بالصور.. مأساة طفل "وسيم" حوله حريق منزله إلى "شبح" مبتور الأصابع.. عبد الرحمن "البرىء" رفضته المدرسه "لأن شكله هيخوف زمايله".. والأم: بعد 13 عملية ابنى يحتاج لجراحة كبرى بالخارج و"ما باليد حيلة"

"قلبى بيتقطع كل ما عبد الرحمن يبصلى فى الشارع ويمسك إيدى ويقول لى: ماما هما الناس بيخافوا منى ليه؟".
هكذا والدموع تملأ عينيها وتكاد تسمع صرخات قلبها المكلوم تحدثت والدة الطفل عبد الرحمن فرج أحمد 5 سنوات، الذى أصيب بتشوهات فى وجهه ويديه وأذنيه نتيجة حريق بمنزلهم بمنطقة الشيخ حسن بمدينة الفيوم منذ عامين بسبب ماس كهربائى.
ابنى كان "أمور" قبل الحريق
"ابنى كان أمور أوى.. شوفوا صورته قبل الحريق".. وتستطرد والدة عبد الرحمن: منذ عامين ونصف العام، كان ابنى بالمنزل هو ووالده، وفجأة شب حريق بسبب ماس كهربائى، واحترق المنزل بالكامل، واحترق وجه "عبد الرحمن" ويديه، قبل أن يتمكن والده والجيران من إنقاذه وإخراجه من المنزل.
وتتذكر أم عبد الرحمن تتذكر ساعات الرعب والنار وتقول: حملت ابنى أنا ووالده لأقرب مستشفى، وقبل دخول الطفل طالبونا بدفع مبلغ 4 آلاف جنيه، ووقتها لم يكن معنا المبلغ، خاصة أن والد عبد الرحمن يعمل بمخبز، فجمع أشقاء زوجى وأقاربنا المبلغ المطلوب ودخل عبد الرحمن وظل 4 أيام ملقى على سرير، وكل ما يتم هو وضع مرهم "كريم" على الحروق، وبعدها تم تحويله لمستشفى الفيوم العام.
ابنكم كده كده هيموت
وتضيف والدة عبد الرحمن: بعد تحويلنا لمستشفى الفيوم العام، قالوا لنا: "ابنكم كده كده هيموت، وبلاش تبهدلوه وتبهدلوا نفسكم"، إلا اننا مع إصرارنا على محاولة علاج عبد الرحمن، حولونا إلى مستشفى الجمعية الشرعية بالقاهرة، وكانت أولى الخطوات الجادة للعلاج.
ترقيع وجهه ويديه ورأسه
وتستطرد الأم المكلومة: أطباء المستشفى أكدوا تدهور حالة عبد الرحمن نتيجة الإهمال فى المستشفى الخاص الذى دخله عقب وقوع الحريق، وتم إجراء 4 عمليات لترقيع وجهه ويديه ورأسه، وتم بتر أصابع يديه، وظل بالمستشفى لمدة شهرين يتلقى خلالهما العلاج، حتى استقرت حالته، وطمأننى الأطباء أن الخطر زال.
وتابعت الأم: رغم كل هذه العمليات الجراحية فإن وجه عبد الرحمن الجميل ويديه أصبحت مشوهة، وأصابعه مبتورة وأذناه شكلهما الخارجى مشوهة أيضا، رغم أنه يسمع بهما جيدا، وبعد الشهرين أخبرنى الأطباء بالمستشفى أن دورهم انتهى لأن إمكانات المستشفى ومواردها مخصصة لإجراء العمليات الجراحية العلاجية، وهو ما تم عمله لعبد الرحمن، أما ما يحتاجه الآن فهو عمليات تجميلية، وغادر عبد الرحمن المستشفي .
وتضيف أم عبد الرحمن: المأساة الحقيقة التى يعيشها ابنى تكمن فى نظرات المجتمع التى لا تفرق بين طفل أو شاب أو عجوز، لافتة إلى أنه بخروج عبد الرحمن معها يظل ممسكًا بشكل قوى بيدها، وكل 5 دقائق يهز يدها ويسألها "ماما هما الناس بيضحكوا عليا؟ وهنا أقاطعه على الفور: "لا.. هيضحكوا عليك ليه يا حبيبى".
3 أصابع ب 17 ألف جنيه
وتستكمل والدة عبد الرحمن: وحتى لا يكون هناك أى عائق فى تعليم عبد الرحمن والتحاقه بالمدارس الحكومية، أدخلته مستشفى المقطم، وبعرضه على الطبيب، تم عمل جراحة معقدة باليد، وظلت يده مربوطة فى بطنه عدة شهور حتى يتم الحفاظ على ما تبقى من أصابعه بعد البتر، وبالفعل كونت خلايا جديدة، وأصبحت يده اليمنى بها 3 أصابع، يستطيع بهما أن يمسك القلم، وتكلفت العملية 17 ألف جنيه، وهو مبلغ كبير جدا بالنسبة لنا، ولولا أشقاء زوجي وأقاربنا وأهل الخير، ما استطعنا أن ندفع المبلغ.
وتضيف: كانت الصدمة الكبرى ببداية العام الدراسى الحالى، بعد أن توجهت إلى المدرسة لتقديم أوراق ابنى للالتحاق بالروضة، قبل التعليم الابتدائى"، لأفاجئ بالرد القاسى: "لا مش هينفع نقبل ابنك يا مدام لأنه شكله هيخوف زمايله"، عندها أصبت بحالة من الانهيار والبكاء الهيستيرى وقالوا لى "السن مش مناسب ولما ييجى يدخل ابتدائى ربنا يسهل ".
وتؤكد والدة عبد الرحمن أنه بعد 13 عملية جراحية، لم يعد الآن أمامها سوى جلسات الليزر والبلازما ب 800 شهريا، لمدة سنتين، وهو ما يفوق قدرتهم المالية، حيث أن والده يعمل بمخبز بأجر يومى 20 جنيها، وهو المصدر الوحيد للدخل، كما أخبر الأطباء والدة عبد الرحمن أن هذه الجلسات لابد أن تستمر لمدة سنتين حتى تحصل على نتيجة جيدة، وهو ما سيؤثر بشكل سلبى على الكلى والدماغ، والحل الوحيد فى إجراء جراحة تجميل خارج مصر.
وقالت الأم المكلومة أناشد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وكل الأمهات وكل الآباء من القادرين أن يساعدونى وأن يعتبروا عبد الرحمن ابنا لهم وينقذوه مما يعانيه.