سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. مستشفى الحسينية المركزى "الداخل مفقود والخارج مولود".. أمن المستشفى: نضطر لعلاج المرضى لاعتداء أهاليهم علينا لعدم وجود أطباء.. والمواطنون: نطالب رئيس الوزراء ووزير الصحة بزيارة
مأساة حقيقية يعيشها أهالى محافظة الشرقية من سوء الخدمة الطبية بعدد من المستشفيات الخاضعة لوزارة الصحة، ويعد مستشفى الحسينية المركزى مثالا صارخا للإهمال والتسيب، فالأطباء غير متواجدين بالمستشفى لانشغالهم بعياداتهم الخاصة، ويعانى المرضى عدم مراعاتهم ومتابعة حالاتهم سواء المحجوزين بالمستشفى أو أصحاب الحالات الطارئة من ندرة الأطباء، "اليوم السابع" التقى المرضى وذويهم لسماع شكواهم ونقلها للرأى العام والمسئولين عسى أن يجدوا لهم حلا. قالت منى إبراهيم محمد، من قرية سماكين الغرب مركز الحسينية: أنا ذهبت مع زوجة ابنى نهال صبرى عبد الله إلى مستشفىى الحسينية المركزى يوم الجمعة 25 من ديسمبر من العام الماضى، وهى فى حالة وضع وكانت الساعة السابعة صباحا ولم أجد بالمستشفى أطباء سوى مسئول الأمن فقط ودخلت إلى أقرب سرير ومن شدة ألم البنت وصراخها حضر مسئول الأمن سامى شبارة ومعه عدد من النساء وساعدونى فى ولادتها. وأضافت أن المولود انبطح منا على الأرض وجميعنا لاندرى كيف نتعامل سواء مع المولود أو السيدة التى وضعت وكان الحبل السرى (الخلاص) مشكلة كبيرة لأننا لا ندرى ماذا نفعل فى مثل هذه الظروف. ووجدت المولودة صامتة لاتبكى ولا تتحرك فظنيت أنها فارقت الحياة وأحضر مسئول الأمن سكينا وقمت بقطع الحبل السرى، وحملت المولدة إلى قسم الحضانات بالدور الثالث بالمستشفى فقالت لى ممرضة مسئولة عن القسم أنا مش طبيبة ولازم الطبيب المسئول عن ميلادها هو الذى يأمر بدخولها الحضانة من عدمه لأنى لا أستطيع عمل شىء لها بدون أمر الأطباء لأنى لا أعرف شيئا. فأخبرتها أن المولودة لم يحضر ميلادها طبيب وأنا أود أن أعرف هل هى متوفاة أم على قيد الحياة أجابت أنا لا أدرى وجهاز فحص الحضانة موجود لكنى لا أعلم كيف يعمل، فقمت بفتح صنبور مياه على المولودة حتى بدأت تبكى، وتأكدت أنها ما زالت على قيد الحياة وعدت وأحضرت والدتها بدماء الميلاد وداخلها الخلاص عائدة لمنزلى، وقمت بالبحث عن داية لتخرج خلاص المولودة وتقوم بعمل المطلوب عمله، بعد حالة الميلاد وقالت: إن الله نجانا من موت محقق وحتى الآن لا أدرى هل زوجة ابنى أصيبت بأى أمراض أثناء الولادة من عدمه إلا بعد أن طمأننا طبيب بعيادته. وأضاف سامى شبارة مسئول أمن المستشفى أن خطة هدم الدولة تتركز فى لوبى أطباء مستشفى الحسينية الذين لا يتواجدون بالمستشفى مطلقا، رغم أن المستشفى مجهزة على أعلى مستوى، مضيفا أنا كنت موجودا أثناء حالة الولادة وحاولت جاهدا الاتصال بالطبيب النبطشى، "أحمد السيد داوود والسيد سلام، وطبيب مسئول الحضانة محمد عبد العزيز ومحمد يوسف والدكتور محمد عبد المنعم عبد العزيز عكيلة ومحمد إبراهيم"، أطباء الباطنة، وعندما ردوا وعلموا أن هناك حالات بالمستشفى أغلقوا هواتفهم فقمت بالاتصال بشرطة النجدة، والتى اخبرت قسم شرطة مركز الحسينية وحضر لى أمين شرطة وأخذ أقوالى، وتم إثبات حالة المستشفى وطلبت منه تأمين أبواب المستشفى بعدما ثار المرضى وذويهم علىَّ، خاصة بعد دخول 13 مصابا للمستشفى فى حادث انقلاب سيارة لاعبى كرة القدم وتجمهر ذويهم ومعظمهم الشباب لعدم وجود أطباء بالمستشفى، واضطريت أن أعامل المرضى كأنى طبيب بالمستشفى وأحضرت سماعة ووضعتها على صدرى بعدما وجدت ذوى المرضى هاجمونى وكادوا يقتلونى. وأضاف مسئول الأمن بالمستشفى 27 حالة مابين مصابى حادث سير و3 حالات ميلاد و12 حالة أطفال و4 حالات كسر عظام وقمت بإجراء اتصال هاتفى بمدير إدارة الطوارئ والرعاية العاجلة بمديرية الصحة بالشرقية، والذى طمأننى أنه سيرسل أطباء فورا للمستشفى لإنقاذ الموقف لكن مر الوقت دون حضور أطباء فبدأت أتعامل كأنى طبيب وقمت بتدخيل المرضى لأقسام المستشفى، وأشار إلى أن ذوى المرضى بدأوا فى الهدوء بعدما حضر طاقم التمريض حولى وتعاطف المرضى وذويهم معى وبدأوا فى مسح الدماء بدلا من العمال وتحرك الأهالى معى لمساعدتى. وقال موسى محمد سباعى، عم المريضة وسام إبراهيم موسى المحجوزة بالمستشفى، إنها ظلت 4 أيام ولم يعتنى بها أحد ولم يقوم طبيب برؤيتها ولا التغيير عليها، وبدأت الأورام تملأ جسدها وأبحث عن أى طبيب بالمستشفى دون جدوى . وقال مدير نقطة شرطة المستشفى: طوال الأيام يتعرض طاقم التمريض لمشاكل مع الأهالى لعدم وجود أطباء بالمستشفى ونقوم بحلها. وأكدت إحدى الممرضات بالمستشفى أنها أجرت عددا من الاتصالات الهاتفية بوكيل وزارة الصحة الدكتور شريف مكين، وأخبرته بحال المستشفى وعدم وجود الأطباء به إلا أنه لم يعر الموضوع أى اهتمام ولم يتخذ أى خطوات ولم يكلف نفسه حتى بزيارة المستشفى لدرجة أنى يئست وأصبحت التزم الصمت . وأضافت عزة المزينى، من قرية سعود البحرية، أن مستشفى الحسينية مثالا صارخا للإهمال والتسيب الطبى وتأكد الجميع أن الداخل للمستشفى مفقود والخارج منه مولود، والأطباء يفضلون مكوثهم بعياداتهم الخاصة عن الذهاب للمستشفى للقيام بدورهم الطبى تجاه المرضى، مشيرة إلى أن المستشفى انعدم فيه وجود الأطباء، وهذا أدى إلى سوء الخدمة الطبية فمرضى الغسيل الكلوى يتحملون الفيروسات المعدية مثل "فيرس c" الكبدى وخلافه، بسبب عدم تعقيم الأدوات وترك الأمر للعمال والتمريض، الذين لا يدركون خطورة الموقف، لافتة إلى أن المريض الذى يدخل المستشفى لا يجد أطباء ويكتب له التمريض أو أحد العمال أدوية تزيد أمراضهم، مشيرة إلى أن نجلها أصيب بالتهاب كبدى وبائى منذ 3 شهور وحملته للمستشفى وتفاجأت أن العلاج الذى كتبه الطبيب لها نفس العلاج الذى كتبه لمريض اللوزتين، واكتشفت ذلك بعد مراجعة طبيب متخصص، وطالبت المسئولين عن الصحة بتوفير الخدمات الطبية من أطباء وخلافه. وبكت ندرات عبد الودود شقيقة المريضة أسماء عبد الودود قائلة: أنا مكثت 12 ساعة بالمستشفى دون أن يحضر لى طبيب، وذهبت مع شقيقتى بعد منتصف الليل ولم يأت لنا طبيب رغم أن شقيقتى كانت تعانى من نزيف حاد لدرجة أن وجهها أصبح مصفرا شاحبا وشعرت أنها بدأت منازعة الموت وبعد صلاة الجمعة وجدت شقيقتى تنتهى، فطلبت من أشقائى نقلنا لأى مستشفى آخر بأسرع وقت. وقال محمد عبد الودود محمد، شقيق أسماء: إن أسماء 23 سنة ظلت تعانى من نزيف حاد بالمستشفى منذ الثانية من صباح يوم الخميس 24 من ديسمبر عام 2015، وحتى الثانية من ظهر يوم الجمعة، ولم نجد أطباء حاولنا خلالها نستنجد بأى طبيب ولم نفلح وعندما شاهدت شقيقتى وقد دخلت فى غيبوبة من كثرة النزف حملتها إلى مستشفى خاص بمركز فاقوس وتداينت لدفع المبالغ المطلوبة لعلاجها. وطالب الجميع رئيس الوزراء زيارة المستشفى وسماع المرضى، وذويهم للوقوف على المهاترات التى يواجهها المرضى من سوء الخدمة والرعاية الطبية بالمستشفى وطالبت رئيس الجمهورية بضرورة أن يكون بالمستشفيات رعاية طبية ومجازاة الأطباء الذين لا يذهبون لعملهم أثناء ساعات العمل المقررة لهم وفرض غرامات بالغة عليهم وسن قانون يجرم عدم حضورهم. المولودة التى وضعتها امها بالمستشفى على الأرض ومعها جدها وجدتها شقيق وشقيقة المريضة التى نزفت 12 ساعة دون يراها طبيب بالمستشفى شقيق وشقيقة المريضة والدة طفل نجى من الموت بخروجه من المستشفى