصوت على الحجار المميز وألحان الموسيقار بليغ حمدى وكلمات المبدع سيد حجاب، يحكى تتر "بوابة الحلوانى" الأشهر على الإطلاق حكاية فترة مهمة فى تاريخ مصر، وأصبح تعبير مقدمة المسلسل الذى يقول إن من بنى مصر "حلوانى" أحد التعبيرات الدارجة فى العامية المصرية بسبب نجاح وانتشار المسلسل.. تترات الأغانى السابقة التى كتبها شاعرنا سيد حجاب وسجلت نفسها كعلامات فى عالم الشعر الغنائى هى مجرد جزء بسيط من تاريخ شاعرنا الكبير أردنا رصده لنعود به إلى ماضينا الجميل. موضوعات متعلقة.. - رئيس المؤلفين والملحنين يتوجه للبحرين لبحث حقوق الملكية الفكرية
