العالم كله "شمتان" فى فرنسا

من أوروبا لأمريكا اللاتينية..

"عذرا أيها الزرق نحن فرحون وشامتون ..هيا عودوا إلى دياركم".. كلمات وضعها صاحب إحدى حانات أيرلندا على واجهة محله مع إعلان يشير إلى حصول الزبائن على أى عدد من زجاجات البيرة مجانا ابتهاجا بخروج فرنسا من مونديال جنوب أفريقيا، وهى التى تأهلت فى الأصل بالهدف الشهير الذى سجله تيرى هنرى بيده فى الشباك الأيرلندية خلال مباراة فاصلة بين البلدين.
وتحدث صاحب المحل لصحيفة "إيريش إندبندنت" قائلا:"من المفترض أن نتصرف كعقلاء وأن نتعاطف مع فريق يعيش أسوأ لحظات حياته الكروية، ولكن مع الفرنسيين الوضع مختلف تماما فأيرلندا كلها سعيدة بخروجهم على هذا النحو..لقد حرمونا من هذا المونديال بيد شيطانية"، يقصد يد هنرى.
غير أن حالة الشماتة امتدت لتشمل الصحف الألمانية أيضا، فقد خرجت صحيفة "بيلد"بمانشيت ساخر صباح اليوم الأربعاء قائلة:"Adieu les blod"أو" وداعا أيها الجهلاء"متلاعبة فى ذلك بالألفاظ بكلمتى bleus التى تعنى الزرق بالفرنسية و كلمة blods التى تعنى جهلاء بالألمانية، ولم تجد الصحيفة الألمانية حرجا فى استخدام ذلك اللفظ باعتباره توصيف رايمون دومنيك المدير الفنى لمنتخب فرنسا للاعبين، وتحت العنوان السابق عنوان آخر فرعى أشد سخرية يقول:"هدف واحد ونقطة واحدة هذا هو حصادهم".
وفى صحف أمريكا الجنوبية نجد نفس شماتة أبناء العم الأوروبيين، فقد كتبت صحيفة "إلأونيفرسال" الفنزويلية قائلة :"لقد انهار المبنى على رؤوسهم تماما كما حدث فى مونديال 2002 حينما جاءوا باعتبارهم أبطال العالم المدافعين عن لقبهم فخرجوا من الدور الأول دون أن يسجلوا هدفا واحدا".
حالة الشماتة غير المفهومة فى الفرنسيين من العالم كله امتدت حتى الولايات المتحدة الأمريكية، فقد عرضت قناة ESPN المتخصصة فى كرة القدم تصريح كابتن منتخب فرنسا المخلوع باتريس إيفرا الذى أكد خلاله:"لن نحصل على أى مليم من اتحاد الكرة متنازلون عن كل حقوقنا"،وعلقت المحطة الأمريكية بدهشة شديدة وسخرية أشد على هذا التصريح قائلة:"يا إلهى إنه شىء رائع.. المليونيرات الفاسدون يتنازلون عن حفنة من الأموال مقابل مجهود لم يبذلوه ..الفرنسيون أيضا يشكرونكم على شىء لم تفعلوه يا كابتن"، هكذا سخرت المحطة من اللاعب الفرنسى.
أما صحيفة "إلبايس"الأسبانية المتخصصة فى كرة القدم فقالت إن رفض دومينيك مصافحة كارلوس ألبرتو بيريرا كشف عن شخص منغلق على نفسه ومنتخب أكثر انغلاقا، واعتبرت الصحيفة الأسبانية أن ما يحدث فى فرنسا يعد بمثابة "حرب كروية أهلية".
وفى النهاية ترى الجارديان البريطانية أن الكرة فى فرنسا تحولت إلى"قضية دولة"، وتوقعت الصحيفة اللندنية تقديم أكثر من كبش فداء للرأى العام الثائر بشدة، وذلك فى إشارة إلى تأكيدات وزيرة الشباب والرياضة الفرنسية"روزلين باشيلو" على عقد جلسة معمقة فى البرلمان لمناقشة ما دار فى جنوب أفريقيا.