عقب انتهاء الصائمين من صلاة التراويح فى المساجد كل ليلة، يعودون مسرعين إلى بيوتهم للالتفاف حول جهاز التليفزيون فى صالة المنزل، منتظرين بفارغ الصبر ابتداء حلقة جديدة من حلقات مسلسل يتابعونه بشغف، ارتبطوا به منذ أول حلقة، يحفظون مشاهده جيدا، ثم يتغنون بمقدمته الغنائية التى ترتبط فى أذهانهم بالمسلسل، كلمات شارات المسلسلات الرمضانية التى ألفها الشاعر الكبير سيد حجاب، وغناها محمد الحلو وعلى الحجار فى التسعينات، باقية فى ذاكرة كل مصرى، أبية على النسيان، لأنها جسدت الواقع المصرى بكل تفاصيله، أضفت على العمل الدرامى بعدا فنيا رائعا، فصارت من الأعمال التراثية التى تفخر مصر بإنتاجها. «ويرفرف العمر الجميل الحنون، ويفر ويفرفر فى رفة قانون، وندور نلف ما بين حقيقة وظنون، وبين قسى هفهاف، وهفة جنون، دنياك سكك حافظ على مسلكك، وامسك فى نفسك لا العلل تمسكك، وتقع فى خية تملكك، تهلكك، أهلك يا تهلك، دانت بالناس تكون» هذه هى كلمات شارة مسلسل «أرابيسك» بطولة صلاح السعدنى، التى نسجها الشاعر الكبير سيد حجاب فى تسعينات القرن الماضى، مع عدد آخر من الأعمال الدرامية الرمضانية الخالدة، مثل مسلسل «ليالى الحلمية»، حيث تقول شارتها التى كتبها حجاب، «ليه يا زمن ما سبتناش أبرياء، وواخدنا ليه فى طريق ما منوش رجوع، أقسى همومنا يفجر السخرية، وأصفى ضحكة تتوه فى بحر الدموع». قام سيد حجاب أيضاً بتأليف شارات مسلسلات العائلة، والمرسى والبحار، وعصفور النار، والبحار مندى، والوسية، وأميرة فى عابدين، وبوابة الحلوانى التى غناها على الحجار «اللى بنى مصر كان فى الأصل حلوانى، وعشان كدا مصر يا أولاد، مصر يا أولاد، حلوة الحلويين». ولد سيد حجاب بمدينة المطرية بمحافظة الدقهلية فى 23 سبتمبر 1940 والتحق بقسم العمارة بكلية هندسة جامعة الإسكندرية 1956 ثم انتقل إلى جامعة القاهرة، وكان لوالده فضل كبير فى نمو موهبته الشعرية بعد أن قام بتشجيعه على تأليف القصائد، كذلك كان لنشأة سيد حجاب فى مدينة المطرية بالدقهلية وهى مدينة صيادين صغيرة على ضفاف بحيرة المنزلة تأثير كبير فى شعره، وبدا ذلك واضحا منذ ديوانه الأول «صياد وجنية»، نشأت بينه وبين الشاعر عبدالرحمن الأبنودى صداقة قوية ثم تعرف إلى أستاذه الثالث صلاح جاهين الذى تنبأ له بمستقبل أدبى بارع. انتقل «حجاب» إلى أثير الإذاعة من خلال مجموعة البرامج الإذاعية «بعد التحية والسلام» و«يا عمار يا مصر». غنى له كل من عفاف راضى وعبدالمنعم مدبولى وصفاء أبوالسعود ولحن له بليغ حمدى وكتب لمحمد منير فى بداياته أغنية «آه يا بلاد يا غريبة»، وكتب أيضاً أشعار العديد من الفوازير لشريهان، كما حصل على جائزة «كفافيس» الدولية عن مجموع أعماله.