عشرين عاماً بعد الفتوى التى أصدرها الزعيم الإيرانى آية الله الخمينى بإهدار دم المؤلف البريطانى من أصل هندى سلمان رشدى، وها هو يصدر روايته الجديد "ساحرة فلورنس" "The Enchantress of Florence" الصادرة عن دار نشر Cape. و كتاب رشدى الجديد، "ساحرة فلورنس"، عبارة عن رواية تمزج القص التاريخى بالخرافة، وتدور أحداثها فى القرن السادس عشر بين إيطاليا والهند. بطلى الرواية هما الملك جلال الدين محمد أكبر، هو مسلم ليبرالى، متفتح للغاية يستقبل فى بلاطه رهبان يسوعيين ليتناقش معهم فى أمور دينية، ونيكولا فيسبوتى، شخصية غامضة قادمة من مدينة فلورنسا الإيطالية. يتقابل الاثنان، ويبهر الفلورنسى الملك محمد أكبر بحكاياته عن جمال كاراكوز الخلاب، التى تنحدر من سلالة جنكيز خان. ويرى بعض النقاد الإنجليز أن هذه المرأة المثالية هى صورة طبق الأصل من عارضة الأزياء والممثلة الهندية بادما لاكشمى، وهى الزوجة الرابعة لسلمان رشدى التى أعلن خبر طلاقهما العام الماضى. وعلى الرغم من أن الكاتب يؤكد أن قصة هذه الرواية ليست إلا خيالاً، إلا أن أفكاره وموضوعاته المفضلة تنعكس من خلال شخصية جلال الدين محمد أكبر، هذا الرجل المرتبط بالشرق، ولكنه مفتون للغاية بالغرب فى الوقت نفسه. فإذا كانت روايتا سلمان رشدى الأخيرتان لم يحققا نجاحاً يذكر، كما يعتقد النقاد، فإن الوقت لا يزال مبكراً لتقييم عمله الجديد. لكن الأمر المؤكد هو أن سلمان رشدى سيثير كعادته ضجة كبيرة. وأثارت رواية "آيات شيطانية" التى أصدرها فى عام 1988 غضب المسلمين فى أنحاء العالم واعتبروا كاتبها ملحداً، حيث فسر الكتاب على أنه يتعرض بالإساءة إلى شخص الرسول (ص). ولم تكن فتوى الخمينى سوى واحدة من تداعيات هذا الكتاب، إذ تم حظر الرواية فى العديد من البلدان التى يوجد بها جاليات إسلامية كبيرة، ورصدت مكافآت لمن يقتله، وقامت جماعات إسلامية بتدمير عدد من المكتبات وتسابق العديد من الأشخاص لحرق أكبر عدد من هذا الكتاب. وفى نهاية 1990، قدم سلمان رشدى اعتذاراً رسمياً للمسلمين، ثم اختفى بعد هذه الأحداث عن الأنظار، ثم عاد إلى الأضواء عام 1999 ليثير الجدل مرة أخرى نتيجة مواقفه السابقة والحاضرة، ومنها تأييده للرسوم الكاريكاتيرية الهولندية المسيئة للإسلام، وتفسيره على أنها مجرد "حرية تعبير". وفى 2007 قامت ملكة بريطانيا بمنحه لقب "فارس"، الأمر الذى استنكره العالم الإسلامى بشدة، حتى أن البعض أطلق عليه لقب "فارس الإلحاد كنوع من السخرية ".